٧ أيار ٢٠٢٥ استعادة الدولة من اجتياح بيروت عام ٢٠٠٨- بقلم معروف الداعوق

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 8, 2025

بالمقارنة عما كان عليه وضع لبنان يوم السابع من ايار٢٠٠٨، عندما اجتاح حزب الله بسلاحه الايراني الذي كان يدعي زوراً انه لمقاومة اسرائيل، العاصمة بيروت وبعض مناطق الجبل، وامعن قتلا وترهيبا باهلها، تحت حجج وذرائع مزيفة، تزعم بتحضيرات، لاستهداف الحزب و«المقاومة» والتآمر عليها، بينما كان الهدف الحقيقي لهذا التحرك العسكري تعطيل كل المحاولات المبذولة محلياً ودولياً،لكشف ملابسات جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي ادين عناصر من الحزب بارتكابها فيما بعد، والسيطرة على لبنان والحاقه قسراً، بالمشروع الايراني في المنطقة، والذي احكَم قبضته بعد ذلك على الواقع السياسي الداخلي، بالاغتيالات والترهيب، والتحكم بسياسة الدولة وقراراتها، ومقدراتها المالية والاقتصادية وتحويل لبنان الى منصة ،لاستعداء واستهداف الدول العربية الشقيقة والصديقة والمشاركة في الحروب المذهبية بسوريا والعراق واليمن، وما اصبح عليه اليوم بعد عملية طوفان الاقصى، وعمليات «المشاغلة والاسناد» التي شنّها الحزب بقرار ايراني،على قوات الاحتلال الاسرائيلي، وبمعزل عن الدولة اللبنانية، تحت عنوان دعم الشعب الفلسطيني في غزّة، وتحولها فيما بعد الى حرب واسعة النطاق بين الطرفين، ادت الى تدمير قدرات الحزب وسلاحه،واغتيال كبار قادته السياسيين والعسكريين وفي مقدمتهم الامين العام حسن نصر االله، واحتلال اسرائيل لبعض المناطق في الجنوب،واضطرار الحزب من خلال الدولة اللبنانية، الى الموافقة على اتفاق وقف اطلاق وتنفيذ القرار١٧٠١، الذي نص على نزع كل السلاح غير الشرعي، ومن ضمنه سلاح حزب الله من كل المناطق وحصره بالشرعية اللبنانية، وبسط سلطة الدولة جنوبا دون سواها.
هذه التبدلات الدراماتيكية خلال الاشهر الماضية، اضعفت قدرات الحزب وتحكمه بالواقع السياسي اللبناني، لاسيما بعد السقوط المريع لنظام الرئيس السوري السابق بشار الاسد،وخروج سوريا من محور النظام الايراني، وهروب الحرس الثوري الايراني ومليشياته المذهبية، من دون مواجهة الى ايران، ودخول لبنان في مرحلة جديدة، تجاوز فيها كل موانع الحزب المفروضة بالقوةلتعطيل الانتخابات الرئاسية لاكثر من عامين، وتم انتخاب العماد جوزف عون رئيساٌ للجمهورية وتاليف حكومة جديدة خلافا لرغبة الحزب وتوجهاته، لاول مرة منذ سنوات، وعادت الحياة تتحرك تدريجاً في مؤسسات الدولة واداراتها، وتفعيل سلطة واجراءات الامن على كافة المرافق الحكومية، والبدء باجراءات مصادرة السلاح غير الشرعي وتشديد الضوابط على تحركاته.
تحول السابع من ايار عام٢٠٠٨، من يوم مجيد للحزب كما وصفه الامين العام حسن نصرالله يومذاك، تبجحاً واستقواء ضد خصومه السياسيين، معمقاً الهوة والجروح التي احدثها في نفوس ومشاعر اهل بيروت واللبنانيين المعارضين، الى يوم مشؤوم للحزب في السابع من ايار لهذا العام، بعد سقوط هيمنة الحزب وتسلط سلاحه الفتنوي على اللبنانيين، وانهيار المشروع المذهبي الايراني بالمنطقة العربية، وعودة لبنان الى كنف الدولة والمؤسسات الشرعية، وانتظام علاقاته مع محيطه العربي الطبيعي والدول الصديقة في انحاء العالم.


اللواء