حشود شعبية ورسمية تشارك في تشييع نصرالله وصفي الدين!
شارك هذا الخبر
Sunday, February 23, 2025
بدأت في الواحدة من بعد الظهر، مراسم تشييع الشهيدين، أمين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله و السيد صفي الدين في المدينة الرياضية، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، ووزير العمل الدكتور محمد حيدر ممثلا رئيس الحكومة القاضي نواف سلام.
بداية تليت ايات قرانية ثم عزف النشيد الوطني ونشيد الحزب.
ثم دخل نعشا نصرالله وصفي الدين، إلى باحة المدينة الرياضية في بيروت، وسط الهتافات وكلمات تبث للسيد حسن نصر الله، ورُفعت رايات الحزب وصور الشهيدين، فيما تعالت هتافات المشيعين الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية لإلقاء النظرة الأخيرة على نعشي نصرالله وصفي الدين.
قاسم: وقال الامين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، اثناء التشييع: "نودع اليوم قائدا تاريخيا استثنائيا. نودع اليوم قائدا وطنيا عربيا اسلاميا وهو يمثل قبلة الاحرار في العال. نودع اليوم سيدنا وحبيبنا وحبيب المجاهدين والناس. حبيب الفقراء والمستضعفين. حبيب الفلسطينيي".
وتابع: "هذا السيد العزيز قاد المقاومة الى الامة وقاد الامة الى المقاومة، فاصبحنا لا نميز بين مقاومة وامة كلهم قلب واحد معه يقاتلون يسمعون يحاولون العمل بما يعمل وينصبح به. هو صادق وفي كريم متواضع صلب شجاع حكيم استراتيجي. هو حبيب المقاومين يثق بالناس ويؤمن بهم. احب الناس واحبه الناس. وجهته فلسطين والقدس وهو الذي ساهم مساهمة عظيمة في احياء هذه القضية".
واضاف: "انك باق فينا بتعاليمك وجهادك. سنحفظ الامانة وسنسير على هذا الخط. انت القائل هذا الطريق سنكمله لو قتلنا جميعا لو دمرت بيوتنا على رؤوسنا لن نتخلى عن خيارالمقاومة. يا سيدي من احببت الامام الخامنئي قال لنا فقد حزب الله في لبنان قائدا قل نظيره . هنا في هذا المحفل اريد ان ابايع على هذا الخط وشعبك ايضا".
وقال: "سأقول لكم عبارة اكررها ان على العهد يا نصرالله. نشيع الامين العام نفتقدك يا سيد لكنك باق فينا بنهجك وعطاءاتك".
وتابع: "واجهنا الكيان الاسرائيلي ومن ورائه الطاغوت الاكبر اميركا التي حشدت امكاناتها لمواجهة محور المقاومة الذي التف حول غزة وفلسطين حجم الاجرام غير مسبوق والمطلوب انهاء المقاومة في غزة ولبنان وحجم الصمود والاستمرارية غير مسبوق. 75 الف جندي اسرائيلي لم يتمكنوا من مواجهة المقاومة . لقد ضحى شعبنا ورجالنا والنساء والاطفال، انتم يا شعب المقاومة تراب الارض الراسخة. انتم شعب لا يهزم . جمهور المقاومة والشعب اللبناني تكاتفوا كتعبير عن الوحدة الوطنية والانسانية. نحن اليوم في مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها. ابرز خطوة ان تتحمل الدولة مسؤوليتها . التزمنا ولم تلتزم اسرائيل. صبرنا لاعطاء الفرصة لانسحابها اليوم بعد انتهاء مهلة الاتفاق لم نعد امام خروقات اصبحنا امام احتلال وعدوان. لا تستطيع اسرائيل . لقد اعطتكم المقاومة نموذجا في تحقيق الصمود..
واضاف: "ماذا عن مستقبل المقاومة: المقاومة لم تنته وهي مستمرة بحضورها وجهوذيتها هي ايمان وحق ولا يمكن لاحد ان يسلبنا هذا الحق. المقاومة حياة الشعوب الحرة. المقاومة تكتب بالدماء ولا تحتاج الى الحبر على الورق. تقتلع المحتل ولو بعد حين ولا تهاب طواغيت العالم وترسم مستقبل الاحرار. هي ايمان ارسخ من الجحافل. موتوا بغيظكم المقاومة باقية. وهذا لا يعني اننا كلنا يوم سنطلق النار. لا نقبل في لبنان ان تتحكم اميركا ببلدنا. المسار طويل ونحن لها. لن نقبل باستمرار قتلنا ونحن نتفرج".
