الاتحاد الأوروبي يتوعّد برد “حازم” إذا فرض ترامب رسوماً جمركية على التكتل
شارك هذا الخبر
Sunday, February 2, 2025
شدّد الاتحاد الأوروبي الأحد على أن ردّه سيكون “حازما” في حال فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على التكتل، مع تنديد بروكسل بفرض واشنطن رسوما جمركية على وارداتها من كندا والمكسيك والصين.
إلى الآن تقول بروكسل إنها تأمل تجنّب نزاع تجاري مع ترامب من خلال التفاوض.
لكن ترامب قال الجمعة إنه سيفرض “حتما” رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبي في المستقبل، بعد فرض رسوم على الصين والمكسيك وكندا.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إن “الاتحاد الأوروبي يأسف لقرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين”.
ونبّهت المفوضية إلى أن “الرسوم الجمركية تحدث اضطرابات اقتصادية غير ضرورية وتزيد من التضخم. وهي ضارة بجميع الأطراف”.
وقال المتحدث إن “الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم على أي شريك تجاري يفرض رسوما غير منصفة وتعسفية على بضائعه”.
وتابع “في الوقت الراهن، لا علم لنا بأي رسوم إضافية تم فرضها على منتجات الاتحاد الأوروبي”.
ولفت إلى أن التكتل ملتزم الرسوم المنخفضة “لتعزيز النمو والاستقرار الاقتصادي في إطار نظام تجاري قوي ومبني على قواعد”.
وجدّد المتحدث التأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بعلاقته التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة، واصفا إياها بأنها “الأكبر في العالم”.
وقال إن “أمورا كثيرة على المحك”، مشدّدا على وجوب “أن يسعى كلا الطرفين لتعزيز هذه العلاقة”.
ولا يخفي ترامب خصومته مع الاتحاد الأوروبي، ويتّهم التكتل بأنه يعامل الولايات المتحدة “بكثير من عدم الإنصاف” في التجارة.
وتصاعدت التوترات على خلفية إصراره المتكرّر على سعيه لضم غرينلاند من الدنمارك العضو في الاتحاد الأوروبي.
في العام 2018، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فرض ترامب رسوما جمركية على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد بالمثل.
بناء على ذلك، درست أوروبا مدى أشهر سيناريوهات عدة للتأكد من جاهزيتها لأمر كهذا، في حال قرّر ترامب إطلاق نزاع تجاري جديد مع التكتل.
“لا تخدم أحدا”
يشدّد دبلوماسيون ومسؤولون في الاتحاد الأوروبي على أن الموقف موحد وعلى أن لديهم الوسائل لمواجهة أي تدابير لترامب، لكن خبراء يشيرون إلى تشقّقات محتملة في حال زاد ترامب ضغوطه.
تبدي ألمانيا القوة الاقتصادية الأكبر في أوروبا والتي ستشهد هذا الشهر انتخابات تبدو مشحونة وسط تباطؤ لاقتصادها، حساسية كبيرة على الرسوم الجمركية.
ومن المرجّح أن يحاول ترامب استغلال المصالح المتضاربة أحيانا بين دول الاتحاد الأوروبي لتأليبها بعضها ضد البعض الآخر.
بالفعل باشر قادة أوروبيون التقرّب منه، وعلى رأسهم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
وكتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الأحد أن “حرب رسوم جمركية لا تخدم أحدا”، مشيرا إلى وجود أفكار لدى إيطاليا لحماية شركاتها وإلى أن روما ستكون وسيطا مع واشنطن.
ويعوّل مسؤولون أوروبيون على قدرتهم على إقناع ترامب بعدم زيادة الرسوم الجمركية.
في تشرين الثاني/نوفمبر، طرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خطة محتملة لإقناع ترامب بعدم زيادة الرسوم من خلال شراء مزيد من الغاز المسال من الولايات المتحدة.
هذا الطرح اعتبرته بروكسل مفيدا للجانبين إذ من شأنه أن يساعد التكتل في تعويض انقطاع الإمدادات من روسيا واسترضاء سيّد البيت الأبيض.
ويطالب ترامب الاتحاد الأوروبي بشراء مزيد من النفط والغاز الأميركيين، كما يشتكي من أن التكتل لا يستورد كميات كافية من السيارات والمنتجات الزراعية الأمريكية.
ومن المتوقع أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي تهديد الرسوم الجمركية الذي يلوّح به ترامب، في اجتماع سيعقد في بروكسل الإثنين يفترض أن ينصب فيه التركيز على قضايا الدفاع.
في حين يدعم الجيش الأمريكي الأمن الأوروبي من خلال حلف شمال الأطلسي، يخشى حلفاء الولايات المتحدة المتوجّسون من روسيا من تبدّد هذا الدعم في حال أثارت تطورات ما حفيظة ترامب.