كشفت المخابرات الأذرية عن مواقع للتدريب في أذربيجان لعناصر من "الحركة الإسلامية الأذربيجانية" المعروفة باسم "حسينيون"، وأدت التحقيقات مع العناصر الموجودين في تلك القواعد إلى معلومات عن فحوى التدريب الأساسي لهؤلاء العناصر، إذ بدأ في قاعدة عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني في منطقة سهل القلمون بسوريا، وتحديداً في واد مرتبط ببلدة رنكوس المحاذية للحدود اللبنانية.
وتشير التحقيقات إلى أن العناصر تدربوا على وضع المتفجرات واستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، والتجسس وعمليات الاغتيال السياسي.
وكانت طهران نقلت خلال الأعوام الماضية عددا من العناصر الأذريين إلى سوريا عبر العراق تحضيراً لتدريبهم الديني والعسكري قبل إعادتهم إلى بلادهم عبر مناطق جبلية قريبة لحدودها.
وتتهم أذربيجان الحرس الثوري الإيراني بتوجيه تهديدات للسفارة الإسرائيلية في العاصمة باكو، عبر "حسينيون" وهي المجموعة التي تستلهم ثقافتها العسكرية من حزب الله.
ونبهت أذربيجان إلى أن هذه المجموعة وعلى صغر حجمها، حيث لا يتعدى عدد أفرادها العشرين، إلا أنها تتخوف من تحولها مع الوقت إلى مجموعة كبيرة تعمل بالسر على طريقة المجموعات في اليمن والعراق وسوريا وكذلك لبنان.
وتتخوف الأجهزة الأمنية في أذربيجان من امتداد خطر هذه المجموعة إلى آخرين مقيمين في روسيا والقوقاز وتركيا وأوروبا، بعدما كشفت تواصلها بشكل مكثف مع الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية.
ومرد الخوف أنها أصبحت بطريقة تدريبها أقرب إلى المسلحين الشيشان، الذين قاموا خلال العقود الثلاثة الماضية بحروب وتفجيرات وعمليات قتل أدت إلى تهديد الوضع في أوروبا الشرقية.
في مطلع عام 2016، أعلن "توحيد إبراهيم بيغلي"، أمام 14 من طلاب العلوم الدينية من أذربيجان الذين كانوا يدرسون في حوزتي قم ومشهد بإيران، أنه يعتزم إنشاء "لواء الحسينيين" أو "حسين لار" بالتركي الأذري، وقال ان الهدف هو المشاركة في الحرب ضد داعش في سوريا.
وتعمل المجموعات التي شكلتها إيران في كل من أفغانستان "فاطميون"، وباكستان "زينبيون"، ولبنان "حزب الله"، والعراق "كتائب حزب الله وحركة النجباء"، في سوريا لدعم حزب الله بمناطق انتشاره في القلمون السوري وحلب ودير الزور، والأهم في الجنوب بالقرب من الجولان والحدود الإسرائيلية.
وكان "بيغلي" أعلن إرسال الطلبة الدينيين الـ14 من قم، وانضموا إلى وحدة عسكرية إيرانية مستقرة في القلمون قبل نقلهم إلى مواقع حزب الله لتدريبهم، وصرح إبراهيم بيغلي على الفور في دمشق أن نيتهم لم تكن فقط محاربة داعش، ولكن أيضا للعمل العسكري على أراضي أذربيجان.
وكانت السلطات في باكو اعتقلت سابقاً عناصر عائدين من سوريا من جماعة "حسينيون"، ومن بينهم "المير زاهدوف"، وهو أحد عناصر "لواء حسينيون"، وأرسل إلى السجن عام 2021.