خاص- احتمالات الحرب تتقدم وحزب الله يعلنها صراحة: الأمر لي!- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 16, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح
 
من السذاجة بمكان قراءة المواقف الأخيرة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وبالتحديد التصعيد غير المسبوق والتهديد العلني لأول مرة باطلاق شرارة الحرب، من زاوية ملف ترسيم الحدود البحرية حصرا وسعي حزب الله لتحقيق المصلحة اللبنانية العليا الكامنة بالحفاظ على الثروات الطبيعية للبنان كاملة وضمان استخراجها. قد يدغدغ الحزب مشاعر جمهوره ومشاعر بعض جماهير حلفائه بـ"تبسيط" مماثل لشرح أبعاد وخلفيات تصعيد نصرالله. لكن الراغب حقيقة في قراءة المشهد كاملا وبواقعية، لا بد أن يربط بين توقيت اطلالة أمين عام الحزب وزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى المنطقة والتي تبدو بكليتها تندرج باطار مفاقمة الضغوط على ايران لحثها على التوقيع على اتفاق حول برنامجها النووي بشروط الغرب. ولأن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل يبدو الاكثر الحاحا في هذه المرحلة في ظل الحاجة الاوروبية للغاز "الشرق أوسطي" بعد الصدام مع روسيا على خلفية حرب اوكرانيا، تتخذ طهران كما واشنطن هذه الورقة للضغط على بعضهما البعض، اذ تعتبر الاولى انها قادرة ومن خلال ذراعها في لبنان المتمثل بحزب الله على تهديد كامل عملية استخراج الغاز الاسرائيلي ما يهدد اوروبا بشتاء قارس، وبالتالي على الضغط على الولايات المتحدة لتقديم تنازلات في ملفات اخرى وعلى رأسها "النووي"، فيما تبدو الثانية مطمئنة الى انها الاكثر قدرة على الحركة والتأثير في هذا الملف سواء نتيجة علاقتها الاستراتيجية باسرائيل اضافة لقدرتها الكبيرة على التأثير في الداخل اللبناني وصولا لكونها قادرة على تعطيل اية عملية تنقيب عن الثروات اللبنانية لا ترضى عنها.

ويبلغ الكباش الاميركي- الايراني مستويات غير مسبوقة تدفع الكثير من المطلعين عن كثب على العلاقات بين البلدين للحديث عن تقدم احتمال المواجهة العسكرية لاول مرة على الحلول الدبلوماسية. وتعتبر مصادر واسعة الاطلاع انه وفيما تعمل واشنطن على تحصين الشراكة مع حلفائها في المنطقة ومواصلة الضغوط على ايران وهو ما تجلى بوضوح من خلال توقيع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد وثيقة تؤكد «عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي»، واستعداد الولايات المتحدة «لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان ذلك»، يمكن الحديث عن ان "الوقت المتاح لتسوية سلمية يتضاءل".
وتشير المصادر الى ان "ايران راكمت قدرات نووية كبيرة وهي وبالرغم من انها اظهرت بالسابق ان لديها من العقلانية والبرغماتية ما يكفي لتوقيع اتفاق، الا انه وبالوقت عينه فان موازين القوى في العالم قد تتيح لايران عدم المضي قدما بالتسوية لوجود قوى كبرى كالصين وروسيا تستطيع ان تبحث لديها عن خيارات لتوازن القوة الاميركية التي تضغط عليها".

اما حزب الله الذي يبدو اكثر من اي وقت مضى لمواجهة عسكرية محدودة تعيد له اعتباره كمقاومة بوجه اسرائيل بعد انخراطه بالوحول السورية، يجد بملف الترسيم مدخلا ممتازا لتلميع صورته من جديد. الا ان ما يريده مواجهة محدودة لا حربا واسعة باعتبار انه سبق لامينه العام ان اعلن صراحة ان اي حرب على لبنان ستتحول حربا شاملة وستُسقط كل الحدود. وبعد انتقاله لاول مرة للحديث عن امكانية اقدامه على الهجوم لا رد العدوان، تؤكد مصادر مطلعة على جوه ان ما اعلنه نصرالله مؤخرا لم يتم التباحث به مع اي من المسؤولين اللبنانيين لان هذا محور عمل المقاومة، لافتة الى ان الطلقة الاولى للحرب ستتزامن مع بدء اسرائيل التنقيب من دون حصول اتفاق او تفاهم مع لبنان.

بالمحصلة، هي مرحلة اكثر من حساسة يمر بها لبنان والمنطقة، اذ يُتوقع وفي حال كان هناك قرار بمواجهة عسكرية ان تحصل قبل منتصف ايلول، لكن ما لا يمكن توقعه هو حجم المواجهة واطرافها، فهي وان بدأت من الحدود البحرية اللبنانية- الاسرائيلية، لا يمكن لاحد حسم كيف ستمتد واين ستنتهي.