بشارة شربل- إلى معالي وزير العدل: أهكذا يردُّ القضاة؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 25, 2023

أعرف أنه ليست لديك خبرة بالإعلام، وأن كشفَنا تواطؤ الأطراف الحاكمة على العدالة، وحضرتك تمثّل أحدها، موجعٌ لشخص ينفِّذ أجندة مَن يمثله متلطياً خلف الصمت والظلال، ومستفيداً من شهادة كثيرين بأنه آدمي وصاحب أخلاق.

أردتَ نفي خبر "نداء الوطن" الذي كشف مستور القطبة المخفية بين جنابكم ووزير المال يوسف خليل، أو على الأقل التقاء مصلحة "الثنائي" مع "التيار" عبر تقاذف مخزِِ للمسؤوليات بهدف إعاقة دعوى "هيئة القضايا" على حاكم مصرف لبنان. لكنك أخفقت مرتين في الشكل والأساس: أولاً، لاعتقادك بأن مصداقيتك أكبر من مصداقية صحيفتنا. وثانياً، لأنك عمَّمت بيانك "غير المهني" على وسائل الإعلام بدل أن تطلب رداً نرحب به طالما التزم الأصول والآداب، ونتجاوز الشرط في معظم الأحيان.

إتهمتَنا، حسبما عنونَتْ بيانَك "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية، بـ"الجهل والتحريض وشنّ حملة ممنهجة" على شخصك الكريم بعدما أغفلتَ أو أغفل من دبَّج لك البيان ضد "نداء الوطن" أننا أورَدنا الرأي والرأي المضاد ثم أخبرْنا قراءنا، وهم محكمتنا اليومية، بما استقيناه من معلومات مصادر موثوق بها، وليس من مناصب سياسية همُّها تقطيع الوقت على حساب الحقائق والناس وترك السارقين طلقاء لئلا تطال المحاسبة كل "المنظومة" التي أنت منها، بصفتك ممثلاً لجماعة سياسية ساهمت على مدى نحو عقدين في عزل لبنان وانهيار الاقتصاد وتعميم نهج "الإفلات من العقاب".

لن أفنِّد بيانك لأنه دخل في لغة الاتهام بلا دليل، وهذا عيبٌ فادح في مسيرة قاضٍ ووزير عدل، ولن أقيِّم ألفاظاً هبطت أحياناً عن واجب الرفعة المناسبة للمقام ووصلَت حد التجني على صحيفة تتناول المعلومات والأشخاص بكلّ احترام واختارت طوعاً وعلانية الدفاع عن حق الوطن والناس، ليس فقط في السيادة ضد منتهكيها وكان فريقك شريكهم، بل في مصالحهم ويوميات عيشهم وظلامتهم إزاء من نهبوا مدخراتهم وتربحوا من المال العام، أو في واجب الوصول الى الحقيقة في تفجير 4 آب، وفريقك أيضاً صاحب دور مشبوه في الهدر والإفقار، وفي مسار تدمير التحقيق وتجهيل فاعل "جريمة النيترات".

لن أطيل عليك لخشيتي ألا تقرأ، كون ردك أتى عن ضعف اطلاع على خبرنا المنشور، أو اضطراب تحليل، أو عن تسرُّع ليس من شيم أهل العلم على الإطلاق.

معالي الوزير، كلمتان وردّ غطائهما. الرئيس ميشال عون ادَّعى علينا في عزّ قوته قبل ثورة 17 تشرين وانتصرنا عليه بالقضاء بمطالعة استثنائية لثلاث قاضيات حَكَمن بضمير وعلم لحرية الرأي وشجاعة القول والدفاع عن السيادة وشرعية الاعتراض. فلا تتوهم ان رتبتك وزيراً تتيح لك تجاوز حدِّ الرد والنفي المتعارف عليه من غير أن تحصل على جواب. أنت تعرف الحقيقة ولك مصلحة سياسية في مجانبتها، أما نحن فنشهد لها. راجع أرشيف رئيسة هيئة القضايا ثم افحص ضميرك أو هزَّە فربما احتاج الى إيقاظ.