خاص- الرّواية الكاملة للموقف الأميركي من "الثنائي الشيعي" وتولّيه حقيبة "المالية"- هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 6, 2025

خاص – "الكلمة أونلاين"

مع فشل الرئيس المكلّف نوّاف السلام بتبديد العقد التي تحول دون قدرته على إعلان تشكيلة الحكومية المنتظرة، عاد الكلام عن "عصا أميركية" تلوح في الأفق محذّرة من سيطرة "الثنائي الشيعي" على الحكومة وتسليم الوزير السابق ياسين جابر حقيبة "المالية" أوّل الغيث.

ووفقا لمصادر وزارية، "بدأت أحجية الموقف الأميركي تتشكلّ في لقاء جمع الرئيس سلام مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون، حيث سألها سلام عن حقيقة معارضة وشنطن تولي الوزير السابق ياسين جابر وزارة المالية، فأجابت بالنفي، قائلة: "لا مشكلة بالنسبة لنا"".

و"لكن بعد ساعة ونص، تلقى سلام اتّصالًا من السفيرة، مبلّغة إياه، بأن مسألة توزير جابر لا تعنينا، فالمهمّ بالنسبة لنا هو تطبيق القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته بدون أي تأخير، كما أن منظمة الـ "OFAC" هي المعنية بفرض العقوبات. وبناءً على ما سمعه، أعلن سلام أنه قبل باسم جابر لحقيبة المالية"، بحسب ما نقلت المصادر.

المفارقة أن الموقف الأميركي لم يبق على حاله، فالرئيس سلام عاد وتلقى اتّصالا أميركيًا، مفاده أن واشنطن لا تتدخل بالملف الحكومي، ولكنها غير راضية عن جابر. على الإثر، استدعى سلام الوزير السابق غسان سلامة من فرنسا، مطلعا إيّاه على عقدة الموقف الأميركي، وذلك من أجل أن يتواصل سلامة مع الفرنسيين، إلا أن سلامة لم يتمكّن من تحقيق أي تبديل بالموقف الأميركي الذي يمكن وصفه حتى الآن بـ "المتحفّظ الملتبس".

بالتوازي، أفادت المصادر الوزارية، بأن "الرئيس السابق فؤاد السنيورة والوزير السابق طارق متري دخلا على الخطّ، في محاولة للتواصل مع المملكة العربية السعودية، خصوصًا أن للسنيورة مصالح مع "الثنائي الشيعي" في مجالات عدو ولا يريد كسرها، ولكنه عاد بدوره خائبًا، إذ تبيّن أن أبواب المملكة مقفلة أمام محاولته".

وفي سياق الموقف السعودي، بدأ يخرج كلام عن أنه بات هناك "تحفّظ وعتب" لدى السّعوديين خصوصًا أنهم كانوا مندفعين لدعم لبنان في الخطوات التي سيتّخذها إلا أنهم لم يلحظوا أي تقدّم حتى الآن، فيما بدأ الرئيس السوري أحمد الشّرع جولاته بالإضافة الى زياراته الى المملكة، وبدء دول عدة منها قطر وتركيا الاستثمار في سوريا، لاسيما أن الشرع أتى بوزراء على صلة بالمناخ القطري والتركي.

في المقابل، رأت المصادر أنه "في وقت أظهر المجتمع الدولي وأميركا أنهم يريدون تطبيق الـ 1701، تبيّن أن سلام غارقٌ بالكلام والوعود التي أعطاها للثنائي الشيعي على قاعدة أن الأخير سيحصل على مطالبه بكل الأحوال وبناء على ذلك، قرّر سلام التساهل معه بهدف تحييده ولكنه اصطدم بالمطبّات التي تظهر تواليًا".

على صعيد آخر، تبيّن بحسب المصادر، أن "الأميركيين لا يريدون الاختلاف مع الرئيس نبيه بري، ويتجنّبون الظهور وكأنهم يواجهونه، وفي الوقت نفسه لا يريدون تحكّم الحزب بالحكومة عبر فرض شروطه وأسمائه".