10 قتلى وجرحى من عكار في البترون: حادث عرَضي أو «كمين محكم»؟ - بقلم مالك دغمان

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 26, 2024

ليست المرة الأول التي يتفجر فيها الخلاف بين العكاريين وأهالي البترون. لكن أن تؤدي نبتة إلى وقوع «مجزرة»، يعيد تسليط الضوء من جديد على الخلافات المناطقية، ويطرح علامات استفهام عدّة حول «الفيدرالية» التي ينادي بها البعض في لبنان.

«ابن عكار ممنوع من الدخول إلى البترون لأسباب غير معروفة»، بهذه الكلمات بدأ شاهد عيان من عكار روايته، عبر فيديو نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للأحداث التي عاشها في جرود البترون، تحديداً منطقة جران، حيث نجى من «مجزرة» راح ضحيتها 4 من أصل 10 عكاريين، وارتفع العدد ليل أمس ليصل إلى 5 في «المستشفى الإسلامي» في طرابلس. وقال الشاهد، وهو مستلقٍ على فراش المستشفى: «الأسبوع الماضي، تحديداً نهار الخميس في 18 تموز، توجه مع مجموعة من الشبان من بلدة عين الذهب العكارية إلى الجرود لحصاد نبتة «القصعين» لبيعها واستخدامها في أغراض علاجية»، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، بحسب الشاب، الذي أكد أن «سيارة بزجاج داكن (مفيّمة) اعترضت طريق الشباب، فاصطدمت سيارتهم بعمود إلى جانب الطريق، ما أدى إلى وقوع مجزرة في صفوف الشباب».

روايات متضاربة
تضاربت الروايات بشأن ما حدث، فالأولى أفادت بأن السائق غلبه النعاس وفقد السيطرة على السيارة، لتصطدم بالعمود، في حادث عرضي حضرت على إثره عناصر من الجيش والقوى الأمنية إلى المكان للتحقيق. ولكن أهالي ضحايا منطقة عين الذهب رفضوا هذه الرواية رفضاً قاطعاً، مُصرّين على أن ما حصل هو «مجزرة بحق أهالي البلدة وشبابها من بعض أهالي جرود البترون». بدوره، قال رئيس بلدية عين الذهب محمد طه، لـ«الأخبار»، أثناء جنازة الضحية الخامسة، إن «أهالي البترون يمنعون أي شخص من الدخول إلى الجرود في موسم الحصاد منعاً باتاً، وذلك لأسباب مجهولة»، داعياً إلى «عدم استباق التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية والجيش لمعرفة ملابسات الحادثة، درءاً للفتنة». ولفت إلى أن «هناك 5 جرحى يقبعون في المستشفى ويتلقون العلاج المناسب، وفور امتثالهم للشفاء ستقوم الأجهزة الأمنية بأخذ أقوالهم لربط خيوط الأحداث ببعضها».

ليست المرة الأولى
يقول أقارب أحد القتلى من بلدة عين الذهب لـ «الأخبار»، إن «ما حصل مع الشباب الـ10 الأسبوع الماضي كان كميناً محكماً من قبل أشخاص يفعلون نفس «الفنطي» كل مرة». وأكد أنها «ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أهالي القرى العكارية للتهديد من قبل بعض سكان البترون، ففي الموسم الماضي أقدم شخص على إشهار مسدس حربي بوجه سيّدة وأطفالها كانوا يعملون على جمع «القصعين» لكسب قوت يومهم، ولولا تدخل بعض الأهالي لكان أرداهم جميعهم قتلى». ويضيف: «السنة الماضية أيضاً، وفي نفس التوقيت، أطلق أحد الشبان النار من بندقية صيد على مجموعة أشخاص ومنعهم من الدخول إلى الجرود، علماً أن موسم الحصاد يكون بعيداً عن الأملاك الخاصة في أعالي الجرود، أي في مكان نمو هذه النبتة».

حالة من الغليان
في الأثناء، تسود حالة من الغليان بلدة عين الذهب في صفوف أهالي الضحايا. ولفت رئيس بلدية عين الذهب إلى أن «أعيان البلدة يحاولون ضبط النفس ريثما تظهر نتائج التحقيق، وقد منعوا توجه الأهالي إلى بلدية طرابلس للتظاهر أمام المبنى قبل تبيان الحقيقة وصدور نتائج التحقيق». لكنه في الوقت نفسه، حذر من أن الوجهاء «لن يستطيعوا ضبط الأهالي لفترة زمنية طويلة»، داعياً الأجهزة الأمنية إلى «إنجاز التحقيق بسرعة منعاً لتفجر الوضع بين المنطقتين».


الأخبار