تحولت مشاركة مغني الراب المغربي الغراندي طوطو ElGrandeToto في مهرجان موازين 2025 إلى واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل هذا العام، بعدما استقطب حشدًا جماهيريًا غفيرًا قُدّر بحوالي نصف مليون متفرج في منصة السويسي بالرباط.
الرقم غير المسبوق فاجأ فنانين مغاربة معروفين، وفجّر جدلا واسعا حول مضمون الفن وحدود تعبيره، وتأثيره على الذوق العام والقيم الأخلاقية المجتمعية.
ووجه الحفل انتقادات لاذعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن تحفظهم على مضامين الأغاني، التي اعتبروها "غامضة وعنيفة".
وانقسمت آراء المغاربة بين مؤيد يرى فيه "صوتًا لجيل جديد"، وبين منتقد يعتبر أن أسلوبه الفني وكلمات أغانيه "تفتقر إلى الوضوح وتتعارض مع بعض القيم المجتمعية".
من جانب آخر، أعرب فنانون مغاربة بارزون عن دهشتهم من حجم الحضور الكبير لحفل "طوطو"، معتبرين ذلك مؤشرا على التحول المتسارع الذي يشهده فن الراب في المغرب، وصعوده كظاهرة ثقافية جديدة تستقطب أجيالًا مختلفة.
وقال نشطاء على منصة "فيسبوك": "أكثر من 300 ألف شخص تحت حرّاق، لأجل مغنٍّ بأسنان فضية..".
وقال آخرون: "حفل طوطو ظاهرة تستحق الدراسة في علم النفس الجماعي، حفله يحمل كثيرًا من الرسائل، وأننا أمام جيل لا يؤمن بلغة الحوار".
إلى جانب الجدل الفني والأخلاقي، واجهت إدارة مهرجان موازين انتقادات واسعة تتعلق بضعف التنظيم وغياب تدابير السلامة، وذلك عقب مشاهد التدافع والازدحام الشديد خلال حفل طوطو، يوم السبت الماضي.
وأفادت مصادر موثوقة من داخل المهرجان أن الأعداد الغفيرة فاقت التقديرات الأولية، ما أدى إلى فوضى مؤقتة في محيط منصة السويسي.
وتجدر الإشارة إلى أن مغني الراب المثير للجدل "طوطو" كان قد اشترط إقامة حفله على منصة السويسي، ما اعتبر "ضغطا مباشرا على إدارة المهرجان، واستنادا واضحا إلى شعبيته الجماهيرية".
