نيويورك تايمز- لماذا فشل القرار 1701 في حماية لبنان؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 23, 2024

أنهى القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006 الحرب السابقة بين إسرائيل وحزب الله، ولكنه فشل في الحفاظ على السلام، والآن يخوض الدبلوماسيون معركة شاقة لإحياء هذا الإجراء وسحب الشرق الأوسط من شفا حرب شاملة.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن القرار رقم 1701، الذي سعى إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح في جنوب لبنان، لم يمنع القتال بين إسرائيل وحزب الله.

وأضاف التقرير أن كلفة فشل القرار 1701 واضحة للعيان، إذ فر عشرات الآلاف من الناس من منازلهم في شمال إسرائيل هرباً من نيران صواريخ حزب الله. كما تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله في إحداث أزمة إنسانية في لبنان، حيث أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص ومقتل أكثر من 2400 خلال العام الماضي، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.

المنطقة الآمنة
وفي الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، غزت إسرائيل لبنان مرة أخرى، في محاولة لإنشاء المنطقة العازلة الآمنة التي وعد القرار 1701 بضمانها، عبر تقليص نفوذ حزب الله.


وفي الأول من أكتوبر، وبعد وقت قصير من إعلان الغزو البري، قال الأدميرال البحري دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "إذا لم تتمكن دولة لبنان والعالم من إبعاد حزب الله عن حدودنا، فلا خيار أمامنا سوى القيام بذلك بأنفسنا".
وشرحت الصحيفة سبب فشل القرار، والطريق الصعب لإنهاء الصراع الحالي في لبنان.

ما هو القرار 1701؟
كان القرار 1701 الذي أصدرته الأمم المتحدة، والذي أنهى حرب 2006، يهدف إلى نزع السلاح في جنوب لبنان وحماية إسرائيل من الهجمات عبر الحدود التي يشنها حزب الله.
وقد دعا القرار القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من جنوب لبنان، كما دعا حزب الله إلى الانسحاب شمال نهر الليطاني.

وكانت المنطقة الواقعة بين الليطاني والحدود، حيث دارت أغلب المعارك، ستصبح منطقة عازلة تسيطر عليها القوات العسكرية اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وفي أغسطس (آب) 2006، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع القرار رقم 1701.

ودعا إلى "إقامة منطقة خالية من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة" بخلاف تلك التي تنتمي إلى الحكومة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والمعروفة باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل".

ولم يتم تنفيذ القرار بالكامل، ولم تكن قوات اليونيفيل مخولة باستخدام القوة ضد حزب الله، ولم يكن الجيش اللبناني راغباً أو قادراً على فرض إرادته على حزب الله، وهو حزب سياسي يتمتع أيضاً بقوة كبيرة في الحكومة اللبنانية.

وعلى مدى سنوات، وقفت قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني متفرجة إلى حد كبير، بينما كان حزب الله يبني وجوداً كبيراً بالقرب من حدود إسرائيل، وهو الوجود الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه عازم على تطهيره.

وسمح ذلك لحزب الله بتجميع المقاتلين والذخائر في نطاق ضرب شمال إسرائيل - ومكنه من إطلاق آلاف الهجمات الصاروخية على إسرائيل على مدار العام الماضي تضامناً مع حماس منذ أن قادت تلك المجموعة هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل وأطلقت حرباً انتقامية في غزة.

وفر أكثر من 60 ألف شخص من منازلهم في شمال إسرائيل هرباً من الصواريخ.

وقال حزب الله إن وجوده في المنطقة منزوعة السلاح مبرر، لأن إسرائيل لم تنسحب من الأراضي المتنازع عليها المعروفة باسم مزارع شبعا.

وتزعم إسرائيل أن المنطقة كانت جزءاً من مرتفعات الجولان التي استولت عليها من سوريا في عام 1967.

ماذا سيحصل؟
وصرح آموس هوكشتاين، المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن بشأن الصراع بين إسرائيل وحزب الله، في بيروت هذا الأسبوع أن القرار 1701 هو الحل الوحيد للصراع بين إسرائيل وحزب الله، مبرزاً الحاجة إلى تدابير إضافية لضمان تنفيذه "بشكل عادل ودقيق وشفاف".

وأكد هوكشتاين الإثنين، بعد اجتماعه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو محاور رئيسي بين الولايات المتحدة وحزب الله، أن قرار الأمم المتحدة "نجح في إنهاء الحرب في عام 2006، ولكن يجب أن نكون صادقين في أن أحداً لم يفعل أي شيء لتنفيذه. والافتقار إلى التنفيذ على مدى تلك السنوات ساهم في الصراع الذي نحن فيه اليوم".

وقال ماثيو ليفيت من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الولايات المتحدة وحلفاءها: "يجب أن يوضحوا أنهم سيدعمون بقوة حكومة لبنان إذا نشرت قوات عسكرية ذات مغزى في المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة".

ولكن ليس هناك طريق سهل لإقناع إسرائيل وحزب الله بالموافقة على نسخة معدلة من القرار 1701 أو الانسحاب من جنوب لبنان.


24.AE