وقال: "يا دعاة السيادة استيقظوا ماذا تفعلون الان وسنواجه حتى النصر او الشهادة".
الجنازة: بعدها تم إدخال النعشين لبدء صلاة الوداع على جثماني نصرالله وصفي الدين، وسط هتافات المشاركين.
خامنئي: وفي سياق المراسم، القى ممثل الإمام الخامنئي في العراق السيد مجتبى الحسيني كلمة الخامنئي، وصف فيها السيد حسن نصرالله ب"المجاهد الكبير وزعيم المقاومة والرائد في المنطقة".
واضاف: "لقد بلغ الآن السيد العزة، جثمانه الطاهر في الثرى، ولكن روحه ونهجه سيتجلى شموخا أكثر فأكثر. ويوما بعد يوم سينير درب العالمين".
وأشار الى ان "المقاومة ومواجهة الاستكبار باقية ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة".
وقال ان "الوجه النوراني لسماحة السيد هاشم نجم لامع في تاريخ هذه المنطقة وجزء لا يتجزأ من ريادة المقاومة في لبنان".
وخص الإمام الخامنئي الشهداء بسلام، واصفا إياهم بالابناء الأعزاء، مشيرا الى انهم شباب لبنان البواسل.
وبعد الوقوف دقيقة صمت من قبل الحضور، دخل نعشا السيدين محمولين على عربة خاصة عليها العلم اللبناني وعلم حزب الله، وكان النعشان ملفوفان بعلم الحزب، وعلى النعش عمامتهما وتلفهما الورود البيضاء والحمراء، وسط حزن شديد وصرخات وهتافات مؤيدة للسيد نصر الله وشعار "إنا على العهد ". وبينما يجول النعشان بين الحضور مع بث لكلمات للأمين العام الشهيد حسن نصرالله شن طيران العدو الإسرائيلي غارات وهمية فوق مدينة بيروت.
فبادر المشاركون الى إطلاق الصرخات والهتافات المنددة، وسط حالة من الحزن وإطلاق الشعارات المؤيدة للمقاومة.
الحضور: وشارك في التشييع وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف، بالاضافة الى عائلات الرئيس الايراني السابق ابراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان وقائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ومستشار الرئيس الايراني السيد محسن رضائي وشخصيات قضائية مع الوفد الرسمي الى المطار الذي يضم ما يقارب اربعين نائبا.
وأظهر مقطع فيديو لحظة وصول رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى المدينة الرياضية في بيروت للمشاركة في تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
كما شارك الرئيس السابق أميل لحود، والنائب اسامة سعد، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والنائبان سيزار أبي خليل وسليم عون ممثلان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الى جانب عدد من السياسيين اللبنانيين.
وعلم “هنا لبنان” أنّ قائد الجيش ومدير المخابرات في الجيش لم يشاركا شخصيّاً ولا أرسلا ممثّلين عنهما إلى مراسم التشييع. وتبيّن أنّ الجهاز الأمني الوحيد الذي أرسل ممثّلاً عنه كان مدير عام أمن الدولة الذي مثّله نائبه العميد حسن شقير.
ونشر رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان صوراً له أثناء مشاركته في تشييع الأمينين العامين لـ"حزب الله" الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين. وأظهرت إحدى الصور أرسلان لحظة لقائه مع نجل نصرالله، السيد محمد مهدي.
أما على المستوى العربي، فقد وصل وفد عراقي كبير يضم شخصيات سياسية ودينية وإعلامية للمشاركة في التشييع، إضافة إلى وفود يمنية.
الحشود: وبدأت الحشود توافدت منذ فجر اليوم إلى المدينة الرياضية في بيروت للمشاركة في مراسم التشييع، حيث امتلأت الساحات بالمشيعين الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية، وسط أجواء من الحزن والتأثر.
ومنذ الساعة الخامسة صباحاً بدأت الوفود المشاركة بالتشييع بالتوجه من كافة قرى البقاع الى المدينة الرياضية بالباصات المجهزة بسلاسل معدنية والسيارات الخاصة ذات الدفع الرباعي يحملون الاعلام والشعارات الحزبية.
