خاص - ماذا يُعد الفرنسيون للبنان وهل تغطيهم واشنطن؟ -بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 25, 2024

خاص الكلمة اونلاين
بولا اسطيح


ليس عابرا ان يعود وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه الى بيروت بعد أقل من ٣ أشهر على زيارة اولى قام بها الى العاصمة اللبنانية. كما انه ليس عاديا ان يقرر العودة بعد اقل من اسبوع على زيارة قام بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون الى فرنسا. ما هو محسوم ان الدبلوماسية الفرنسية مستنفرة لتجنيب لبنان كأس الحرب الموسعة المر.
يحمل سيجورنيه بنهاية الاسبوع، بحسب مصادر دبلوماسية، مسودة اقتراح معدل للحل بعدما وصلته ردود لبنان واسرائيل على المسودة السابقة كما انه سيحاول الحث على تهدئة المواجهات التي استعرت في الساعات الماضية على جبهة الجنوب.
صحيح ان الطموح الاقصى الفرنسي كما الاسرائيلي يقول بالنجاح بفصل مساري غزة ولبنان وانهاء حزب الله عملياته العسكرية جنوبا. لكن الطموحات شيء والوقائع شيء آخر تماما. لذلك يبدو ان تل ابيب كما باريس وصلتا الى قناعة بأن لا الترهيب ولا الترغيب ينفع مع حزب الله لوقف القتال وان قراره حاسم ونهائي ولا نقاش فيه وهو سيبقى يربط مصير الجبهتين حتى ولو استمرت الحرب في غزة اشهرا اضافية او حتى عاما كاملا.



وبحسب المصادر فان "الورقة الفرنسية مماثلة للورقة الاميركية التي عمل عليها المبعوث الاميركي آموس هوكستين بحيث انها تلحظ الاجراءات التي يفترض ان تتخذ في "اليوم التالي" اي بعد انتهاء حرب غزة". ويبدو واضحا ان الفرنسيين الذين كانوا متشددين واقرب للموقف الاسرائيلي وكانوا يضعون انسحاب حزب الله الى شمالي الليطاني بندا اولا في ورقتهم تراجعوا عنه مروجين لبند سحب المظاهر العسكرية من الحدود وهو ينسجم ايضا مع ما تنص عليه ورقة هوكستين.



ولعل السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه، ما جدوى الورقة الفرنسية طالما هناك ورقة اميركية جاهزة في الادراج في واشنطن تنتظر انتهاء حرب غزة؟ تؤكد المصادر الدبلوماسية الا تناقض بين الطروحات والعمل الاميركي والفرنسي انما تكامل، لافتة الى ان النقطة الاساسية التي يتمايز فيها الطرفان مرتبطة باقتناع الاميركيين بأن الحل للبنان سيكون على شكل package deal يلحظ الوضع في الجنوب والرئاسة كما ملفات اخرى، بمقابل تمسك الفرنسيين بوجوب فصل الملفات ومحاولة حل كل مشكلة على حدة.



وتشير مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع الى ان الفرنسيين يبحثون لهم عن دور في المنطقة لذلك يحاولون فرض أنفسهم وسيطا اول في ملف الصراع بين اسرائيل وحزب الله وتثبيت دورهم بملف الرئاسة اللبنانية، الا انه وبالرغم من التنسيق مع واشنطن الا انه يبدو ان الاخيرة تسايرهم في مرحلة الوقت الضائع لكن عندما يحين موعد الجد وتطبيق الحلول المقترحة، فهي لن تقبل الا ان تكون الكلمة النهائية لها بالملف.