المركزية - ثنائي عون-سلام يسمي الأمور بأسمائها ويعرف مكامن الخلل: أداء يؤسس للإنقاذ

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 13, 2025

المواقف التي تصدر عن السلطة اللبنانية الجديدة، من بعبدا الى السراي، مشجعة وتحيي آمال اللبنانيين. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، فإن مكامن الخلل التي كانت موجودة في الجسد اللبناني في السنوات الماضية، وتسببت بالانهيار المخيف، سياديا وماليا، وضع الحكم الجديد في البلاد، إصبعَه عليها، مؤكدا عزمه في معالجتها... البعض قد يقول، تتابع المصادر، ان "الحكي ما عليه جمرك"، أو "اننا سمعنا كلاما جميلا ووعودا مغرية كثيرة في الماضي"، لكن الحق يقال، أحدٌ لم ينطق بما ينطق به اليوم رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث خطابهما "دولتي" بامتياز وخال من أي مجاملات او شعارات او "حشو".

الرجلان، تضيف المصادر، يشكّلان اليوم ثنائيا قويا وطنيا بامتياز، لا يضع قفازات بل يحمل الدستور والطائف، كخريطة طريق للانقاذ والاصلاح. و"أصل البلاء" الذي وصلنا اليه هو تجاهل الدستور والطائف، واعتماد المحسوبيات والصفقات والسلاح وفائض قوته، من اجل إدارة الامور في البلاد.

الدستور لا يلحظ ثلثا معطلا او ضامنا، ولا يكرس حقائب لطوائف ولا يعطي قسما من اللبنانيين الحق بحمل السلاح حتى ولو كان الامر لاخراج الاحتلال الاسرائيلي. تلقائيا، هذه الشواذات يجب ان تنتهي اليوم ومعها كل تداعياتها القاتلة للبنان وشعبه ومستقبله، وقد رأينا مثلا ان في الحكومة العتيدة، انطلق سلام من الدستور فقط.

أما الرئيس عون، فتحدث في خطاب القسم عن حق الدولة في احتكار السلاح وعن حقها بتحرير اراضيها وحماية حدودها، وهذا ما لم يرد على لسان اي من أسلافه بهذا الوضوح، وقد بدأت تدريجيا هذه المواقف تُترجم على ارض الواقع جنوبا او على السلسلة الشرقية.

الثنائي عون – سلام يدرك ايضا، كمعظم اللبنانيين، أن لبنان "يموت" إذا اقتُلع من محيطه الحيوي، واذا كان خارج الاسرة الدولية. عليه، اكد الرئيس عون في اول اجتماع لمجلس الوزراء الثلثاء على ضرورة عدم توجيه اي انتقاد الى الدول الصديقة والشقيقة وعدم اتخاذ لبنان منصة لهذه الانتقادات، وعلى ان التعبير عن الآراء من قبل السيدات والسادة الوزراء، يكون عبر الآليات والقنوات الرسمية المعتمدة وفق الاصول، كما طلب منهم في الشكليات الضرورية، رفع التحصينات والقواطع كل ضمن حدود وزارته.

ايضا، أشار سلام في مقابلة صحافية الثلثاء في ما يتعلق بموضوع السلاح في شمال وجنوب الليطاني وعلى امتداد مساحة لبنان من النهر الكبير إلى الناقورة، الى ان "ما يجب أن يطبق في هذا الخصوص هو ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني التي تقول ببسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل اراضيها، وهذا قبل القرار 1701 وقرار وقف إطلاق النار الأخير واي شيء اخر. اما منطقة جنوب الليطاني فهي منطقة منزوعة السلاح، وتذاكينا في السنوات الماضية، وهذا ما جعلنا ندفع الثمن الغالي، وخاصة أهلنا في الجنوب الذين دمرت قراهم، ونحن لذلك ملتزمون بإعادة بناء ما تهدم".

"التذاكي دفع اللبنانيون ثمنه" تتابع المصادر، وهكذا ثنائي عون – سلام، يسمّي الامور بأسمائها، ومواجهةُ الحقيقة اول خطوة نحو الخروج من الحفرة. الرجلان يصران على وضع حد نهائي لكل السياسات السابقة، ويبقى ان يوفّقا مع فريق العمل الحكومي الذي تم تشكيله، في وقف الانهيار واعادة ثقة اللبنانيين والعالم بلبنان.


الوكالة المركزية