خاص- لبنان في سباق بين الحرب الإسرائيلية والفتنة الداخلية- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 11, 2024

خاص- الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

في الوقت الذي كان الكل ينتظر رد طهران على استهداف قنصليتها في دمشق ليتحدد المسار الذي سوف تسلكه المنطقة في الايام والاسابيع المقبلة وبالتحديد لجهة احتمال اشتعال حرب اسرائيلية- ايرانية مباشرة يكون لبنان احدى ساحاتها الاساسية، تسارعت التطورات الداخلية منذ الاعلان عن جريمة قتل المسؤول القواتي باسكال سليمان بشكل يوحي باحتمال تدحرج الامور لفتنة داخلية يكون مليون ونصف سوري وقودا لاشعالها.

فسواء صحّت الرواية الرسمية اللبنانية بشأن مقتل سليمان والتي ركزت على السرقة كسبب رئيسي لها او كانت غطاء لعملية اكثر تعقيدا بخلفيات سياسية، فيبدو محسوما ان هناك من دخل على الخط للاستثمار بها سعيا لتوتير امني في البلد يؤدي لاقتتال يتخذ بشكل اساسي طابعا طائفيا.

وقد يكون تزامن مقتل سليمان مع الاعلان عن مقتل محمد سرور الذي تتهمه واشنطن بنقل الاموال من ايران لحماس وحديث الإعلام الاسرائيلي عن تنفيذ الموساد هذه العملية، مجرد صدفة، كما انه قد يكون، بحسب مصادر مطلعة، يندرج باطار خطة محكمة اسرائيلية لضرب الاستقرار الداخلي اللبناني واشغال حزب الله بجبهة الداخل تمهيدا للانقضاض عسكريا عليه ما يجعل مهمة ترويضه وتقويضه اسهل بكثير.

ولعل ما يفاقم هذه المخاوف التعديات المستمرة على النازحين السوريين وتنامي خطاب الكراهية ضدهم ما يهدد بتحويل المجتمع النازح ككل لمجتمع عدو للمجتمع اللبناني ويجعله قنبلة موقوتة قد تنفجر بأية لحظة. هذا عدا احداث امنية متنقلة تمثلت بالتعدي على مكتب للحزب "القومي" واحدى سيارات الاسعاف التابعة له.

وفيما تنفي مصادر "القوات" جملة وتفصيلا اي علاقة لها بكل هذه الاحداث، وتؤكد ان ما تعمل عليه تجنب الانفجار وليس تأمين الفتيل له، الا انها تنبه في الوقت عينه من ان وعي قيادة القوات الذي تجلى بنزول رئيسها على الارض في جبيل لضبط الشبان ودعوتهم للخروج من الشارع وفتح الطرقات بالتزامن مع عيد الفطر يجب ان يُقابل بوعي باقي الفرقاء خاصة وان بعضهم يعتقد انه اذا هاجم حزب "القوات" وساق اتهامات باطلة بحقه ينسى الناس ان السبب الاساسي لخراب البلد وللفتنة التي تهددنا بشكل يومي كما للتهديدات الإسرائيلية اليومية بتدمير لبنان هو اولا وآخرا سلاح حزب الله.
وبحسب المعلومات، فان هناك نوعا من الاستنفار الامني من قبل كل الاجهزة لاستيعاب التطورات الاخيرة ومنع تفاقمها خاصة خلال وبعيد مراسم جنازة ودفن باسكال سليمان. وتشير المعلومات الى ان تعليمات حاسمة أُبلغت للمعنيين بأن الجيش لن يتهاون مع اي محاولات للعبث بالأمن ايا كان مصدرها.

وتأتي التحذيرات الروسية للمواطنين الروس بالامتناع عن السفر إلى منطقة الشرق الأوسط ولاسيما إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية، إلا للضرورة القصوى، لتفاقم المخاوف من تطورات دراماتيكية قد يشهدها البلد في الساعات والايام المقبلة.

بالمحصلة، مرحلة حرجة دخلها لبنان لن يكون الخروج منها على ما يبدو سريعا وميسرا، خاصة وان ربط مصير البلد بمصير غزة وضعنا داخل البركان وليس على فوهته وبات الخروج منه يتطلب معجزة!