هل يتوقّف معمل "دير عمار"..؟ وماذا عن استيراد المحروقات؟!
شارك هذا الخبر
Wednesday, June 18, 2025
يستنفر أركان قطاع النفط اللبناني مقوّماته ترقباً لتطورات الحرب المحتدمة بين إسرائيل وإيران، علّه يتبيّن منها الخيط الأبيض من الأسود تحوّطاً لما قد تؤول إليه من تداعيات على السوق المحلية كانعكاس مباشر للسوق العالمية.
..."نتابع التطوّرات كل لحظة بلحظة" يقول رئيس تجمّع شركات استيراد النفط في لبنان مارون شماس لـ"المركزية"، موضحاً أن "السيناريوهات لا تُجدي نفعاً مع تطوّر الأحداث الأمنية على نحو مغايِر للتوقعات...وقد أثبتت التجارب ذلك".
ويعتبر أن "طالما المنشآت النفطية في إيران تبقى خارج دائرة الاستهداف، تحافظ سوق النفط العالمية على وضعها الطبيعي إلى حدّ ما، على رغم أن سعر برميل النفط يتصاعد تحت وطأة ضغط الحرب القائمة، وسط مخاوف من ضرب المنشآت النفطية التي تغذّي السوق الإيرانية... لكن حتى الآن لم يتم استهداف تلك المنشآت".
في الضفة الأخرى، بحسب شماس، "استهدفت الصواريخ الإيرانية "مصفاة حيفا"، لكنها توقفت عند هذا الحدّ بإيعاز أميركي على ما يبدو، لتجنيب المنشآت النفطية أي ضربة"، مشيراً إلى "وجود خطوط اتصال وتواصل عبر وسطاء دوليين لضبط إيقاع الحرب، لأن أي قفزة في سعر النفط تُلحِق ضرراً كارثياً بالاقتصاد الأميركي، وهذا ما لا يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب خصوصاً أن الفوائد الأميركية تتجه صعوداً".
في ضوء ذلك، "هناك عوامل عديدة تجعل التوقعات ضبابية ما يعقّد وضع سيناريوهات سليمة وصائبة للمرحلة المقبلة... لكن حتى الآن، الوضع لا يزال مقبولاً على رغم مخاطر الحرب على شحنات النفط المتّجهة إلى لبنان" على حدّ تعبيره.
لكن شماس لم يغفل السؤال عن سبب تعليق شركات الطيران الإماراتي رحلاتها إلى مطار بيروت الدولي، فيما أبقت شركات الطيران القطري على رحلاتها في اتجاه لبنان؟! لماذا الطيران المصري أيضاً علّق رحلاته إلى لبنان؟! هل يؤشّر ذلك إلى وجود معطيات تشي بأن الوضع الأمني سيتطوّر نحو الأسوأ؟!
في الخلاصة، ما يهمّ المواطنين اللبنانيين اليوم، هو ما يطمئن إليه شماس أن "لا أزمة محروقات أو مشكلة في المخزون إطلاقاً"، مؤكداً بقاء الشركات كما المواطنين "على خطوط الحذر والترقب لما ستؤول إليه التطوّرات الإقليمية لا سيما الحرب بين إسرائيل وإيران... على وقع المنحى التصاعدي لسعر النفط العالمي ما سينعكس ارتفاعاً في السوق اللبنانية لا محالة".
إلى ذلك، سادت في ساعات الظهيرة من اليوم، توقعات باحتمال توقّف معمل دير عمار الحراري عن العمل بعد الظهر، نتيجة نفاد مادة المازوت، ما سيؤدي إلى خروجه عن الخدمة وانقطاعه عن الشبكة العامة، وسط تحذيرات من تأثير ذلك على استقرار التغذية الكهربائية في المناطق.
مصدر في "مؤسسة كهرباء لبنان" يؤكد لـ"المركزية" أن "معمل دير عمار لن يتوقف عن العمل".
وإذ يطمئن إلى أن "المازوت لزوم تشغيل المعمل، متوفّر لتأمين نشاط الشبكة"، يوضح أن "مع رسو الباخرة المحمّلة بالفيول الروسي في المياه اللبنانية وطرح علامات استفهام حول مدى مطابقة حمولتها للمواصفات، ينكبّ وزير الطاقة جو الصدّي على إجراء الفحوصات والتحاليل المتكرّرة للتأكد أكثر من مطابقة الفيول المشار إليه، للمواصفات المعمول بها في لبنان".
ويلفت المصدر إلى أن "المواطن لن يشعر بأي فارق في معدل التغذية بالتيار الكهربائي، لكون المؤسسة أمّنت في المقابل ماكيناتَين اثنتين لتشغيلهما في معمل الزهراني..."، هنا يعود ويؤكد أن "المازوت متوفّر وليس هناك أي مشكلة في شأن المخزون، إنما تنتظر مؤسسة "كهرباء لبنان" نتائج الفحوصات التي تخضع لها حمولة السفن الراسية قبالة الشاطئ اللبناني".