موسكو تتقدم شرق أوكرانيا وكييف تعلق آمالا على ترمب!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, November 6, 2024

أعلنت روسيا اليوم الأربعاء أنها سيطرت على قريتين قرب مدينة كوراكوف جنوب شرقي أوكرانيا، حيث تسارعت وتيرة تقدم قواتها خلال الأيام الأخيرة.

وسيطرت القوات الروسية على بلدتي ماكسيميفكا وأنتونيفكا الواقعتين جنوب كوراكوف حيث تركز روسيا هجومها، وفق ما أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي.

يأتي ذلك بينما هنّأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دونالد ترمب على "انتصاره المذهل" بعدما أعلن المرشح الجمهوري الأربعاء فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مبدياً أمله في أن يساعد انتخابه أوكرانيا في تحقيق "سلام عادل".

وقال زيلينسكي "أقدر التزام الرئيس ترمب بنهج السلام من خلال القوة في الشؤون العالمية، وهذا بالضبط المبدأ الذي يمكن أن يجعل أوكرانيا أقرب إلى السلام العادل".

وخلال أكثر من مناسبة قال ترمب إن في مقدوره إحلال سلام في أوكرانيا "خلال 24 ساعة"، من دون أن يفسر كيفية قيامه بذلك، لكن مع التنديد بقيمة المساعدات المقدمة لكييف في مواجهة الحرب الروسية، كما أدلى أيضاً بتصريحات تنطوي على إطراء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومن هنا تنشأ الخشية السائدة في أوروبا عموماً وأوكرانيا خصوصاً أن يجبر دونالد ترمب أوكرانيا على التفاوض مع روسيا بشروط تكون مناسبة لموسكو، وقد دعا زيلينسكي الديمقراطيين والجمهوريين الأميركيين إلى توفير "دعم قوي من كلا الحزبين لأوكرانيا".

واستذكر في هذه المناسبة اللقاء الرائع الذي جمعه ودونالد ترمب في نيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي، وكتب على حسابه عبر منصة "أكس"، "أستذكر لقاءنا الرائع مع الرئيس ترمب في سبتمبر والذي ناقشنا خلاله بالتفصيل الشراكة الإستراتيجية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وخطة النصر وسبل إنهاء العدوان الروسي على أوكرانيا".

والعلاقة بين ترمب وزيلينسكي معقدة ولا سيما بسبب فضيحة في السياسة الأميركية تعود لعام 2019، فإثر الكشف عن مضمون مكالمة هاتفية بين ترمب الذي كان يومها رئيساً للولايات المتحدة ونظيره الأوكراني، اُتهم الأول بالضغط على أوكرانيا لتفتح تحقيقاً بتهم فساد بحق نجل جو بايدن الذي كان يتنافس معه ترمب على ولاية انتخابية جديدة، وأفضت تلك القضية إلى محاكمة بهدف الإطاحة بترمب، لكن مجلس الشيوخ الأميركي برأه في نهاية المطاف.

من ناحية أخرى صادق مجلس الاتحاد الروسي اليوم الأربعاء على معاهدة دفاع مشترك مع كوريا الشمالية التي يستعد جنود منها، بحسب كييف وواشنطن، للقتال إلى جانب روسيا ضد القوات الأوكرانية.

وهذا التصويت الذي أجراه المجلس الأعلى في البرلمان بعد أسبوعين من تصويت مجلس النواب كان محسوماً سلفاً، ولم يصوت أي من أعضاء مجلس الاتحاد ضد المعاهدة بعدما زاد التقارب بدرجة كبيرة بين روسيا وكوريا الشمالية منذ بدء اجتياح أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

ويتعين أن يصادق على المعاهدة التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأحرف الأولى في يونيو (حزيران) الماضي في بيونغ يانغ لتدخل حيز التنفيذ، وتنص على تقديم "مساعدة عسكرية فورية" متبادلة في حال وقوع هجوم ضد أي من البلدين.

وستكون مشاركة جنود كوريين شماليين في القتال، وهو ما يعتبره الغرب وشيكاً، بمثابة ضربة جديدة للقوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في العدد والعتاد، وتتراجع في أجزاء كثيرة من الجبهة.

وكذلك يتوقع تراجع المساعدات العسكرية إلى كييف مع فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويخشى الأوكرانيون أن يجبرهم الجمهوري عند عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025 على التفاوض مع روسيا وفق شروط مواتية لموسكو.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الإثنين الماضي إن 11 ألف جندي كوري شمالي باتوا موجودين في منطقة كورسك الروسية، حيث يحتل الجيش الأوكراني بضع مئات من الكيلومترات المربعة منذ هجومه المفاجئ في أغسطس (آب) الماضي.

وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن جنوداً كوريين شماليين كانوا تحت مرمى نيران أوكرانية، وبينهم رئيس مركز مكافحة المعلومات المضللة أندري كوفالينكو الذي أكد عبر منصة "تيليغرام" أن بعض هؤلاء الجنود "تعرضوا بالفعل لإطلاق النار في منطقة كورسك"بينما لم يصدر أي تأكيد أو نفي من بيونغ يانغ أو موسكو حول هذا الانتشار العسكري.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في الـ 31 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إنها تتوقع دخول الجنود الكوريين الشماليين في هذه المعارك خلال الأيام المقبلة، فيما اعتبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن روسيا تعتزم "استخدام هذه القوات في عمليات على الخطوط الأمامية".

ويشكل تدويل النزاع الذي اندلع في فبراير 2022 بسبب الهجوم الروسي في أوكرانيا تصعيداً جديداً، وتبدي كييف انزعاجاً مما تعتبره دعماً خجولاً من مؤيديها الغربيين الذين لا يزالون لا يسمحون لها بضرب روسيا بأقوى الصواريخ التي تزودها بها أوروبا والولايات المتحدة.

وفي أكتوبر الماضي تقدم الجيش الروسي 500 كيلومتر مربع في أوكرانيا، في أكبر مكاسبه الميدانية منذ مارس (آذار) 2022 خلال الأسابيع الأولى من النزاع، وقال زيلينسكي أول من أمس الإثنين "نرى زيادة في عدد الكوريين الشماليين قرب الجبهة، لكننا لا نشهد في المقابل أي زخم إضافي في رد فعل شركائنا".

وتتهم كييف والغرب كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي بالقذائف والصواريخ، وكذلك بالنسبة إلى إيران، الخصم الوجودي الآخر لواشنطن، ويُشتبه في أن بيونغ يانغ تطلب في مقابل ذلك تقنيات تساعدها في تعزيز ترسانتها النووية، وخصوصاً في مجال الصواريخ.

وأجرت كوريا الشمالية أمس الثلاثاء تجربة جديدة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، مما يظهر تصميمها على مواصلة برنامجها لتطوير أسلحتها النووية.

وخلال زيارة استمرت أياماً لروسيا تخللها لقاء مع بوتين، وعدت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بأن بلادها ستبقى إلى جانب شريكتها موسكو حتى "يوم النصر" في أوكرانيا.

وفي هذا السياق أشارت كوريا الجنوبية، وهي مصدّر رئيس للأسلحة، إلى أنها تدرس إمكان إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا، وكانت سيول تعارض ذلك حتى الآن بسبب سياسة وطنية مستمرة منذ زمن طويل تمنعها من توريد الأسلحة إلى الدول التي تخوض حرباً.