خاص بالصور- "الكلمة اونلاين" تدخل سجن رومية… قلعة "الوباء" وزمن "العصر الحجري"! – مالك دغمان

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 8, 2023

مالك دغمان


خاص الكلمة أونلاين
مالك دغمان

"بعضهم فوق بعض" تماماً وكأنك تحضّر نوعاً من أنواع "المخلل" المميت للقضاء عليهم، اكتظاظ مهول، سجناء مع وقف التنفيذ ومحكومون بلا أحكام. أمراض معدية وغريبة، الدولة تفقد السيطرة يوما بعد يوم وإنذار دولي بانفجار صحي يهدد حياة آلاف السجناء داخل رومية قلعة "الوباء" وزمن "العصر الحجري"!

مقارنة بالعام 2018 تضاعفت أعداد المساجين بنسبة 180 % تقريبا، من جهتها أشارت نائبة مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا آية مجذوب، إلى أن "الزيادة الحادّة في الوفيات في الحجز يجب أن تكون جرس إنذار للحكومة اللبنانية بأن السجون اللبنانية بحاجة إلى إصلاح عاجل وهائل".
فماذا يحصل هناك و "وين الدولة"؟!

بعدما نقل موقعنا سابقا واقع السجون المضني وكشف تقاذف المسؤوليات بين الجهات المختصة لا سيما أجهزة الدولة المتذرعة "بأزمة البنزين" وشحّ المواد الأولية أو الظروف اللوجستية اللازمة لتنفيذ الأحكام تستمر الوقائع بالظهور ويتكشّف معها سيناريو خطير حذّرت منه منظمة العفو الدولية أمس الأربعاء.

وفق المحامي محمد صبلوح المنخرط عن كثب في ملف السجون وعلى تماس مباشر مع يوميات السجناء فإنّ، "القضية لم تعد فقط مشكلة "حاكم ومحكوم" بل أصبحت "اللهم نفسي" وكل كتلة سياسية تريد العدد الأكبر من المفرج عنهم أن يكونوا من "زلمها"، وتابع عبر الكلمة أونلاين أن، "كتلتان متفقتان على ملف الرئاسة مختلفتان على العفو العام أو على "تقسيم الجبنة" هما من تريدان الحصة الأكبر"، وأردف، "هذا هو السبب الرئيسي الذي طير جلسة اللجان النيابية المتعلقة بالسجناء منذ حوالي الأسبوعين والتي تحولت إلى طائفية بامتياز".

صحيا ومعيشيا، أعلن صبلوح أن، "أزمة متعهدي تقديم المواد الغذائية للسجون وتوقفهم عن تسليم الطعام للسجون أجلت لمدة 6 أشهر بعد إعلانها أن القرار سيصبح ساري المفعول في 4 نيسان الماضي"، واستطرد، "مشروع الطاقة الشمسية الذي تعهدت به إحدى الدول الأوروبية وتم إنجازه منذ 5 سنوات تقريبا توقف عن العمل بعد ساعتين من تشغيله لأسباب مجهولة".

دخلت"الكلمة أونلاين" إلى قلب الزنازين وتمكنت من التواصل هاتفيا مع سجينين في مبنيين مختلفين لمعرفة مدى انتشار مرض الجدري، شرحوا الوضع داخل الأقبية وأكدوا أن،" كل مبنى في رومية له مرضه الخاص، الجلدي أو التنفسي أو الأمراض المزمنة".

السجين الأول قال:" أنا موجود داخل المبنى المنتشر فيه مرض الجرب الذي ينتشر بسرعة بين السجناء ناهيكم عن القمل والسيبان الذي يزيد الطين بلة مع أمراض جلدية أخرى، فمن شدة "الهرش" أي الحكة المترافقة والجدري نكاد لا نعرف لون الجلد من الدماء"، وعن السبب الرئيسي وراء انتشار المرض كشف السجين أن، "سوء المعاملة الطبية التي يعاني منها السجناء هي السبب الرئيسي، بالإضافة إلى ذلك الكمية المهولة من السجناء التي تدخل يوميا إلى السجن خاصة من الجنسيات المختلفة التي تعاني من قلة النظافة الشخصية ما يفاقم الأزمة أكثر"، أما على صعيد الكشف من قبل وزارة الصحة على السجناء أو من قبل إدارة السجن الطبية قال: "لم نر أحد طلبنا أدوية من الإدارة ولم يوفروا لنا سوى مسكن الـ adol وكل حديث عن طلب دواء للجرب هو غير صحيح".

السبب الثاني هو، "قلة المياه والخدمات الصحية غير المتوافرة أحيانا ولمدة قد تصل إلى أسابيع إذ يقومون عبر بعض البراميل الحديدية وأسلاك الكهرباء بصنع السخان الخاص بهم من أجل الاستحمام". منذ فترة وعلى الرغم من كشف جمعية بريطانية على صحة المياه داخل السجن بعد إجرائها فحصا تبين بأن المياه غير صالحة للاستعمال أو الاستخدام ولكن وفق السجين إدارة السجن "سمعان بالضيعة"، نحن نتحمم بنفس المياه و"ما حدا سائل".

السجين الثاني الموجود في مبنى مختلف لفت إلى أنه،" لا جرب في المبنى الذي يتواجد داخله حتى الآن ولكنه على صعيد شخصي يعاني وكثير من المساجين من داء السكري وأمراض مزمنة أخرى، وإن لم يتوفر المال لا تستطيع الحصول على الدواء، "فقبضاي" السجن أو الأقدم من ناحية المحكومية يسيطر هو وجماعته على كافة تفاصيل الزنزانة ومن المهم أن يكون مقربا من هذا الحزب أو ذاك".

الوضع كارثي والخطر حتمي، انذار "الجرب" يؤكد ضرورة تدارك الوضع من قبل السلطات اللبنانية والأجهزة الأمنية والنظر بعين الإنسانية لوضع السجناء، ففي حال تفاقمت الأمور وزاد الإهمال المعيشي والطبي سنكون أمام أزمة أمنية خطيرة، ومنطقيا السجناء "مش مقطوعين من شجرة" لديهم أهالي ينتظرون معرفة مصير أبنائهم خاصة غير المحكومين منهم والكثير من المشاريع والقوانين والمبادرات التي تم العمل عليها لم تؤخذ بعين الاعتبار وتركت في أدراج القصور والمؤسسات ولم تنفع حتى الآن المناشدات من قبل الحقوقيين ولا حتى الأهالي بلفت نظر المسؤولين بأن، "الأمور باتت تخرج عن السيطرة".



مالك دغمان