خاص- بعد كلام واصف الحركة… عون يحدّد شروط التحالف مع "التغييريين"! - هند سعادة
شارك هذا الخبر
Monday, June 2, 2025
خاص- الكلمة أونلاين
هند سعادة
"لن أكون أسير المرحلة الماضية"، بهذه العبارة التي تحمل في طيّاتها الكثير من الرسائل، افتتح النائب آلان عون، أبواب النقاش حول استحقاق الانتخابات النيابية المترقب في العام 2026.
متسلحًا بالواقعية السياسية، يتحضّر عون الذي قرّر التغريد خارج سرب "التيار الوطني الحر"، لمعركة انتخابية لا تشبه ما سبقها في دائرة جبل لبنان الثالثة على صعيد العناوين والشروط المستجدّة التي ستفرض نفسها على خارطة التحالفات السّياسية حكمًا.
عون الذي خلع عباءة "التيار" السياسية عنه، حدّد في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" الثوابت التي سينطلق منها إلى فضاء التحالفات النيابية والتي من شأنها أن تكون البوصلة لخياراته".
وإذ دعا "جميع الفرقاء للخروج من رواسب المرحلة الماضية وتحديد خياراتهم بناءً على التحوّلات الكبيرة التي عصفت بلبنان مؤخّرًا"، أكّد عون على "وجوب القيام بعملية محاسبة أوّلية وعدم تعويم من كانت تجاربهم فاشلة في المرحلة السّابقة في مقابل تجديد الثقّة لمن قدّم أداءً جيّدًا".
أما البوصلة التي يتحضّر عون لنسج تحالفاته على أساسها، فهو خطاب القسم الذي تلاه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، معلنًا أن "كل من ينسجم مع عناوين هذا الخطاب وما يحمله للبنان من تحوّل ينسجم معه حكمًا".
وقال: "تبني هذا الخطاب ليس من باب رفع الشّعارات إنّما يهدف لوضع خارطة طريق واضحة المعالم للمرحلة القادمة، وكل شخص يسير وفقًا لهذه الخارطة ويسهّل تنفيذها هو بمثابة حليف طبيعي لي وأمدّ يد التعاون له".
ولكن هل تشمل الخيارات المتاحة أمامك مجموعات التغيير؟ أجاب عون مؤّكدًا أن "التحالف مع "التغييريين" في بعبدا جزء من الخيارات المفتوحة ولا مانع لدي بالتعاون معهم في حال أبدوا اقتناعهم بالثوابت التي أتمسّك بها".
في المقابل، لا تخفي المجموعات التي رفعت لواء التغيير في بعبدا، قراءتها لتحوّلات عون بعين الحذر، حيث بات خروجه من "التيار" بالنّسبة لهم سيفًا ذا حدّين وفقًا للناشط السياسي واصف الحركة الذي أكدّ في حديث سابق مع "الكلمة أونلاين" أنّهم في حين يحرصون على عدم إقفال الباب بوجه عون، فإنهم يضعون عناوين خروجه في خانة الأسباب الشخصية وليست المبدئية، وهو ما ينفيه عون جملةً وتفصيلًا.
وفي هذا الإطار، أوضح عون أنّه "لم يخرج من "التيار" لأسباب شخصية بل لأسباب مبدئية متعلّقة بآلية أخذ القرار داخل "التيار""، مشيرًا إلى أنّه "في الكثير من الامور، لم يكن مؤيّدًا للمسار السياسي العام الذي كانت تفرضه القيادة، كما أنه لم يتمكّن من أن يكون شريكًا فعلياً بالقرارات المتّخذة مما أدّى الى الاصطدام بالقيادة الحزبية".
وقال: "لو كنت راضيًا عن الادارة السياسية التي مارستها القيادة لما كنت خرجت من "التيار"، فالخلاف يكمن في المسار السياسي بالدرجة الأولى وليس نابعًا من أسباب شخصية".
وذكر عون أن ""التغييريين" خاضوا تجربة العمل داخل المجلس النيابي وباتوا على يقين أن الكثير من النواب داخل المجلس يعملون بإخلاص واستقامة ونزاهة"، مشدّدًا على أنّه "لا يمكن لأحد أن يحتكر الصوابية أو النزاهة".
وانطلاقًا من هنا، رأى عون أنّه "لا يجب تصنيف الناس، كما أن سياسة تعميم الإدانة الذي كان يتّبعها البعض في المرحلة السابقة أصبحت وراءنا، وبات علينا الحكم على الأشخاص بناءً على أفعالهم وأدائهم"، قائلا: "لا يمكن لأحد احتكار حسن السيرة".
وعن الفرقاء الآخرين على ساحة بعبدا الانتخابية، جزم عون أنه "لا توجد مشاكل مع أي طرف"، مجدّدًا التأكيد على أنّ "التعاون مع أي طرف يتوجّب أن ينطلق من حدٍّ أدنى من الانسجام مع خياراتي السّياسية واصطفافي الداعم لخطاب القسم".
وختم عون بالقول: "أمدّ يد التعاون لكل من يشجّع ويندرج فعليًا تحت سقف خطاب القسم، بانتظار ما ستؤول إليه التطوات السياسية وشبكة التحالفات النهائية".