حزب الله وحالة انعدام الوزن معروف الداعوق معروف الداعوق - بقلم معروف الداعوق

  • شارك هذا الخبر
Friday, January 31, 2025

في مقارنة موضوعية، بما كان عليه وضع حزب الله، قبل مبادرته باشعال حرب المشاغلة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل اكثر من عام، لمساندة حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، يتبين بوضوح الفارق الكارثي الذي اصبح عليه في الوقت الحاضر، وما هو مقبل عليه في الايام المقبلة.

كان الحزب ممسكاً بمفاصل الدولة، يعطل انتخابات الرئاسة، ويسهل انتخاب من يراه مناسبا لسياساته، ويغطي تفلت سلاحه بالداخل والخارج، يؤلف الحكومات ويتحكم بقراراتها، بسياساتها، ويسقطها متى تعارضت مع مصالحه، سيطر على المؤسسات، كبل القضاء، وأنشأ الاقتصاد الموازي، واستباح المرافىء والمرافق العامة، وعمل على تهريب السلاح والبضائع على انواعها والاموال والمخدرات، وباختصار اقام دولة ضمن الدولة.

استغل سلاحه تحت شعار المقاومة لإسرائيل، لترهيب واغتيال خصومه السياسيين، وكل من يطالب بنزعه، وطالت لائحة الاغتيال رموزا سياسية ووطنية بارزة، وجعل من لبنان منصة لاستعداء الدول العربية الشقيقة والصديقة، والقيام بأعمال معادية لاستهداف امنها واستقرارها لمصلحة ايران ومشروعها المذهبي بالمنطقة.

بعد اكثر من عام على انغماسه بحرب المشاغلة مع إسرائيل، وتوسعها إلى الداخل اللبناني، خسر الحزب معظم قياديِّيه البارزين وفي مقدَّمهم الامين العام للحزب حسن نصرالله،وتم استهداف العديد من مواقعه ومراكزه وتحصيناته العسكرية، في معظم المناطق، واضطر إلى الموافقة على صفقة وقف اطلاق النار، وبعدها مباشرة فقد الحزب اهم شريان حيوي لامداده بالمال والسلاح والدعم السياسي من ايران، بسقوط نظام بشار الاسد، ووجد نفسه معزولا عن الخارج، ومطوقا بالداخل باتفاق وقف النار، وغير قادر على ممارسة نفوذه وامساكه بالقرار السياسي، وتم انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية خلافا لتوجهاته، وبعدها سمي القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة الجديدة ايضا.

إزاء هذا الواقع المستجد، وعجز الحزب عن التحرك جنوبا، وتصاعد الاعتراضات الداخلية ضده، بتشكيل الحكومة ومشاركته،الى اسلوب عراضات الدراجات النارية والاعلام الحزبية والشعارات الدينية، بشوارع العاصمة في تصرف متهور كان يأمل منه أن يحسن مكتسباته بتشكيل الحكومة، واستباق شطب الصيغة الثلاثية، الشعب والجيش والمقاومة، من البيان الوزاري للاستمرار بالتسلط بسلاحه واستباحة الدولة اللبنانية.

ولكن «حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر»، فانقلب السحر على الساحر، ولم يحصد الحزب، الا مزيدا من الاعتراض والرفض السياسي والشعبي لهذا التصرف، الذي يعبّر عن حالة التخبط والضعف، التي تتحكم بالحزب،جراء التغيير الدراماتيكي في موازين القوى بالمنطقة، وتبدل اوضاع الحزب وانقلابها رأساً على عقب.


اللواء