العدو "الإسرائيلي" أراد من اغتيال السيد نصرالله تغييبه عن قرار المقاومة ففشل- بقلم كمال ذبيان
شارك هذا الخبر
Sunday, February 23, 2025
يودع لبنان ومعه احرار من العالم الامينين العامين "لحزب الله" الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، بعد نحو خمسة اشهر على استشهادهما من قبل العدو الاسرائيلي، الذي نجح في تحقيق اهدافه، باغتيال قادة في المقاومة من "حزب الله" وحركة "حماس" وفصائل فلسطينية، وهو يتبع هذا الاسلوب الارهابي، منذ نشأت مقاومة ضده في فلسطين ولبنان، وله سجل في ذلك، وقام الكيان الصهيوني الغاصب وما زال على المجازر والابادة الجماعية والتهجير والتطهير العرقي.
فيوم 27 ايلول 2024، كان يوماً فاصلاً عندما اخذ رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قراره باغتيال السيد نصرالله، بموافقة الادارة الاميركية برئاسة جو بايدن، الذي كان اعطى الضوء الاخضر للعدو الاسرائيلي ببدء حربه على غزة بعد "عملية طوفان الاقصى" في 7 تشرين الاول 2023، وهو من سمح بان تتوسع الحرب لتصل الى لبنان.
ففي يوم اغتيال السيد نصرالله، كانت الحرب الاسرائيلية الواسعة المدمرة على لبنان، وظن نتنياهو انه مع تغييب قائد المقاومة، يستطيع ان ينهي الحرب بسرعة على لبنان، وهي كانت بدأت بقواعد اشتباك، ارادها "حزب الله" اسناداً لغزة، في عملية عسكرية، ضد مواقع الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا، وفي المرتفعات والتلال المطلة على قرى الشريط الحدودي، حيث مراكز المراقبة والمقرات والثكنات العسكرية، عندما وسع الاحتلال الاسرائيلي عدوانه.
اوجع العدو الاسرائيلي المقاومة باغتيال قادتها على مراحل، واستطاع بتقدم حربه الالكترونية والاستخبارية، بالذكاء الاصطناعي، ان يلحق الاذى الكبير والواسع بقيادات المقاومة ومسؤوليها، بعمليات تفجير لوسائل الاتصال في "البايجر" و "التوكي ووكي"، ثم بالمسيرات التي كان لها تأثير في المعركة، بيد أن "حزب الله" تمكن من ان يعيد "لم شمله"، واعادة بناء هيكله العسكري وهرمه الاداري، وانتخاب قيادة جديدة له برئاسة الامين العام الشيخ نعيم قاسم، فاستعادت السيطرة، وكان الميدان العسكري اختبارها الاول بعد استشهاد السيد نصرالله، ومن كان سيخلفه رئيس المجلس التنفيذي السيد صفي الدين، وصمد المقاومون عند الحافة الامامية في البلدات والقرى في "الشريط الحدودي" المتاخم لفلسطين المحتلة، وتمكنت المقاومة من تسديد ضربات نوعية في المستوطنات التي تحولت الى مناطق عسكرية، بعد جلاء السكان عنها والذين يقدرون بنحو 75 الفاً.
فعلى مدى شهرين، ومع غياب السيد نصرالله عن القيادة تمكن المقاومون من ان يصمدوا ويقاتلوا في الخطوط الامامية وعند تخوم القرى، في وقت كانت صواريخ المقاومة تستهدف كل شمال فلسطين المحتلة ووسطها والمرافق والمرافىء الاسرائيلية، فوصلت الصواريخ الى تل ابيب وضواحيها، فامطرتها المقاومة بحوالى 365 صاروخاً في 24 تشرين الثاني 2024، مما اضطر العدو الاسرائيلي ان يطلب وقف اطلاق النار، الذي كان لبنان بحاجة اليه ايضاً، فنظمه الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين وصدر بيان يعلن الاتفاق على وقف اطلاق النار بين لبنان والعدو الاسرائيلي ويبدأ تنفيذه في 27 تشرين الثاني من العام نفسه على ان يتم الانتهاء من التنفيذ على مدى 60 يوماً اي في 27 كانون الثاني 2025، فاستفاد العدو الاسرائيلي من هذه الفترة، ليقوم بما لم يستطع القيام به في اثناء الحرب من تدمير وتهجير وقتل ومدد له حتى 18 شباط الحالي ولم ينفذ الاتفاق كاملاً وبقي محتلاً لنقاط خمس.
فمنذ استشهاد السيد نصرالله وعمليات الاغتيال التي سبقته، فان العدو الاسرائيلي يتصرف على انه انتصر في حربه على "حزب الله" ودمّر قوته العسكرية، واتى اتفاق وقف اطلاق النار لمصلحته، وان الحزب لم يخسر في لبنان فقط، بل خسر سورية مع سقوط نظامها وضعف ايران، ولم تعد من فاعلية لحركة "حماس" وفصائل اخرى في المقاومة، وباتت اليمن ومعها الحشد الشعبي في العراق على لائحة العدو الاسرائيلي، ينتظر كيف يواجههم وان حربه ما بعد "طوفان الاقصى" وتداعياتها في ساحات المقاومة، ستكون ايران التي يرى نتنياهو انها في موقع ضعيف مع خسارة اذرعتها، وسقوط محورها، فان الوقت مناسب لضربها، ومعها المفاعل النووي فيها، وازالتها كدولة نووية في المنطقة تهدد وجودها، وان ما ينتظره العدو الاسرائيلي هو قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي يعمل على تنفيذ كل مشروع "اسرائيل الكبرى".