أغارت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي الجمعة، على مواقع عسكرية في قرية جنتا اللبنانية، مستهدفة منشآت تستخدم لتهريب الأسلحة عبر الحدود السورية اللبنانية.
ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي "عربة هندسة" منذ أيام، بعد أن اكتشفت إسرائيل مقاتلين من حزب الله يحاولون إعادة بناء البنية التحتية في المنطقة، في انتهاك لوقف النار. وأشار مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق إلى أن الجيش الإسرائيلي اعترض طائرة استطلاع دون طيار، أطلقها حزب الله فوق أراضيها، وهو ما ينتهك أيضاً اتفاق وقف النار.
وعقب هذه الأحداث أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً أكد فيه أنه "رغم محاولات حزب الله العودة إلى جنوب لبنان، فإن الجيش الإسرائيلي يظل مصمماً على العمل وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وسيعمل على إزالة أي تهديد من جنوب لبنان ضد دولة إسرائيل ومواطنيها".
أكبر تهديد لإسرائيل ومنذ أن نفذت حماس هجومها ضد إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، استغلت الجماعات الإقليمية الوكيلة لإيران ضعف الدولة اليهودية. وكثيراً ما أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، وحماس في قطاع غزة، وابلاً من الهجمات بالطائرات دون طيار، والصواريخ والقذائف ضد أهداف إسرائيلية. ويمكن القول إن حزب الله، الجار الشمالي لإسرائيل، يشكل أكبر تهديد لأمن إسرائيل لأن مخزونه من الأسلحة أكثر تقدماً من وكلاء آخرين له. وفي حين أن وقف النار الهش بين إسرائيل والجماعة المسلحة اللبنانية قائم منذ أكثر من شهر، لكن لا يرجح أن يستمر هذا الوقف المؤقت للعنف.
وتقول مايا كارلين في "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن حرب الطائرات دون طيار، سيطرت على الصراعات الحديثة الأخيرة. وبما أنها أرخص وأسهل في الإنتاج من الأسلحة المماثلة، فإنها تشكل السلاح المثالي للجهات الفاعلة غير الحكومية مثل الجماعات الإقليمية الوكيلة لإيران.
طائرات حزب الله ويجني حزب الله فوائد متنوعة من الطائرات دون طيار، بما في ذلك مهمات المراقبة والهجوم. ولعل الأكثر فتكاً هي تلك التي غالباً ما يطلق عليها "الانتحارية". ويمكن لهذه الطائرات المستقلة أن تبقى في الهواء فترة من الوقت قبل تحديد موقع الهدف وضربه. ويمكن القول إن هذا هو النوع هو المفضل في الحرب، لأنها توفر للمشغلين مستويات غير مسبوقة من المرونة والدقة في العصر الحديث.
ورغم أن طائرات حزب الله دون طيار، قد لا تتمتع بالضرورة بكل هذه القدرات، إلا أنها مبرمجة مسبقاً بمسار طيران ووجهة. وكما أوضحت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن "حزب الله يجمع معلومات استخباراتية عن المواقع التي يريد مهاجمتها، ثم يطلق طائرات دون طيار لمهاجمتها. والطائرة التي تكون في مهمة ذات اتجاه واحد، إذا لم تصل إلى هدفها، فستضرب شيئاً قريباً. ولذلك يجب إسقاطها قبل الاصطدام".
وتشمل مخزونات حزب الله من هذه الطائرات عائلة مرصاد المبنية على طائرتي أبابيل ومهاجر المصممتين في إيران، وطائرة شاهد 136 التي نشرتها القوات الروسية بشكل خاص في أوكرانيا. وقدر المسؤولون الإسرائيليون أن حزب الله كان يملك ما يصل إلى 150 ألف صاروخ، وما لا يقل عن 2000 طائرة دون طيار في 2022، رغم أن هذه الأرقام قد تكون أعلى اليوم. وسيستمر البعد الإضافي لحرب الطائرات دون طيار في المساهمة في الوضع المضطرب أصلاً في الشرق الأوسط.