خاص - عراقجي يطمئن الحزب... قبل القضاء على "الإسلام العسكري" المُهدِّد لإسرائيل بالتفاهم مع واشنطن... سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 6, 2024

خاص - "الكلمة أونلاين"

سيمون أبو فاضل

حقق وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عباس عراقجي لدى زيارته لبنان، ثلاثة أهداف دفعة واحدة، حيث أفشل المبادرة الثلاثية لكل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط، والتي كانت تهتز بعد انتقادات عدة على شكلها وليس مضمونها بالكامل...

أسقط الوزير الإيراني بند وقف إطلاق النار، داعماً حزب الله في حرب المساندة، على حساب ما أصاب شعب لبنان من مآسٍ ناتجة عن سقوطهم ضحايا وجرحى هذا الخيار الانتحاري، ناهيك عن الأضرار والدمار، مناقضاً بوضوح مهمته كرئيس الدبلوماسية الإيرانية، ومقتبساً دوراً عسكرياً له في منظومة فيلق القدس، الذي يقتل بعض عناصره مع مسؤولين في الحزب، بما كان يتطلب من الناحية السيادية سؤاله من قبل ميقاتي عن خلفية تواجد هؤلاء في لبنان...

كما أبقت إيران، عبر زيارة وموقف عراقجي، على قراري وقف إطلاق النار والتفاوض لديها، من أجل تعزيز شروطها التفاوضية مع الولايات المتحدة الأميركية، عبر ساحة لبنان، الذي لم يعد بإمكانه تحمل تداعيات هذه الحرب..

وهدفت زيارة الوزير الإيراني أخيراً، لإعادة طمأنة حزب الله وبيئته بأن طهران لم تتخلّ عنه، بعد ما أصابه من خسارات فادحة نتيجة اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله وقيادات رفيعة في هيكليته، على وقع اتهامات بأن إيران ساومت على"رأس" الحزب، و أتى الرد الإيراني الصاروخي على إسرائيل بهدف تبديد هذا الانطباع نظراً لنتائجه، والذي سيستتبع حكماً برد إسرائيلي على ما يهدد رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو وقوى سياسية عدة من التي تريده أن يكون قاسياً.

ولأن كلاً من واشنطن - تل ابيب وكذلك إيران - حزب الله يراهنون، كل من موقعه وحساباته على نتائج الميدان إثر قرار إسرائيل بمحاولة احتلال اراضٍ لبنانية، وفي ظل ضوء أخضر أميركي مكشوف، فإن القرار "بكسر حزب الله عسكرياً"، وفق دبلوماسي في طاقم سفارة ناشطة في لبنان، قد اتخذ على صعيد دولي، وهو توجه يأتي استكمالا لقرار واشنطن بمواجهة ما يسمى "الإسلام العسكري" على خلفية عملية طوفان الأقصى "الإرهابية" بحجمها ونتائجها، ومن ثم إشعال حزب الله جبهته معها ناسفاً القرار 1701 ، بطلب من إيران.

نقطة من سلم تلاقي الأولويات بين واشنطن وتل أبيب، هو حكما أمن الدولة العبرية، ولذلك فإن "انقضاض حماس "الإخونجية " "الإرهابية" على إسرائيل في 7 تشرين الأول الماضي ودخول حزب الله الشيعي في اليوم التالي.. "رغم التناقض العقائدي بينهما إلى حد التخوين المتبادل والتقاتل العسكري في سوريا، يكمل الدبلوماسي، أيقظ بالعمق إسرائيل على أمنها وصورت الأمر للعالم أجمع على أنها تواجه معركة وجودية.

هنا، بين وجودية إسرائيل بطابعها الديني وشراسة قياداتها وفي مقدمهم نتانياهو، وبين عوامل اقتصادية ونفطية دولية وصولاً إلى تطبيق طريق الحرير، اتخذ القرار الدولي بإطلاق يد إسرائيل لتتصرف دون هوادة، بالتزامن مع مرحلة الانتخابات الأميركية، للقضاء على كل من حماس وحزب الله، إذ هنا انزلق الحزب حيث أظهرت إسرائيل الأمر بأنها أمام حرب إسلامية عليها نتيجة التلاقي العسكري السني الشيعي ضدها، ورفع شعار استعادة الأماكن المقدسة، ما عزز ذريعة الدولة اليهودية بأنها أمام حرب إبادة وتهجير..
المشهد المستقبلي الذي يراه الدبلوماسي للبنان وحزب الله، هو أن الضربات التي دمرت قيادة الحزب وأبقت على قواته اللامركزية الميدانية جعلته غير قادر على مواجهة حجم القدرات العسكرية لإسرائيل، التي تريد أن تحتل أراضي لبنانية للضغط على حزب الله وإيران، وهي مصرة على ذلك ومستمرة في قصف الداخل اللبناني لإرهاق بيئة الحزب وانقلابها عليه في مرحلة الحرب..

وفي قناعة الدبلوماسي بأن الحزب سيتراجع أمام إسرائيل، وسيطبق القرار 1701 بتشدد، أو ربما يعدل ليكون أكثر تشدداً إذا ما كانت نتائج الميدان ليست لصالح إيران - حزب الله، لأن ثمة قناعة لدى إسرائيل بأن واقعه الميداني حالياً مختلف بعد عمليات الاغتيال التي طالت قادته في قطاعات عدة.

وإن المشهد المستقبلي للبنان، يتابع المصدر، إذا ما تقبلت إيران الرد الإسرائيلي، أن حزب الله سيتحول لحالة سياسية - إيرانية الالتزام، معزولاً من السلاح نتيجة الحرب في حال خسرها، وتزامن الأمر مع نجاح المفاوضات الأميركية - الإيرانية بشقيها النووي وتوزيع النفوذ، ليكون لطهران حجم متواضع على مدى الإقليم من خلال المؤتمر الإقليمي - الدولي الذي ستشارك فيه.
وحول مصير القضية الفلسطينية، يرى الدبلوماسي أن نتانياهو لن يوفر طريقة للقضاء على رئيس حركة حماس يحيي السنوار، كما حصل مع قيادات ممانعة أخرى، لكن الحل سيكون وفق التفاهم على مستقبل الدولتين وكذلك كيفية إدارة غزة، وهو الأمر الذي سيناقش في المؤتمر الدولي الذي سيلي الانتخابات الأميركية ..