فيلم يطيح بقواعد "الماكياج" ويجعل من التجاعيد صيحة

  • شارك هذا الخبر
Friday, October 25, 2024


على أثر عرض Beetlejuice Beetlejuice انتشرت فيديوهات تعلم كيفية تطبيق الماكياج الخاص بالشخصيات فيه بطريقة تبرز التجاعيد في الوجه وكأن في ذلك دعوة صريحة لاعتماد هذا الاتجاه.

بعد 36 عاماً على عرض فيلم الرعب الكوميدي الخيالي BeetleJuice الشهير، قدّم المخرج تيم بورتون الجزء الثاني منه بعنوان Beetlejuice Beetlejuice فحقق أرباحاً فاقت التوقعات. بعيداً من الجدل الذي دار حول الفيلم، يبدو نجاحه محسوماً بالنظر إلى إحدى أبرز الصيحات التي أُطلقت في فيديوهات على "تيك توك" بعد عرضه، وحققت نسبة مشاهدات عالية، إذ استعادت إطلالات لأبطال الفيلم بشكل تبرز فيه التجاعيد بتقنية ماكياج وفلترات.


فإذا بالإطلالات المرتبطة بالشخصيات ذات الطابع المرعب، تتحوّل إلى موضة مع انتشار فيديوهات حول طرق إنجازها بالماكياج، لإبراز التجاعيد. وحققت المقاطع التعليمية رواجاً واسعاً مع آلاف المشاهدات من قبل المتابعين الذين حرصوا على تطبيقها. هذا الانتشار الواسع يدعونا إلى التساؤل حول ما إذا كانت صيحة مماثلة تشجع على رسم التجاعيد وإبرازها يمكن أن تترسخ في الأذهان وتدعو إلى الاستغناء عن أكثر تقنيات التجميل والوقاية من التجاعيد شيوعاً كالبوتوكس والفيلر.

اتجاه نحو المظهر الطبيعي

صيحات عدة سبقت، في مرحلة من المراحل، وترسخت في الأذهان لسنوات حتى تمكنت من التغلب على أخرى سبقتها وعلى موضة كانت رائجة. لا تنتشر صيحة بشكل مسيطر في المجتمعات في ليلة وضحاها، بل هي مسألة طويلة الأمد تتطلب سنوات وربما عقوداً من الزمن لتغلب كل ما سبقها بشكل تلقائي وتفرض نفسها على الأجيال المتعاقبة.

اليوم، على رغم رواج الفيديوهات التعليمية لتطبيق إطلالات شخصيات فيلمBeetlejuice Beetlejuice ذات التجاعيد، إلا أنه قد لا يكون هذا السبب الوحيد الذي يدعو إلى التساؤل حول ما إذا كانت هذه الصيحة قد تسيطر في الأذهان والمجتمعات للقضاء على البوتوكس والفيلر، إذ صادف رواجها مع ظهور اتجاه واضح في عالم الجمال نحو المظهر الطبيعي الذي يميل إلى البساطة وحتى أنه في السنوات الأخيرة ظهر اتجاه نحو الابتعاد عن صبغ الشعر ليظهر فيه الشيب بعد أن كان ظهوره معيباً قبل سنوات.

ويقول طبيب التجميل والترميم الدكتور جو خوري إنه أياً كانت الصيحة التي تحقق رواجاً ولكنها تبقى موضة في مقابل ثوابت في التجميل لا يمكن أن تتزعزع، وأضاف أن البوتوكس سيبقى العلاج إلى الأبد للوقاية من التجاعيد. فقد يتحفظ البعض عن استخدامه ويمكن أن يخف عدد من يلجأون إليه، لكنه سيبقى وسيلة لا غنى عنها.

ويضيف د. خوري "تبقى معايير الجمال هي نفسها، ولو راجت صيحات جديدة. أما الفيلر والبوتوكس فمن الوسائل التي يتم اللجوء إليها في عالم التجميل بطريقة تُعدّل بحسب هذه المعايير ووفق الأكثر رواجاً، في كل مرحلة من المراحل وهي لا تؤثر في المعايير الثابتة في الجمال التي لا تتزعزع ولا تتأثر. ويُستخدم الفيلر لتكبير الشفتين أو الفك أو لإبرازه، أو لإحداث أي تعديل فيهما".

معايير الجمال متغيرة

تختلف صيحات التجميل مع الزمن وبعضها يفرض وجوده ما يستدعي تعديل التقنيات المستخدمة وفق أسس معينة تتناسب مع الرائج. هذا ما حصل مثلاً مع "شفاه كايلي جينير" أو "أرداف كيم كارداشيان" أو "فك نادين نجيم"، أو عندما أصبح تكبير الثدي أكثر انتشاراً وكذلك المؤخرة البرازيلية. كلها صيحات انتشرت على نطاق واسع واعتمدتها كثيرات، ولتحقيق ذلك كان ضرورياً التعديل في طرق تطبيق تقنيات التجميل.

وبعد سيطرة الإطلالات التي تعتمد على الأحجام الكبيرة طوال سنوات، يظهر اتجاه واضح اليوم نحو المظهر الطبيعي. فأصبح من الواضح أنه في كل عقد جديد، تظهر معايير جديدة ومختلفة في عالم الجمال والتجميل وفي عالم الموضة أيضاً، بحسب خوري. هذا ينطبق على المظهر عامةً، ومن ضمنه شكل الجسم واللباس. فالناس تمل من الاتجاه الواحد لذلك نراه عالماً يتجدد كل عشر سنوات، وتتغير طريقة إبراز جمال المرأة وطرق تطبيق التقنيات المعتمدة في ذلك. "صحيح أن المرأة الجميلة تبقى كذلك في كافة الأزمنة، وهذا يبقى من الثوابت، إلا أن طريقة إبراز هذا الجمال تختلف في فترات معينة. حتى أن تقنيات التجميل تختلف على هذا الأساس لتُعتمد بما يتلاءم مع الصيحات الرائجة، بما أنه ليس هناك في عالم التجميل معيار واحد فقط".


