بعد الإجتماع الثلاثي الذي ضمّ كلّ من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس حزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، التقى نواب اللقاء النيابي التشاوري المستقل الذي يضم الياس بو صعب، ابراهيم كنعان، آلان عون، سيمون أبي رميا، ميشال ضاهر ونعمة افرام، وأبلغهم أنّه خرج من مطلبه الرئيسي بضرورة الحوار، متمنياً عليهم التوافق على أسماء عدّة لطرحها في الجلسات المتتالية.
المشهد الأوليّ أنّ أبو صعب كان يميل سابقاً إلى المرشح سليمان فرنجيّة، أمّا اليوم أصبح يدعم كنعان. ومن الواضح أنّه على صداقة وطيدة مع بري ويلتقي معه على موقف موحّد من العداء لاسرائيل.
من ناحية أخرى نائبان من اللقاء النيابي التشاوري المستقل طامحان للوصول الى بعبدا، وهما كنعان وافرام، اما الضاهر كان ولايزال يدعم جوزيف عون وإن تعثّر وصوله سيدعم أفرام مراعاةً للثنائي الشيعي بحسب ما يكشف نائب بقاعي حزبي معارض. وفي هذا الاطار، سجيع عطيّة وعدد من النوّاب المستقلين يدعمون اللّواء الياس البيسري كونه نزيه ولا يتطلّب انتخابه تعديلاً دستورياً غير معيّن بمرسوم وزاري.
المستغرب في الأمر على ما قاله نائب مستقل بتهكّم "هو ان وزيرة الدفاع السابقة زينة عكر تدفع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لدعم العميد المتقاعد جورج خوري في حين أنّ ثمّة مثلث قواتيّ سني اشتراكي يرفضونه لكونه كان لاعباً في زمن الاعتقالات ومشرفاً على ما حصل في 7 أيّار حيث كان مديراً للمخابرات.
وتساءلت أوساط متابعة عن سبب غياب الكتل المسيحيّة الأساسيّة عن لقاء برّي، وهل أصبح "اللقاء النيابي التشاوري المستقل" يُمثل المسيحيين؟
في حديث للكلمة أونلاين، أكّد الكاتب والمحلل السياسي نوفل ضو، أنّ غياب المسيحيين عن لقاء بري ناتج عن أمرين، أولاً عن تقصير في الأداء السياسي عندهم، ثانياً عن حالة استعلاء فوقيّة يمارسها برّي منذ فترة عليهم، معتبراً أنّ ميقاتي وجنبلاط "عم يسايروه"."
وأوضح أنّ إجتماع أمس أظهر أنّ من يًدير لبنان هو بري، باعتباره أحد أركان الثنائي الشيعي في لبنان، مشدداً على أنّه بعد اغتيال أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، استكمل برّي طريقه، وبالتالي هو جزءُ من المنظومة الإيرانية في لبنان والذراع الديبلوماسي والسياسي لحزب الله الذي هو بطبيعة الحال ذراع عسكري لإيران.
ولفت ضو إلى أنّ المشهدية التي شاهدناها واضحة للغاية، فالرئيس ميقاتي ترأس أوّل حكومة للثامن من آذار عام 2011 ويبدو أنّه يُكرّر السيناريو ذاته، مشيراً إلى أنّه ما بعد السابع من أيّار أخذ جنبلاط خياراً بمهادنة حزب الله إلى حدّ "المسايرة" والقبول بالأمر الواقع بحجة الحفاظ على الإستقرار السياسي والأمني، وفي المقابل القوى المسيحيّة تعيش أزمة من هذا النوع لأنّها ليست على قدر المسؤوليّة الكافية لفرض التوازن على المستوى الوطني.
ورأى أنّ هناك فائض من قوّة السلاح، وبالتالي حزب الله لم يتمكن من إقامة التوازن المطلوب مع إسرائيل ولكن بكل أسف مثل ما جرت العادة عندما يعجز هذا الفائض على مواجهة إسرائيل سينقلب تلقائياً نحو الداخل، على سبيل المثال، "حادثة 7 أيّار أو تصرفات سياسيّة كإجتماع أمس".
في ملف رئاسة الجمهورية، أوضح ضو أنّ ميقاتي أعلن مساء أمس استعداد الدولة اللّبنانية لتنفيذ القرار 1701 ولكن تتجلّى أسئلة عدّة حيال هذه الخطوة...
وتابع متسائلاً: "هل سيشمل القرار 1701 شطب "شعب جيش مقاومة"؟ وهل يعني أنّ حكومة تصريف الأعمال تخلّت عن البند المتعلّق بشرعيّة سلاح حزب الله؟ إذا كان هذا الكلام صحيحاً فليعلنوا اليوم قبل غد وبشكل صريح سحب الشرعية عن كلّ ممارسات حزب الله، ويقولوا للمجتمع الدولي أنّ لا علاقة للبنان بما يقوم به حزب الله ولا تغطي حكومته ما يجري من أحداث عسكريّة، أمّا إذا كان الموضوع هو مناورة جديدة لتطبيق "وقف إطلاق النار" فقط، وإرسال الجيش اللّبناني إلى الجنوب" فهذا خطأ شائع.
وأكّد ضو أنّه يجب أن نعرف أنّ القرار1701 يتضمّن 19 بنداً، ومنهم "حل المليشيات اللبنانية وغيرها وأن لا يبق سلاح على الاراضي اللبناني سوى سلاح الجيش اللبناني والقوى الشرعية، مشدداً على أنّ هذا القرار يجبر الجيش أن ينتشر على كافة الأراضي اللبناني وليس فقط في الجنوب.
وختم الكاتب والمحلل السياسي "إذا كانت الحكومة اللبنانية تريد تنفيذ هذا القرار فلماذا لم تنفذه طيلة الـ5 سنوات الماضية، ولماذا يريد اليوم تنفيذه بكل حزافيره إلاّ إذا كان مفهومه لهذا القرار انقاذ حزب الله من ورطته وبالتالي انقاذ المشروع الإيراني في لبنان وليس حقيقة انقاذ الدولة اللّبنانيّة.
وفي سياق متّصل أكّد المحامي أنطوان نصرالله لموقعنا أنّه في الوقت الحاضر لا نستطيع انتخاب رئيس للجمهوريّة، مشدداً على أنّ الرئيس يأتي بحسب ما تتطلبه المرحلة.
واعتبر أّنّنا اليوم في وسط "المعمعة" والمطلوب العمل الجدّي الدؤوب لوقف إطلاق النار وإعادة النازحين إلى بيوتهم وكلّ شيء آخر هو تضييعاً للوقت، متسائلاً "كيف يأتي نوّاب حزب الله الى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس؟" ومن قال أنّنا نريد انتخاب أي رئيس كان؟.
ورأى أنّ غياب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن هذا اللقاء يعود إلى مقاطعته المجلس النيابي، أمّا باسيل يتّبع سياسة "بدي منه وتفه عليه".