خاص- كارثة "القرعون" تتجدّد.. والليطاني يُسرطِن البقاع ! - مارينا عندس

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 18, 2022

خاص - الكلمة أونلاين
مارينا عندس

لطالما حوّلنا النعمة إلى نقمةٍ في بلدنا لبنان، ربّما لأنه اعتدنا على الاستهتار في النِعم التي أعطتنا إيّاها الطبيعة، من ثروةٍ مائيّةٍ وصحيّةٍ وطبيعيّةٍ. ومنذ نعومة أظافرنا حتّى السّاعة، ونحن نتغنّى بفصول لبنان وجباله ووديانه وبحوره وبحيراته..ولكن، ماذا فعلنا لهذا البلد إلا الخَراب؟
تتجّدد مشاكل نهر اللّيطاني مع كل أزمةٍ بيئيّةٍ يمرّ فيها لبنان، كانتشار وباء الكوليرا مؤخرًا، ممّا يؤثّر سلبًا على سدّ بحيرة القرعون لاسيّما على أسماكها.

وفي حديثه للكلمة أونلاين، أشار المدير العام للمصلحة الوطنيّة لنهر اللّيطاني الأستاذ سامي علويّة، إلى أنّ النّهر يعاني من مشكلة التّلوّث، منذ عام 2019 نتيجة تحويل مياه الصّرف الصّحي من بلدات البقاع الشمالي والأوسط والغربي على النهر، التي تتقدّر كمّيتها 46 مليون متر مكعّب، بالإضافة إلى نفايات المؤسسات الصّناعية والمؤسسات الصّحية.
ويتابع:" تصبّ المستشفيات مجاريرها مباشرةً على نهر الليطاني على الرّغم من أنّها معتمدة كمراكز لمعالجة مرضى الكوليرا. ووزارة الصحة تقول إنّ مرض الكوليرا ينتقل بالبراز والسوائل الخارجة من جسم الإنسان. وبالتّالي، نهر الليطاني الذي يتلقّى المجارير، يتلقّى أيضًا مجارير محمّلة بالكوليرا بسبب المستشفيات المُتخصصة بمعالجة الكوليرا".
ويضيف:" تفاقمت المشكلة مع وضع أكثر من مليونين نازح بالحوض من ضمنهم حوالي مئة ألف نازح سوري داخل النّهر مباشرةً، كان وقد وُضع خارطة طريق من قبل مجلس الإنماء والإعمار ووزارة الطّاقة لرفع التلوّث عن نهر اللّيطاني، تقوم على إنشاء مجموعة من محطّات التّكرير في منطقة البقاع، لتعالج مياه الصّرف الصّحّي قبل أن تصبّ في النّهر. هذه المشكلة تعثّرت لأسبابٍ غير معروفةٍ لا نفهمها ولا نتفهّمها. وحتّى الآن لم يتم تنفيذ المحطّتين الأساسيّتين (محطّة تمنين ومحطّة المرج) ممّا أدّى إلى استمرار تفاقم مياه الصّرف الصّحي وازداد مشكلة التّلوّث. وفي هذه الأثناء، ارتفعت مشكلة المعدّلات بالإصابات بالأمراض السّرطانية. وكان نهر الليطاني بسببٍ من الأسباب نقل وساهم في انتشار مرض الكوليرا وكل الأمراض الوبائية لاسيّما التهارات الكبد في منطقة البقاع".
ويُكمل علويّة:" للأسف، يتمّ ريّ المزروعات بمياهٍ غير صالحةٍ للريّ والدولة تمتنع عن القيام بواجباتها علمًا أنّ الملوّث الرئيسي لنهر الليطاني هو الدّولة اللّبنانيّة، لأنّها من ضرائب اللبنانيين ومن أموال المجتمع الدّولي، قامت بإعداد شبكات صرف صحّي، حوالي 50 متر مكعّب في المجارير لتصبّهم في النّهر من دون أيّ مُعالِجٍ. وفي هذه الأثناء، مؤسسات مياه البقاع فاشلة عن القيام بدورها وهي مسؤولة قانونًا مع وزارة الطّاقة لمعالجة مشكلة مياه الصّرف الصّحي. وتفاقمت المشكلة، بالاضافة إلى المعطيات الزّبائنيّة والفساد الموجود في قطاع المياه في لبنان وفي كلّ الإدارات العامّة، أدّت إلى تفاقم هذه المشكلة مع تآمر من البلديّات والزّبائنيّة المسيطرة، وهذا أمر طبيعي لأنه كلمّا انخفضت معدّلات النّزاهة في ادارة قطاع المياه، كلّما ارتفعت مستويات التلوّث".
وعن سؤال ما إذا فعلًا بحيرة القرعون باتت خالية من الأسماك، أجاب:" فيما يتعلّق بعمليّة السّمك، العبرة ليس في وجود السّمك العبرة بمدى صلاحيتها. هنالك مئات وآلاف الأطنان من الأسماك الموجودين في بحيرة القرعون مساحتها 12 كلم مربّع. ولكن السؤال الذي يُطرح:" هذه الأسماك الذي ينفق منها على كل موجة تفشّي حوالي 250 طن بالعام الواحد، هل هذه الأسماك هي صالحة للاستهلاك البشري أم لا؟ نعم بحيرة القرعون يتخللها أسماك كارب وبلدي وفصائل أخرى لكنّ التلوث ليس هو من أدّى إلى تدهور الموارد المائيّة ولكن أدى إلى خسارة الثّروة السّمكيّة لأنها موجودة ولكن غير قابلة للاستخدام لأنها ملوّثة جدًا".