خاص- هل ينجح الجيش بمنع الانزلاق إلى انفجار داخلي؟- بقلم المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 12, 2024

خاص- الكلمة أونلاين

كتب المحامي فؤاد الأسمر:

من متابعة حدّة المواقف العدائية بين محور الممانعة بقيادة الحزب الإلهي وبين القوى السيادية المعارضة له وحملات التخوين المتبادلة في ما بينهما، يثبت أننا مقبلون على فتنة داخلية خطيرة يتم التحضير لها مباشرة بعد الانتهاء من هذه الحرب ولا نعرف إلى أين ستقودنا.

وفي الواقع ان عدداً كبيراً من اركان الحزب الإلهي والناطقين باسمه يجاهرون بالقرار المتخذ لجهة الاقتصاص من "صهاينة الداخل وتأديبهم" والذي يؤججه ألم عميق وغضب عارم من الجهتين، بحيث ان الأرض باتت مهيأة للانفجار الداخلي.

علاوة على ان هذا الانفجار، الذي تغذيه عدة دول معنيّة وتعدّ له أدواته ووسائله، إنما يهدف إلى إسقاط شرعية سلاح الحزب الإلهي وفق سيناريو شبيه باسقاط شرعية السلاح الفلسطيني عندما تم جرّه إلى الحرب الأهلية في العام ١٩٧٥.

المؤسف أن المؤامرة الدولية آنذاك وأركانها المحلية نجحتا بتحييد الجيش عن دوره بقمع السلاح المتفلت والعمليات الحربية، ما ادى إلى انفجار دموي شرس فتح الباب أمام الاحتلالين السوري والاسرائيلي للبنان وتمرير مشاريعهما الآثمة بحقه.

نحن اليوم أمام مخاطر السيناريو ذاته مما يوجب لزوماً جهوزية عالية للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كافة وفرض قبضة حديدية مباشرة على الأرض تمنع الانزلاق لهذا المشروع الكارثي عبر الإمساك بالشارع وسحب السلاح من يد جميع الاحزاب والقوى وترسيخ السلم الأهلي.

إن تجارب الماضي القريب والبعيد غنيّة بالحروب والفتن الدموية المؤسفة، فكم مرة يجب أن يُلدغ اللبناني من الجُحرِ ذاته؟