أما فكرة أن الكل قد يتشابه، فيعود حكماً إلى ما هو رائج وعلى رغم ذلك، لا تطبق تقنيات التجميل نفسها للكل، بل كما تختلف بحسب كل المعايير، وبين فترة وآخرى، هي أيضاً تختلف بحسب الأشخاص. ويشدد خوري على أن المنتج المستخدم للتجميل من بوتوكس وفيلر أو غيرهما لا يحدد النتيجة في التجميل، بل الطبيب من يحددها بحسب الطريقة التي يعتمده فيها للتوصل إلى نتيجة معينة.

بشكل عام، يعتبر المظهر الطبيعي الأكثر رواجاً حالياً مع الحفاظ على تعابير الوجه قدر الإمكان والحد من بروز نتائج التجميل المتعمد، كما يبدو واضحاً في عمليات التجميل، حيث هناك تركيز على النتيجة الطبيعية والناعمة. حتى أن من سبق واعتمد على حشوات للتكبير أو الفيلر يسعى إلى التغيير وإزالتها للحصول على نتيجة طبيعية، مع حرص على تذويب للفيلر حتى في الشفتين. لكن ما يؤكده خوري استناداً إلى ما يحصل عادة في عالم التجميل، أن كل حد أقصى يتبعه اتجاه معاكس. فبعد فترة من المبالغة في التجميل وفي إبراز الملامح بشكل لافت، تأتي أخرى فيها ميل إلى المظهر الطبيعي الناعم من كافة النواحي في الوجه والجسم والموضة، وتكون مرحلة يغلب عليها التوازن بانتظار أن تظهر موضة جديدة لا يعرف أحد ما ستكون عليه من الآن، سواء تأثرت باتجاهات معينة أو ظواهر اجتماعية أو شخصيات أو حصلت بطريقة تلقائية. لكنه يستبعد أن يتم التخلي بشكل تام عن تقنيات التجميل.

لا غنى عن البوتوكس والفيلر

يستبعد الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجلدية الدكتور روي مطران أيضاً أن يتأثر الناس إلى هذا الحد بالفيديوهات التعليمية المرتبطة بفيلم Beetlejuice Beetlejuice وبإطلالاته. ولا يتوقع أن تصل الأمور إلى حد سيطرتها على الأذهان والتخلي عن التقنيات التجميلية. "كانت هناك دعوات دائمة إلى الحفاظ على المظهر الطبيعي والملامح الطبيعية من دون مبالغة منذ سنوات عدة. ولطالما شددت على ضرورة ترك التجاعيد بحد أدنى حفاظاً على المظهر الطبيعي، وعلى تعابير الوجه، والملامح، والحركة حول العينين وفي الجبين فلا يبدو أملس. في الفيلر أيضاً، لم تعد المبالغة في استخدامه لنفخ الخدين، وتكبير الفك والشفاه مرغوبة، ومن المفترض أن يستبعدها الأطباء لأن المظهر الطبيعي يبقى الأجمل في كافة الأزمنة. وهذا الاتجاه ترسخه الاتجاهات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى ذلك، فيما يبقى دور الطبيب أساسياً في توعية الناس حول أهمية ذلك. أما تعريض الفك وتكبير الشفاه فيجب الابتعاد عنهما قدر الإمكان لأن النتيجة ليست جميلة أبداً وأكثر فأكثر، يتجه الناس إلى النتيجة الطبيعية إلى أقصى حد ممكن".
الميل إلى الحصول على مظهر طبيعي والحفاظ على تعابير الوجه لا يعني أن الناس قد تتخلى عن تقنيات التجميل الرائجة والعودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل ظهورها، لا يمكن أن يحصل ذلك بأي شكل من الأشكال. فالمطلوب هو تحسين المظهر من دون التوقف عن اللجوء إلى تقنيات التجميل، فهي تساعد المرأة لتبدو أصغر سناً بطريقة لائقة وناعمة. في المقابل، ما اختلف اليوم هو، بشكل خاص، الطريقة التي تُستخدم فيها هذه التقنيات. فلم تعد تُطبق بالطريقة نفسها كما في السابق، بل هي تُحقن في مواضع معينة بما يسمح بالحصول على نتيجة طبيعية مع الحفاظ على تعابير الوجه والملامح. أيضاً اختلفت الكميات أو الجرعات المستخدمة في ذلك. أما بالنسبة للفيلر، فأصبح المنتج المستخدم أقل سماكة وبجرعات أقل، وتجرى الجلسات بوتيرة أخف بدلاً من تكرارها كما كان يحصل سابقاً. "بالنسبة لي التوجه إلى الحفاظ على مظهر طبيعي في التجميل ليس مستجداً، بل أدعو إلى ذلك من عشر سنوات لأنها الطريقة الأجمل للحصول على مظهر لائق وجميل. فالمطلوب أن ينظر الشخص إلى نسخة أجمل منه، لا إلى نسخة جديدة ومختلفة".


اندبندنت عربية