خليفة هوكشتاين إلى لبنان: هذه تفاصيل مفاوضات الساعات الأخيرة

  • شارك هذا الخبر
Monday, January 27, 2025

لا شيء يمنع من أن تتكرر مشهدية الأمس جنوباً، وسقوط مزيد من الشهداء برصاص القوات الإسرائيلية. وهو ما استدعى اتصالات رافقت مفاوضات الساعات الأخيرة، بعدما جاء إعلان البيت الأبيض بـ"تمديد الاتفاق اللبناني الإسرائيلي حتى 18 شباط المقبل وبدء محادثات بوساطة أميركية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد 7 تشرين الأول 2023"، كمخرج للحد من تداعيات عدم التزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق في الموعد المتفق عليه.

اتصالات مكثفة
اتصالات مكثفة تولاها رئيس الجمهورية جوزاف عون، انتهت إلى الاتفاق على "صيغة وسط" بعدما كانت تصر إسرائيل على إبقاء قواتها على التلال في خمس نقاط على الحدود لجهة لبنان، مشرفة على كامل القرى والبلدات الحدودية. وهو ما رفضه عون الذي حذر من أن خطوة كهذه من شأنها نسف اتفاق وقف النار، وطلب أن تنتهي المهلة الممدة لتنفيذ الاتفاق بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل.

وفي معلومات "المدن" فإنّ الاتفاق تم على زيارة مرتقبة للوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي عينت خلفاً للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، لمتابعة ملف الاتفاق بين لبنان وإسرائيل. وحسب معلومات "المدن"، فإن الموفدة الأميركية ستصل إلى لبنان للتأكيد على صيغة الاتفاق الجديدة.

مفاوضات الساعات الأخيرة
وفي تفاصيل مفاوضات الساعات الأخيرة التي سبقت الإعلان الصادر عن البيت الأبيض، علمت "المدن" أن الاتصالات بدأت منذ يوم السبت. تواصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع الإدارة الأميركية الجديدة والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تلافياً لتداعيات تأخير الانسحاب الإسرائيل من الجنوب وتخلفه عن تنفيذ اتفاق وقف النار. رفضت إسرائيل الالتزام بتنفيذ الاتفاق والانسحاب من القرى التي استمرت في احتلالها. واشترطت الإبقاء على وجود قواتها على نقاط محددة في الجنوب لضمان أمنها، فرفض عون الاقتراح، في وقت كانت تشهد الأوضاع على الأرض تطورات تهدد الاتفاق.

وبعد تدخلات ونقاشات أبلغت الإدارة الأميركية بعزم إسرائيل تمديد مهلة تنفيذ الاتفاق، فاشترط لبنان أن تنتهي هذه المهلة بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى قوات الاحتلال، وأن تبدأ انسحابها تدريجياً من نقاط تواجدها. وبعد ظهر أمس أبلغ لبنان بالموافقة على هذه الصيغة، والتي جرى التفاهم بشأنها بين رئيسي الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وكان حزب الله في أجواء ما تم الاتفاق بشأنه.

الأسرى اللبنانيون
وحصلت مشاورات حول آلية الإعلان عن الاتفاق، وفضل رئيس الجمهورية وعلى سبيل الضمانة أن يتم الاعلان أولاً من البيت الابيض كي يكون ملزماً لإسرائيل. وطالما أن الاتفاق تم بين الحكومتين في إسرائيل ولبنان فكان الأفضل أن يعلنه ميقاتي من جهة لبنان. وفي المعلومات فإنّ المسؤولة الأميركية التي عينتها الإدارة الأميركية الجديدة خلفاً لآموس هوكشتاين ستزور لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة، للبحث في الخطوات التنفيذية لاتفاق وقف النار وضمان انسحاب إسرائيل من الجنوب بشكل نهائي.

ومع رفض لبنان استمرار وجود إسرائيل على التلال في خمس نقاط على الحدود لناحية لبنان، انتهت النقاشات إلى قرار بأن تتسلم قوات اليونيفيل هذه النقاط. وأن لبنان أعد لائحة بأسماء الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل لتسليمها إلى المسؤولة الأميركية للتفاوض بشأن إطلاق سراحهم. ومنذ ساعات الليل وحتى اليوم لا تزال الاتصالات مستمرة لضمان عدم تكرار الانتهاكات الإسرائيلية في حق الأهالي العائدين إلى قراهم، على أن تلتزم كل الأطراف التهدئة.


المدن