خاص- بلدية بيروت : لا للتعايش بالإكراه -المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 10, 2025


خاص - الكلمة أونلاين

المحامي فؤاد الأسمر




بينما تتسم المعارك الانتخابية البلدية عادة بالتنافس حول المشاريع والخطط الإنمائية، اذ بانتخابات بلدية بيروت تتسم بالانقسام بين غالبية ترفض الشراكة مع المسيحيين وقلّة تقبل بهم.
وإن كرّست القوانين والسياسات السابقة منطق المناصفة التوافقية، وهو ما تسعى اليه اليوم كوكبة من حكماء بيروت، إلا ان نبض الشارع البيروتي الإسلامي يعارض ذلك بشدّة ويتمسك بمنطق تحكّم الغالبية العددية بقرار العاصمة.
والواقع ان الديمقراطية التوافقية، تستند الى الميثاق الوطني الهش، في حين أن فريقاً وازناً يرفض التعايش ومشاركة القرار بالإكراه ويطالب بحكم الأغلبية.
والخطير بالموضوع أن هذا التناقض بين الخيارين انما يطفو على بحر من التعصب ورفض الآخر ومغطى بستار خبيث يسمى كذباً الوحدة الوطنية.
فلنعترف ان الحرب لم تنتهِ، وأنّ أسبابها قد زادت اليوم حدة. ولنعترف أننا عجزنا عن المصالحة الحقيقية، وما يزال الحقد ونزعة الهيّمنة على الآخرين يقودان اللبنانيين، بحيث بات الشارع، بمناسباته المختلفة، بما فيها الانتخابات والرياضة وسواها، ساحة لاستفراغ الحقد والتعصب والشحن المذهبي.
لسنا أول دولة ولا آخر دولة في العالم عانت الحروب والصدامات بفعل الاختلاف الثقافي فيها، أنما الخطيئة أننا نلدغ من الجحر ذاته كل يوم ولا نتعلم.
لا للتعايش بالإكراه، ولا مفرّ من بيروت بلديتين، ولا مجال للبقاء ضحايا ميثاقية التكاذب والكراهية، بل لا بد من إقرار نظام يحمي العيش المشترك وينظمه.
فإلى متى ستبقى السكيزوفرينيا الوطنية تتحكم بلبنان وبأبنائه؟