فايننشال تايمز- في بيروت ترتفع الآمال بلعب صهر ترامب اللبناني دوراً في وقف الحرب
شارك هذا الخبر
Friday, November 22, 2024
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريراً، أعدته راية جلبي وأندرو إنغلاند وأيانو أديو، تناولوا فيه ما يمكن لمسعد بولص، الذي تزوّج ابنُه مايكل من تيفاني، ابنة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن يقدّمه.
وفي الوقت الذي حشد فيه الرئيس المنتخب إدارته بكل المتشدّدين والصقور المؤيدين لإسرائيل، يعوّل كثير من اللبنانيين على قطب تجارة السيارات بولص لوقف الحرب الإسرائيلية ضد بلادهم.
وكصهر لترامب، لا أحد قريب منه، ويمكن للرئيس الاستماع إليه، أكثر من بولص.
وقضى رجل الأعمال اللبناني- الأمريكي، الذي تزوّج ابنُه من أصغر بنات ترامب، وقتَه، العام الماضي، وهو يحاول حشد الدعم العربي الأمريكي لترامب في حملته الانتخابية. وكان فوز ترامب بأصوات العرب الأمريكيين في ميشيغان نتيجة لغضبهم من سياسات جو بايدن وإدارته تجاه الحرب في غزة ولبنان.
وتعلق الصحيفة أن الكثيرين في لبنان يعوّلون الآن على بولص لاستخدام قوته في الإقناع لإنهاء النزاع الذي دمّر بلده الصغير على البحر الأبيض المتوسط.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول لبناني قوله: “بالتأكيد، فكونه لبنانياً يريد [الأفضل] لمصلحة بلده، قد يكون إيجابياً”، و”لكن علينا انتظار ما سيحدث”.
وتقول الصحيفة إن ترامب غالباً ما عيّن أفراد عائلته في المراكز المهمة في الحملة الانتخابية وفي البيت الأبيض. وسيكون بولص، من آخر المقرّبين الذين يقرّبهم ترامب إلى فلكه السياسي.
وتداولت الصحافة اللبنانية، على مدار العشرة أيام الأخيرة، أخباراً عن تعيين بولص في مركز بإدارة ترامب، وكمبعوث خاص له إلى لبنان للمساعدة في التفاوض على وقف إطلاق النار. إلا أن بولص خفّفَ من حماسة الصحافة اللبنانية، وأخبر وكالة أنباء “رويترز” أن كل ما يقال هو “غير صحيح بالكامل”.
وقال المسؤولون اللبنانيون إن بولص لم يتصل مع الحكومة، سواء على مستوى رسمي أو بتفويض من ترامب. لكنه التقى في الأيام العشرة الأخيرة بواشنطن مع وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، وزعيم حزب “الكتائب اللبنانية”، سامي الجميل، الذي يعارض “حزب الله”. وبحسب الوزارة، فقد ناقش بولص وسلام “عدداً من القضايا اللبنانية”، بما فيها محادثات وقف إطلاق النار.
ونقل عن بولص قوله إن “ترامب ملتزم بتعهده في وقف إطلاق النار بالمنطقة”، مؤكداً على الحاجة “للتوصل إلى سلام دائم مرفق بخطة اقتصادية، وإطار لمعالجة المسألة الفلسطينية”.
وقال دبلوماسي عربي إن بولص التقى أيضاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، أثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، بهدف فتح قناة اتصالات بين الفلسطينيين ومعسكر ترامب.
ولم يعلق بولص على طلب من “فايننشال تايمز”، قائلاً إنه سيتحدث “قريباً”، ولن يعلق على أي دور يمكن أن يلعبه في الإدارة المقبلة.
ودخل بولص فلك ترامب لأول مرة في عام 2019، عندما كان ابنه مايكل يواعد تيفاني، ابنة ترامب، ودعاه إلى حفلة عيد الميلاد في البيت الأبيض.
ويعود بولص إلى عائلة مسيحية من بلدة كفر عكا، في منطقة الكورة، شمال لبنان. وكشاب، انتقل إلى تكساس لمواصلة دراسته بجامعة هيوستن، حيث بدأ بالاقتراب من سياسات الحزب الجمهوري. وبعد تخرجه من الجامعة، انضم إلى تجارة السيارات التي تديرها عائلته في نيجيريا.
