رسالة تحذير لـ «الحزب» من برّاك: الدخول في الحرب قرار سيّئ سيّئ جداً
شارك هذا الخبر
Friday, June 20, 2025
فيما تستعر عملية «الأسد الصاعد»، وتتجه الحرب بين إسرائيل وإيران صوب منحى الاستنزاف ما لم تتدخل الولايات المتحدة الأميركية، تبقى بيروت مرآة دقيقة لمزاج الإقليم وتقاطع ضغوطه، وفي هذا السياق جاءت زيارة السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك إلى بيروت وجولته على المسؤولين اللبنانيين لتضع النقاط الحاسمة والجازمة والمحذرة من مغبة دخول «حزب الله» في الحرب لأنه سيكون قرارًا سيئًا.
براك: للإسراع في تسليم السلاح جولة الموفد الأميركي الذي سيكلف بالملف اللبناني، السوري والإسرائيلي، استهلها من قصر بعبدا بلقاء مع رئيس الجمهورية جوزاف عون طغى عليه جو من الارتياح. وبحسب مصادر مطلعة لـ «نداء الوطن»، تطرق الجانبان إلى العديد من الملفات العالقة، أبرزها بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وفي هذا السياق طالب براك بضرورة الإسراع في تسليم السلاح غير الشرعي. في المقابل وضعه الرئيس عون في صورة انتشار الجيش بنسبة 90 % في جنوب الليطاني، وأكد له أن ما يعيق استكمال انتشاره وجود الإسرائيلي في النقاط الخمس، وطالبه بضرورة الإسراع في تحرير الجنوب للمضي قدمًا في عملية انتشار الجيش ووعده براك بالمساعدة. وبحسب المصادر، وفيما طالب الرئيس عون براك بدعم الجيش لاستكمال انتشاره، أكد المبعوث الأميركي موقف بلاده الواضح، بدعم الجيش وتقديم المساعدة للبنان مقابل الإسراع في بسط السيادة والقيام بالإصلاحات اللازمة.
تضيف المصادر، «تطرق الجانبان إلى ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، وأخبره الرئيس عون بأن الملف سيعالج وثمة إصرار على تسليم سلاح المخيمات، إلا أن التطورات المتسارعة في المنطقة أجلت الحل». وفي ما خص العلاقة اللبنانية السورية، لفتت المصادر إلى أن الرئيس عون، طالبه بالمساعدة في العمل على ترسيم الحدود بين البلدين وعودة النازحين السوريين. ووضعه في صورة الاجتماعات واللقاءات الثنائية بين البلدين والتي تسير بشكل جيد ووعده براك خيراً. وتختم المصادر بالإشارة إلى أن الموفد الأميركي سيعود بعد حوالى 3 أسابيع وفي جعبته تصور واضح وكامل. في المحطة الثانية، في عين التينة رفع الدبلوماسي الأميركي وتيرة لهجته في وجه «حزب الله» رداً على سؤال: «ماذا لو تدخل «الحزب» في الحرب بين إسرائيل وإيران»؟ فأجاب: «علينا أن نناقش الأمر...أستطيع أن أقول نيابة عن الرئيس ترامب وهو كان واضحًا جدًا في التعبير عنه، إن ذلك سيكون قراراً سيئًا سيئًا سيئًا للغاية».
أما في السراي، فأكد الرئيس نواف سلام، أمام المبعوث الأميركي تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم، وعزم الحكومة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية، وعلى بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها. مصادر سياسية متابعة ومواكبة للجولة أكدت لـ«نداء الوطن» أن الموفد الأميركي تحدّث، خلال لقائه المسؤولين اللبنانيين، عن أهمية تجنيب لبنان شبح الحرب وعدم الانخراط في المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية الراهنة، معتبراً أن هذا الصراع سينتهي بكل الأحوال ولا داعي لتوريط لبنان به وجعله يدفع ثمن ذلك. وبحسب المصادر نفسها، شدّد براك على أهمية أن تواصل الدولة اللبنانية خطة نزع السلاح غير الشرعي وتسريع تنفيذها بالكامل، كما لفت إلى أهمية التعاون مع سوريا في حلّ الأزمات المشتركة والمتداخلة بين البلدين، خصوصًا ملف ضبط الحدود وترسيمها وأزمة اللاجئين.
التهديد بالقتل حماقة وسط هذه الأجواء، وفيما تواصل إيران على لسان مسؤوليها التلويح بإقحام أذرعها في الحرب وخصوصاً «حزب الله» في حال قررت واشنطن الانخراط في الحرب، ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال جولته على المستشفى المتضرر أن «كل المحور لا يرد و«حزب الله» لم يطلق صاروخًا واحدًا»، وبعد عبارة « Good Luck» التي وجهها الرئيس ترامب للمرشد الأعلى علي الخامنئي، رأى «حزب الله» في بيان أنّ «التهديد بالقتل حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة، وعلى الرغم من سخافته وانحطاط مستوى من يُهدّد، فإنّ مجرّد النطق به فيه إساءة إلى مئات الملايين من المؤمنين والمحبّين والمرتبطين بالإسلام وخط الأصالة والمقاومة والعزّة، وهو مستنكرٌ ومُدان بأبلغ عبارات الإدانة».
مصدر سياسي علق على البيان بالقول: «بعض القيادات السياسية داخل «الحزب» بات على بينة من خطورة إقحام لبنان في حرب جديدة ورهانات خاسرة، فيما الجناح العسكري الذي يهيمن عليه بالكامل الحرس الثوري، بدأ يظهر قابلية للتجاوب مع الدعوات الإيرانية معولًا على وجود بعض الصواريخ الباليستية في البقاع حيث منعه الإيراني من استعمالها كاملة في حربه مع إسرائيل، لاستخدامها حين تقتضي مصلحة طهران ذلك». تضيف المصادر «الواضح من خلال بيان «الحزب»، اعتماده لغة الاستنكار والشجب على غير عادته، حيث كان يعتمد في معظم بياناته الإعلامية لغة التهديد والوعيد، ومردّ ذلك إلى أنه عاجز عن الرد».