خاص- "بيئة لا تريد لا دِين ولا دولة"... مراد يكشف دوافع الاعتداء على الشيخ عودة- تقلا صليبا

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 11, 2025

خاص الكلمة اونلاين

تقلا صليبا

تعرّض يوم أمس، الثلاثاء، الشيخ ياسرعودة، للإعتداء، وتضاربت بداية الأنباء حول منفّذي الهجوم عليه، إلى أن أصدر مكتبه بيانًا جاء فيه: "عند حوالي الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، وأثناء خروج الشيخ ياسرعودة من مكتب سماحة السيد محمد حسين فضل الله الكائن في الضاحية الجنوبية – حارة حريك، أقدم شخص معروف في المنطقة على توقيفه والاعتداء عليه بالضرب المبرح، مع توجيه الشتائم والإهانات".

وعن هذا الموضوع، تسأل "الكلمة أونلاين" رئيس تحرير موقع "الحقيقة"، الكاتب والناشط السياسي الدكتور هادي مراد، الذي يدين هذا "الاعتداء الهمجي"، ويُصنّفه كعمل من ضمن سلسلة مترابطة من الاعتداءات على المعارضين اللبنانيين، لاسيما الشيعة منهم، الذين أصبحوا بمثابة "فشّة خلق" لمناصري وأتباع "حزب الله"، بالأخصّ بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، التي أضعفت الحزب خارجيًا، ودمّرت قوّته العسكرية بشكل كبير.

عن هذه الجماعات التي تنفّذ الاعتداءات بشكل متكرّر، إن على الجيش اللبناني الذي تمّ رشقه واتّهامه بالـ"صهيونية"، أو على قوات "اليونيفيل"، التي تمثّل المجتمع الدولي في لبنان، أو على الشيخ المعمّم الذي يمثّل الدين، يقول مراد، انّها بيئة لا تريد لا دين ولا دولة، وهي تعتدي على كلّ ما يمثلهما، والذين يقومون بهذه الأعمال، يصفهم بـ"خفافيش الليل وزنادقة الدويلة"، حيث يتهجّمون ويحاولون التنفيس عن غضبهم بالناس، وبأبناء بلدهم، وصار من الواضح بحسب مراد أيضًا، أن السلسلة اليوم تبدأ بضرب إسرائيل للحزب، وتنتهي باعتداء أتباع الحزب على اللبنانيين، بدل توجيه ضرباتهم لمن يُفترض أنه عدونا جميعًا.

لا يجزم مراد بأن المُعتدين على الشيخ هم من الحزب مباشرة، ويترك القرار بهذا الموضوع للقضاء، لكّنه يؤكّد أن الخطاب التحريضي الذي يتبنّاه المسؤولين في الحزب، بات يشكّل نوعًا من الحافز والحماية لمن يتّخذونه ذريعة للقيام بالتعدّي والتهجّم على اللبنانيين، لاسيما الشيعة المعارضين الذين باتوا الحلقة الأضعف في البلد اليوم، لكنّهم كما كانوا دائمًا، من الأكثر وطنية، وكان واضحًا خلال الفترة الأخيرة التي كشفت النقاب عن حقائق كثيرة، من أين خرج العملاء، ومن أي بيئة ظهروا، بعد أن اتّهموا الجميع بالعمالة.

أما عن زيارة وفد من الحزب للشيخ عودة بعد الاعتداء، يضعها مراد في خانة "حفظ ماء الوجه"، فهم لا يريدون خلق المزيد من الأعداء، ويحاولون تبييض صورتهم، إلا أن صوت أفعالهم أعلى من صوت اعتذاراتهم الصورية، وكان من الحريّ بهم تغيير خطابهم التحريضي بما يمنع الاعتداء، بدلًا من السير بسياسة الضرب قبل السحسوح والاعتذار بعده.

ويختم مراد بتمنّي السلامة للشيخ عودة، والوصول إلى مخرج من كلّ هذه الأزمة التي يعيشها لبنان اليوم، كي تُبصر الحقيقة النور، ويكشف القضاء ويُحاسٍب، إن في قضية الشيخ عودة، أو في الاعتداء على منزله هو شخصيًا، الذي مازال في عهدة القضاء، وصولًا إلى فرض الدولة سلطتها واعتراف هذه الأطراف بها بشكل فعلي والالتزام بدستورها وقوانينها.