لوموند- دعم إيلون ماسك الإشكالي لدونالد ترامب

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 23, 2024

قالت صحيفة “لوموند” في افتتاحيتها إن أغنى رجل في العالم ظلّ حتى وقت قريب يشكك في قدرة الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الجمهوري الحالي للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على قيادة البلاد. ولكن في غضون أشهر قليلة، أصبح واحداً من أشد المؤيدين له.

وأضافت “لوموند” أن الأمر الجديد ليس أن رئيس شركة تيسلا وسبيس إكس ومنصة إكس هو أحد الداعمين الماليين الرئيسيين لدونالد ترامب، بل إنه بات عضواً متحمساً في حملته بأساليب تثير التساؤلات، وقدرة لا مثيل لها على التأثير، وكل ذلك في خدمة نظريات المؤامرة.

الأساليب أولا، تضيف “لوموند”، بعد ظهوره في بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري مع ترامب خلال اجتماع في ولاية بنسلفانيا، وهي إحدى الولايات التي من المتوقع أن تتأرجح في تصويت الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. أطلق إيلون ماسك للتو “ياناصيبا” يوميا بقيمة مليون دولار لتشجيع الناس على التسجيل للتصويت. وهي عملية مثيرة للجدل من الناحية القانونية يمكن أن تكون مشابهة لشراء الأصوات.

التأثير.. فحتى لو تم تنفيذ حملة 2024 بشكل هامشي على منصة x وبحجة الدفاع عن حرية التعبير، تنشر المنصة الأكاذيب والافتراءات للإضرار بالديمقراطيين، مع زيادة عدد المواقف الصريحة المتخذة لصالح ترامب.

وهكذا، في أعقاب إعصاري هيلين وميلتون، تم استخدام X لإطلاق العنان لسيل من المعلومات المضللة حول الاستجابة الفيدرالية للكارثة الطبيعية. شيئ فشيئ، تحولت شبكة التواصل الاجتماعي إلى أداة غير رسمية تخدم المرشح الجمهوري، تقول “لوموند”.

واعتبرت “لوموند” أن تأثير ماسك أكثر حسما على المستوى السياسي لأنه يعزز الناخبين الترامبيين في أهوائهم، بدءا من الخطاب المناهض للمهاجرين الذي يساعد في ترويجه. وأصبح ماسك، الذي ولد في جنوب إفريقيا والذي يمثل أمريكا كأرض الفرص للأجانب، مدافعا شرسا عن الإغلاق الصارم للحدود.

وسيكون من السذاجة الاعتقاد بأن الأمر يقتصر على الاقتناع بأن أغنى رجل على هذا الكوكب يدعم دونالد ترامب عن قناعة. فمن الواضح أن دعمه مرتبط بمصالحه، وهناك الكثير منها. فشركات إيلون ماسك تستفيد من العقود الفيدرالية، مع وكالة ناسا أو البنتاغون، ومن إعانات مختلفة، دون أن ننسى دور شبكته من أقمار الاتصالات ستارلينك، والتي يمكن أن تكون حاسمة في ساحات القتال، مثل أوكرانيا، تقول “لوموند”.

ففي الوقت الذي يتعين فيه اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي وتسويق الفضاء، يضع ماسك نفسه في وضع يسمح له بتحويل ثروته الهائلة إلى مصدر غير مسبوق للسلطة السياسية دون الحاجة إلى مساءلته، تقول “لوموند”، مضيفة أن الدور الذي يمكن أن يُدعى إيلون ماسك إلى الاضطلاع به ليس أقل المخاطر التي تفرضها ولاية ثانية لدونالد ترامب.


القدس العربي