تغييرات إيرانية في تموضع الصواريخ... واستنفار استخباراتي أميركي في الشرق الأوسط
شارك هذا الخبر
Wednesday, June 18, 2025
دخلت الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها السادس، الأربعاء، مع تبادل جديد للضربات الصاروخية بين الجانبين، في وقت صعّد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نبرته تجاه طهران، مطالبًا إياها بـ"الاستسلام غير المشروط"، ومشيرًا إلى أن "صبر واشنطن ينفد".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت وابلين من الصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية خلال الساعات الأولى من الصباح، ما أدى إلى دوي انفجارات عنيفة في سماء تل أبيب. وردًا على ذلك، طلبت تل أبيب من سكان منطقة طهران إخلاءها، تمهيدًا لتوسيع ضرباتها الجوية على منشآت عسكرية إيرانية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مجددًا جامعة ذات صلة بالحرس الثوري الإيراني في شرق العاصمة، بالإضافة إلى منشأة خجير المتخصصة في إنتاج الصواريخ الباليستية، والتي سبق أن تعرّضت لغارات في تشرين الأول الماضي.
ووفقًا لمكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، فإن إيران تمتلك أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، وتعتبرها وسيلة ردع أساسية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. لكن التصعيد الأخير دفع ترامب إلى التلويح بإمكانية زيادة مستوى التدخل الأميركي، رغم تأكيده أن "لا نية حالية لاستهداف المرشد الإيراني علي خامنئي".
وقال ترامب على منصته "تروث سوشيال": "مكان خامنئي معروف، لكننا لن نقضي عليه، على الأقل ليس الآن". وبعد دقائق، عاد ليكتب منشورًا مقتضبًا: "استسلام غير مشروط".
وتتباين تصريحات ترامب بين التهديدات العسكرية والدعوات إلى التفاوض، ما يعكس مقاربة متقلّبة في إدارة الأزمة. ووفقًا لمصدر مطّلع على المشاورات الداخلية في واشنطن، فإن ترامب ناقش مع مجلس الأمن القومي لمدّة 90 دقيقة، الثلاثاء، عدّة خيارات محتملة، من بينها الانضمام إلى إسرائيل في ضرب منشآت نووية إيرانية.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما قررت وزارة الدفاع الأميركية توسيع انتشار الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط، دعمًا للردع والدفاع عن إسرائيل.
ورغم هذه التطورات، أشار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من قمة مجموعة السبع في كندا إلى أنه لا توجد مؤشرات حاليًا على تدخل عسكري أميركي مباشر في الصراع، مؤكدًا ضرورة تجنّب مزيد من التصعيد.
ويُذكر أن القوات الأميركية في المنطقة لا تزال تكتفي بإجراءات دفاعية، من بينها إسقاط صواريخ إيرانية موجّهة نحو إسرائيل، فيما ذكرت تقارير استخباراتية أن إيران أعادت تموضع عدد من منصاتها الصاروخية، من دون تحديد ما إذا كانت موجهة نحو القوات الأميركية أم الإسرائيلية.