وتعتبر عائلته جزءاً من خط طويل من العائلات التجارية اللبنانية التي عاشت لأجيال في نيجيريا، وتمتعت بتأثير وعلاقات مع القيادة السياسية العليا في البلد.
وأصبح بولص المدير التنفيذي لشركة أصهاره “سكوا موتورز نيجيريا”، التي أُنشئت عام 1926، وتبيع وتوزع حافلات وشاحنات مان الألمانية في البلد الواقع بغرب أفريقيا.
ويدير أيضاً شركة على اسمه، وهي “بولص إنتربرايزيس”، التي تتعامل مع وتوزع الدراجات النارية والدراجات الثلاثية العجلات والدراجات الكهربائية. ويتمتع باحتكار شبه كامل في السوق النيجيرية، وهو المستورد والموزع الوحيد لعربات سوزوكي اليابانية والدراجات النارية الصينية جينشينغ.
وفي بلد يفضّل فيه النيجيريون استخدام الدراجات النارية والهوائية، فهذا موقع متميز، في بلد يبلغ عدد سكانه 200 مليون نسمة.
وتعود زوجته سارة فضول بولص إلى عائلة لبنانية-أفريقية معروفة، ولديها شركات تمتد على غرب ووسط أفريقيا، وكذلك أوروبا ولبنان. ولها ومسعد أربعة أولاد، وهم فارس ومايكل وأريان وصوفي.
وتعتبر العائلة متديّنة، ويقال إن بولص عمل على تعزيز القيم العائلية التقليدية، إلى جانب وعد ترامب بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط لجذب الناخبين العرب الأمريكيين.
ولم تكن مشاركة بولص في السياسة، أو قربه منها مفاجئة لأهل بلدته كفر عكا، فقد ظل والده عمدة لها حتى وفاته عام 2011، وكان عمه الأكبر نائباً ووزيراً، فيما حاول بولص نفسه الترشح للبرلمان اللبناني مرتين دون نجاح.
وأخبر شقيق بولص، فيليب، عضو مجلس البلدة، صحيفة “لوريان لو جور”: “السياسة تجري في عروق عائلة بولص”.
وقال بولص إنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي في لبنان، لكن من المعروف أن له علاقات وثيقة مع الطبقة السياسية المسيحية في لبنان، بمن فيهم سليمان فرنجية، وهو سياسي مسيحي بارز ومرشح “حزب الله” المفضّل لشغل منصب الرئاسة الشاغر.
وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، في حزيران/يونيو، وصف بولص نفسه بأنه صديق لفرنجية، زعيم “تيار المردة” اللبناني، الذي تربطه علاقات وثيقة برأس النظام السوري بشار الأسد.
وفي لبنان، زادت الآمال في أن يتمكن رجل لبناني من الداخل من مساعدة شخصيات مهمة في تشكيلة السياسة الخارجية لترامب، والتي تضم مؤيدين متحمسين لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مثل بيتر هيغسيث، مرشح ترامب لمنصب وزير الدفاع، وستيف ويتكوف، الذي من المقرر أن يصبح مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط.
وقد جددت الإدارة الحالية، التي ستنتهي ولايتها قريباً، جهودها لوقف النزاع، بمقترح لوقف إطلاق النار حَمَلَه معه المبعوث الأمريكي الخاص للبنان، عاموس هوكشتاين.
لكن المسؤولين اللبنانيين لا يعوّلون كثيراً على نجاح الجهود، وبخاصة أن المقترحات السابقة التي قدمها هوكشتاين تضمنت شروطاً غير مقبولة بالنسبة للدولة اللبنانية.
وتدفق الصحافيون على كفر عكا منذ فوز ترامب في الانتخابات، من أجل تكوين صورة عن الرجل الذي ينظر إليه بأنه يمتلك القدرة على التأثير على السياسة الخارجية لترامب، لكن ماري تيريز بولص رفضت طلبات الصحافيين لإجراء مقابلات، لكنها رحّبت بهم، إلى جانب غيرهم من المهنّئين، لتناول القهوة والحلويات العربية، وشكرتهم على الصلوات التي ساعدت في فوز ترامب.
وقال أنطوني سعادة، الذي يعمل أمين صندوق في متجر قريب من منزل عائلة بولص: “لقد سئمنا من هذه الحرب”، مضيفاً: “إنه ابن هذا البلد. يجب أن يستخدم نفوذه لإخبار ترامب بوقفها الآن”.