انفجارات "البايجر" في لبنان تدق ناقوس الخطر عالمياً!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 8, 2024

دق انفجار أجهزة النداء الخاصة التي كان يستخدمها مقاتلو "حزب الله" والمعروفة بـ"بايجر"، ناقوس الخطر عالمياً حول أمن سلاسل التوريد والشرائح الالكترونية التي يفترض أن تخضع لمزيد من التدقيق، حسبما أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وقال معدّ التقرير في الصحيفة كريس ميلر، وهو مؤلف كتاب "حرب الرقائق"، إن الحزب لم يستخدم أدوات برمجية قوية لفهم المخاطر في سلاسل التوريد الخاصة بهم بشكل أفضل، مضيفاً أن الحزب "ليس الوحيد الذي يعتمد على شبكات إنتاج إلكترونيات معقدة ذات رؤية محدودة"، بل "نحن جميعاً كذلك". وأضاف: "لا شك أن حزب الله يتمنى لو خصص المزيد من الموارد لأمن سلسلة التوريد والتحقق من الأجهزة. ويتعين على الشركات والحكومات الغربية أن تتأكد من أنها تفعل الشيء نفسه".

وقال ميلر إنه بعد انفجار أجهزة "البايجر" إثر دس الموساد المتفجرات في آلاف بطاريات الأجهزة، يؤكد أن "أعداء الغرب سوف يستخدمون تكتيكاتهم الخاصة لاختراق أجهزتنا الإلكترونية"، لافتاً الى ان "أغلب الشركات لا تفكر إلا في نقاط الضعف السيبرانية والبرمجية"، لكن "الوقت حان لكي تأخذ أمن الأجهزة على محمل الجد".

ويشير الى أن الروس "يشعرون بالفعل بالتوتر الشديد إزاء إمكانية تلاعب المعارضين بالإلكترونيات المعقدة، حتى أنهم أنشأوا معهداً خاصاً لاختبار صحة الرقائق الغربية المهربة لاستخدامها في تصنيع الصواريخ والطائرات بلا طيار"، وذلك بعد اكتشاف ألعاب التجسس التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وكان السوفيات يستوردونها بشكل غير قانوني.

ويرى أن مثار الخوف يأتي من أن مركز تصنيع الإلكترونيات انتقل من الولايات المتحدة إلى آسيا، وخصوصاً إلى الصين، وتايوان حيث تصنع الرقائق. ويضيف: "كلما زاد عدد المنتجات التي تجمعها دولة ما، كلما زادت فرص ارتكاب الجرائم".

وبالمقارنة مع زرع المتفجرات ثم تفجيرها في بطاريات أجهزة النداء، فإن وضع شريحة تنصت يثير المخاوف أيضاً. لكن التجسس ليس الشكل الوحيد الذي قد تتخذه الهجمات على الأجهزة. فالرقائق المقلدة المنتجة بكميات كبيرة، تشكل تحدياً بالفعل. ولا تحب شركات الرقائق نسخ منتجاتها وخسارة المبيعات، لكن هناك مشاكل أوسع نطاقاً تتعلق بالسلامة ينبغي النظر فيها أيضا"، حسبما تقول "فايننشال تايمز".

وقال إن سيناريوهات الاعطال المتكررة في المعدات الدفاعية، مثل الغواصات، دفع شركات الدفاع الأميركية لحظر توريد المكونات من الخصوم. ومع ذلك، فمن المعروف في واشنطن أن بعض شركات الدفاع الكبرى لا تلتزم بهذه القاعدة، مدعية أنها من المستحيل اتباعها. ووجدت دراسة حديثة أن حاملات الطائرات الأميركية الجديدة تحتوي على 6500 من أشباه الموصلات المصنوعة في الصين. وحذر من أنه "إذا استخدم الجيش موردين غير موثوقين، فقد تفعل شركات الاتصالات وغيرها من مقدمي البنية الأساسية الأساسية الشيء نفسه".

وقال إن "فحص الأجهزة مكلف ومعقد من الناحية الفنية في كثير من الأحيان". لذلك، فإن الجيش الأميركي يخلق "جيباً آمناً" لصناعة الرقائق السرية، ولكن حتى أكبر شركات الإلكترونيات لا تستطيع تحمل تكاليف جلب كل تصنيعها إلى الداخل.


المدن