جوازات سفر فنزويلية لقادة "الحزب"... إليكم التفاصيل

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 9, 2025


نجوى أبي حيدر
المركزية

لم تقتصر تداعيات الحرب الاسرائيلية على حزب الله على اغتيال هيكليته القيادية من رأس الهرم الى اسفله، ولا على هدم مناطق نفوذه جنوبا وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، ولا على الزامه توقيع اتفاق وقف النار وفق شروط واشنطن وتل ابيب التي تفرض عليه تسليم سلاحه فحسب، انما شتت من تبقى من مسؤوليه وقادته في اصقاع الأرض خشية اغتيالهم كما زملائهم في الحزب، اذ ما زالت بعد ستة اشهر ونيّف تستهدف هؤلاء اثناء تنقلهم لا سيما جنوباً، و"تصطادهم" في شكل يومي بعد رصدهم.

واقع لا يتطابق ومواقف قيادات الحزب، التي ما زالت على رغم كل ما اصابها، تعتمد سياسة الانكار والاستكبار وتمويه الحقائق او قلبها، بهدف استمرار كسب ودّ شارعها الذي ألمّت به المصائب بفعل حرب الاشغال والاسناد التي خاضها دفاعا عن غزة، فإذ به يتساوى في المصير مع الغزاويين تشريدا ودمارا وقتلا . لكنّ شيئا لا يبدّل الحقيقة الثابتة وهي ان ما كان سائدا قبل ايلول 2024 لم يعد كذلك، حتى ان قادة الحزب انفسهم "مشردون"، يعتمدون التمويه في تنقلاتهم، حتى خارج لبنان حيث اضطروا الى المغادرة هرباً من الاغتيال.

وفي السياق، تكشف اوساط لبنانية في فنزويلا لـ"المركزية" ان السلطة القائمة هناك بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو خّصت بعض قيادات الصف الاول في حزب الله بجوازات سفر فنزويلية يستخدمونها عند الحاجة، تُعدّ بالعشرات، بما يُسهل حرية حركتهم في الخارج، علما انها كانت اصدرت اخرى مثيلة في العقد الماضي ما اثار حفيظة واشنطن التي اتهمت مادورو انذاك بدعم الارهاب. وتشير الاوساط الى ان دفعة الجوازات الجديدة لا تحمل الاسماء الحقيقية لحامليها بل اخرى مموهة. وتؤكد ان احد قادة الحزب ممن نجوا من الاغتيالات ابان الحرب شوهد منذ فترة في فنزويلا، الى جانب قيادات سياسية اخرى بارزة. الا ان تحركات هؤلاء تبقى بعيدة من الاضواء لاسباب امنية.

بعد الضربات القوية للضاحية التي اودت بحياة قيادات الصف الاول بمن فيهم حسن نصرالله، واستمرار استهداف سائر القيادات وتعقبهم ، لجأ بعضهم الى فنزويلا، بحسب الاوساط، في حين توجه اخرون الى ايران وتوزع البعض بين العراق وقبرص.. اما عائلاتهم فانتقلت الى مناطق بعيدة من الجنوب، بعضهم الى عكار والاخر الى جرود جبيل وغيرهم الى مناطق بقاعية.

عودة مسؤولي وقادة حزب الله الى حياتهم الطبيعية، لن تكون في المدى المنظور، تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية"، فإسرائيل الموجودة في لبنان في التلال الخمس لن تنسحب منها ولن توقف مسلسل الاغتيالات، الا بعد ان يسلم الحزب سلاحه للدولة، وفق خطة اعدتها القوى العسكرية تُبحَث راهنا مع مسؤوليه خلف الكواليس.