وغصت كل الطرق المؤدية للمدينة الرياضية بالمسيرات الشعبية التي تضم، نساء واطفالا ورجالا ومسنين، رافعين صور الشهداء وخطابات للسيد نصر الله كان تحدث فيها عن حرمة إطلاق النار وحصره بإتجاه صدر العدو الإسرائيلي فقط، وهو ما يشدد عليه المنظمون لمراسم التشييع، حرصا على السلامة العامة.
وعلقت شاشات ضخمة على معظم الطرق في إتجاه المدينة الرياضية ليتسنى للمشاركين على الطرق حضور مراسم التشييع.
وانتشرت وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي في كل الطرقات حيث تعمل على ارشاد وتوجيه الحشود التي تتقاطر بإتجاه المدينة الرياضية .
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صباح الأحد، مشاهد تُظهر توافد المواطنين إلى مدرجات المدينة الرياضية في بيروت قبل ساعات من بدء مراسم تشييع السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
كما أظهر مقطع فيديو آخر ازدحام السير، حيث شوهد المواطنون يسيرون على الأقدام من الضاحية الجنوبية باتجاه المدينة الرياضية.
وأُفيد بأن المواطنين تمكنوا من التنقل بسياراتهم حتى طريق المطار، ومن هناك تابعوا سيرهم مشياً نحو المدينة الرياضية، في حين بدأ آخرون بالتوافد من البقاع للمشاركة في التشييع.
البقاع: وتواصل منذ ساعات الفجر توجه أبناء محافظة بعلبك الهرمل إلى العاصمة بيروت، في سياراتهم الخاصة أو بواسطة الحافلات المختلفة الأحجام، للمشاركة في التشييع، غير آبهين بطبقات الجليد التي تشكلت خلال ساعات الليل على الطرقات، ولامس عدد البقاعيين الذين تقاطروا إلى مدينة كميل شمعون الرياضية منذ يوم أمس حوالي 200 ألف مواطن، بناء على رصد أعداد السيارات والحافلات التي رفعت صور السيد نصرالله والأعلام والرايات.
وقد أعدت قيادة "حزب الله" في منطقة البقاع كل التدابير والإجراءات اللوجستية لإبقاء الطرقات مفتوحة، وتأمين سلامة الوفود التي لبت النداء وأصرت على المشاركة في مراسم التشييع رغم حالة الطقس، وانتشرت على طول الطريق الدولية الفرق الصحية والإسعافية التابعة للهيئة الصحية الإسلامية، والمضائف التطوعية لخدمة الناس.
وبدورها تابعت قيادة حركة "أمل" في إقليم البقاع، نشر فرق الدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة الإسلامية- مفوضية البقاع على طول الطريق من الهرمل حتى نقطة ضهر البيدر، لخدمة ومتابعة البقاعيين المشاركين في تشييع الشهيدين نصرالله وصفي الدين، وأقامت المناطق الحركية نقاط متابعة للغاية نفسها.
جبل عامل: كما احتشد أبناء منطقة جبل عامل الثانية منذ الصباح الباكر، بما في ذلك البقاع الغربي، إقليم التفاح، النبطية، جبشيت، الزهراني وصيدا، للمشاركة في التشييع.
لم يستطيعوا الانتظار طويلا، فخرجوا في وداع أخير لا يمكن وصفه إلا بالمؤلم. منهم من بدأ رحلته يوم أمس السبت، ومنهم من واصل مسيره ليلا، بينما انتظر آخرون لحظة بزوغ الفجر للانطلاق. لكن الجميع لم يبدلوا موقفهم، فرفعوا رايات النصر والعز بكل فخر، صغارا وكبارا، لبوا النداء بالدم والوفاء. وكانت قوافل عوائل الشهداء في طليعة الحشود، جنبا إلى جنب مع فرق الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، الذين واكبوا مسار المتوجهين إلى التشييع المبارك.
المشهد كان يجسد أسمى معاني التضحية والوحدة، حيث تجمع أبناء المنطقة في لحظة تاريخية مليئة بالعز والفخر، ليؤكدوا ولاءهم لشهدائهم وتضامنهم مع بعضهم البعض في هذه اللحظات الحزينة.