كسر قواعد الاشتباك من جانب واحد وإنتاج عوامل راجحة لتوسيع العدوان- بقلم منير بركات

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 3, 2024

بعد مرور حوالي خمسة اشهر من التراشق اليومي في جنوب لبنان تماهيا مع الحرب الفعلية والهمجية التدميرية الإبادية حجرا وبشرا في قطاع غزة بالرغم من الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني .تمكن جيش الأحتلال من آستغلال قواعد الاشتباك في جبهته الشمالية وكسرها وترجيحها لمصلحته من جانب واحد بعد توفر العوامل التالية :

١- فقدان عنصر المفاجأة والمبادرة لدى حزب الله بعد عملية طوفان الأقصى .

٢ - تهجير المستوطنين من الجليل شكل حماية لهم وبالتالي أفقد حزب الله ورقة أسرهم والتهديد المباشر لمصيرهم.

٣ - ضبط إيقاع الحرب ما بين واشنطن وطهران وتحييد الأخيرة على قاعدة التوازن الشيعي السني في المنطقة برعاية أميركية وتعطيل شعار وحدة الساحات التي
أدت إلى سيطرة إسرائيل بالتفوق في قدراتها النارية وتدمير معظم القرى الحدودية .

٤ - قواعد الاشتباك الذي يلتزم بها حزب الله من جانب واحد ،عطل تهديد ترسانة الصواريخ الذي يملكها المؤذية والفاعلة ضد العمق والأهداف الإسرائيلية.مقابل اختيار جيش الإحتلال الاهداف في كل لبنان اغتيالا وتدميرا تمهيدا لآستباحته بشكل كامل .

٥ - تمكن العدو الإسرائيلي من توجيه ضربات مؤذية للحزب وبيئته وبنيته لا سيما لقاعدته المادية وكوادره .

٦ - فقد الحزب نظرية توازن الرعب الذي حافظ عليها مطولا وفاخر بها ،بالرغم من إيقاع بعض الخسائر القليلة نسبيا بجنود العدو في الغلاف المحميين في تحصينات ،بينما لوجستية الحزب مكشوفة!.

٧ - تمكن العدو من استنزاف قدرات الحزب تدريجيا وكشف تموضعه وخلاياه بمعلومات استخبارية وامكانيات تقنية حديثة تفاجئ بها الجميع .

٨- تهيئة الرأي العام الصهيوني لتوسيع الحرب في لبنان والتي اصبحت مطلبا شعبيا بحجة ضمان امن المستوطنين وعودتهم إلى الجليل.

لقد نجح نتنياهو باجماع حكومته ومعها مجلس النواب وأكثرية الرأي العام الإسرائيلي بتغطية قرار توسيع الحرب وتوجيه ضربة للحزب ولبنان ،انسجاما مع الضغط الديبلوماسي والسياسي لتنفيذ قرار ١٧٠١ المجتزأ.

والجدير بالذكر بأن الضغط على نتنياهو اصبح محصورا ومحدودا بالمطالبة لتبادل بقية الاسرى .وبالمقابل انقلب الرأي العام الداخلي لمصلحته الذي اصبح يوافق معه على سياسته المتطرفة في رفض الدولة الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني بخواتيم عملية رفح المرتقبة والمزعومة النتائج ،وصولا إلى حتمية تحقيق المكاسب على الجبهة الشمالية لا سيما في التهويل بضرورة توسيع الحرب ضد لبنان .

علينا ان لا نغفل اهمية رفض معظم اللبنانيين للحرب الدائرة في الجنوب وتحميل حزب الله مسؤولية ما يجري من تبعات مأساوية على الواقع اللبناني ،مما يضعف الحاضنة الداخلية للحزب الذي يستفيد منها العدو الإسرائيلي ،مما يذكرنا بأجتياح عام ١٩٨٢ للبنان .