يحيى السنوار يعود إلى الصورة، وهو وحده يمكنه دفع صفقة الرهائن قدما- بقلم أمير بار شالوم

  • شارك هذا الخبر
Saturday, February 24, 2024

كتب أمير بار شالوم في "زمان إسرائيل":




وعلم موقع “زمان إسرائيل” العبري التابع لـ”تايمز أوف إسرائيل” أن مسؤولا إسرائيليا اتصل بأحد كبار قادة حماس في الدوحة وسأله مباشرة عن حالة السنوار. وكان الجواب لا لبس فيه: السنوار شارك في صياغة الوثيقة الأخيرة التي أحضرها إسماعيل هنية معه إلى القاهرة هذا الأسبوع.

شهدت الأيام الماضية روايات عديدة عن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار. يزعمون في إسرائيل منذ أسبوعين أنه لا يرد على الهواتف. وذهب وزير الدفاع يوآف غالانت إلى أبعد من ذلك، حتى أنه قال إن الحركة تبحث بالفعل عن بديل له.

وربما ذهب غالانت إلى أبعد من ذلك ونسج دعاية من المعلومات الاستخبارية. ولا يخفى على أحد أن إسرائيل تقوم بحملة نفسية مكثفة ضد السكان في غزة، وتشمل مقاطع فيديو للسنوار، وللاحتجاجات ضد حماس، ومنشورات حول جودة حياة قيادة حماس المنفية في قطر.

وبالفعل لم يكن السنوار على اتصال منذ عدة أسابيع مع مسؤولي حماس في الخارج، ولكن يبدو أن هذا الواقع قد تغير. التقارير التي تفيد بأن السنوار كان مريضا أو حتى ميتا، دفعت الوسطاء إلى طرح الأسئلة لفهم ما إذا كانوا يواجهون وضعا جديدا.



اتصل مسؤول إسرائيلي بأحد كبار قادة حماس في الدوحة وسأله مباشرة عن حالة السنوار. وكان الجواب لا لبس فيه: السنوار شارك في صياغة الوثيقة الأخيرة التي أحضرها إسماعيل هنية معه إلى القاهرة هذا الأسبوع





وأكد مسؤول حماس: “ليكن واضحا لجميع الأطراف أن السنوار هو صاحب القرار النهائي فيما يتعلق بأي اتفاق مع إسرائيل”.

وقال المسؤول لـ”زمان إسرائيل”: “من معرفتي بقيادة حماس، يبدو لي هذا حقيقيا وموثوقا به، ولكن في الوقت نفسه، يجب أن نتذكر أن جميع الأطراف – حماس وإسرائيل وقطر ومصر – تشن حرب نفسية”.

ودليل آخر على عودة السنوار إلى اللعبة يتمثل في القرار الإسرائيلي صباح اليوم بإرسال وفدا إلى قمة جديدة في باريس بمشاركة كافة الأطراف الوسيطة وعلى رأسها رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز. إسرائيل تبقي قناة مفتوحة وصاغية لحماس في جميع الأوقات.

دليل آخر على عودة السنوار إلى اللعبة يتمثل في القرار الإسرائيلي صباح اليوم بإرسال وفدا إلى قمة جديدة في باريس بمشاركة كافة الأطراف الوسيطة وعلى رأسها رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز

ويدركون في اسرائيل الضغوط التي تمارسها الأطراف العربية للتوصل إلى اتفاق قبل بدء شهر رمضان في العاشر من مارس، ويستخدمون هذا النفوذ لمحاولة الضغط على حماس. وكان تهديد الوزير بيني غانتس الأسبوع الماضي – “صفقة أو هجوم على رفح” – جزءا من هذه السياسة وكان المقصود منه دفع مصر وقطر على وجه الخصوص، خاصة بعد عودة السنوار إلى الصورة.

وبشكل مفاجئ، شارك حزب الله أيضا في الضغط على حماس لإظهار الليونة. وبحسب خبير الشؤون العربية في إذاعة الجيش جاكي هوجي، بعث اللتنظيم اللبناني مؤخرًا برسالة “هادئة” إلى قيادة حماس لإنهاء القتال.

وزعمت مصادر في إسرائيل مؤخرا أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله يعيد حساباته، وأنه استنفد القتال ويواجه الآن منحدرا خطيرا. وتتماشى هذه المزاعم مع التقارير التي تفيد بأن إيران طلبت الأسبوع الماضي من نصر الله بكبح القتال وعدم الوصول إلى صراع إقليمي.





بقاء السنوار في اللعبة قد يكون محبطا، ولكن قد تكون له فائدة: وحده السنوار، مع سيطرته على غزة (حتى لو كانت محدودة)، يمكنه تحقيق صفقة لإطلاق سراح الرهائن. فهو يعرف أين يتواجد معظمهم، وأي من المنظمات الأخرى في قطاع غزة تحتجزهم إلى جانب حماس – والأهم من ذلك، وعلى الرغم من الضرر الكبير الذي لحق بقدراته العسكرية والحكومية، فإنه لا يزال صاحب القرار في قطاع غزة. وفي حال الاختلاف في الرأي بين مختلف الجهات الخاطفة، فمن المرجح أن يكون رأي السنوار وقوته ما سيحسم الأمر.

بقاء السنوار في اللعبة قد يكون محبطا، ولكن قد تكون له فائدة: وحده السنوار، مع سيطرته على غزة (حتى لو كانت محدودة)، يمكنه تحقيق صفقة لإطلاق سراح الرهائن

ويزعم مسؤول كبير سابق في مؤسسة الأمن الإسرائيلية أنه في الوقت الحالي، مفتاح الصفقة ليس في أيدي حماس بل في أيدي قطر. وزعم الضغط الذي يمكن أن تمارسه الدوحة على السنوار وقيادة الحاركة في الخارج أكبر بكثير اليوم من الماضي.

الأضرار الجسيمة التي لحقت بقطاع غزة وبنظام حكم حماس عززت من اعتماد المنظمة على قطر. ويقول المسؤول أن هنا يأتي دور الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، يبدو أن الادعاءات الإسرائيلية بأن واشنطن لم تخلع قفازاتها بعد في مواجهة الدوحة مبررة.

وبقدر ما يتوخى الأمريكيون الحذر فيما يتعلق بالعلاقة بين قطر وحماس، هناك حقيقة واحدة جلية: قطر تدعم ماليا منظمة تعتبرها الولايات المتحدة حركة إرهابية. وبموجب أي معيار أمريكي موضوعي، لو قامت دولة غير قطر بذلك، لكانت الولايات المتحدة قد أدرجتها على القائمة السوداء على الفور.