خاص- هل يواجه لبنان شبح انهيار جديد في سعر صرف الدولار؟- كلوي ابي نادر

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 22, 2025

خاص- الكلمة أونلاين

كلوي أبي نادر

بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون لرئاسة الجمهورية وتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة، بدأ يشعر المواطنون اللبنانيون بقلق من إنهيار لسعر صرف نتيجة لتقلبات سعر خلال السنوات الماضية. هذا التراجع في قيمة العملة الوطنية أثار مخاوف كبيرة بشأن الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد، مما جعل العديد من اللبنانيين يتساءلون عن مستقبلهم المالي في ظل هذه الأوضاع المتقلبة.

في السياق أكدت الخبيرة الاقتصادية ليال منصور لموقع الكلمة اونلاين، أنه"عادةً، في معظم دول العالم، يتم تحليل سعر الصرف بطريقة مشابهة للعلاقة بين اليورو والدولار في أوروبا وأميركا، حيث تكون العملة متحررة، وتلعب الأخبار السياسية دورًا كبيرًا في ارتفاع أو انخفاض قيمة العملة، أما في لبنان، فإن الوضع مختلف تمامًا، إذ لا يوجد سعر صرف متحرر. لذلك، الأخبار السياسية لا تؤثر بشكل مباشر على سعر الصرف، سواء بالارتفاع أو الانخفاض. وبالتالي، فإن انخفاض سعر الدولار، حتى لو حدث، سيكون غير حقيقي أو مفتعل وسرعان ما يعاود الارتفاع، يعود ذلك إلى أن سعر الصرف في لبنان مرتبط بعدة مؤشرات اقتصادية، ونحن نفتقر إلى أي مؤشر إيجابي يسمح بانخفاض مستدام لسعر الدولار".

وتابعت، من جهة أخرى، ليس للمواطن اللبناني مصلحة مباشرة في انخفاض الدولار ضمن هذه الظروف، فلبنان بلد مدولر، أي أن دخول الأموال إلى المصرف المركزي لخفض سعر الليرة لن يكون له تأثير إيجابي على حياة المواطن، لأن معظم التعاملات اليومية تتم بالدولار وليس بالليرة اللبنانية. ولكن، إذا دخل الدولار إلى الاقتصاد بدلاً من المصرف المركزي، عبر المساعدات الخارجية أو الاستثمارات، فإن ذلك سيعود بالفائدة المباشرة على المواطن. لذا، مصلحة لبنان تكمن في إدخال الدولار إلى الاقتصاد، وليس في المصرف المركزي.

أما بالنسبة للمصرف المركزي، بحسب منصور، فهو يقوم حاليًا بسحب الليرة من السوق لتلبية احتياجاته، خصوصًا بعد حرب الاسناد، بهدف تقديم المساعدات، مع تجنب طباعة المزيد من الأموال، لهذا السبب، يتبع المصرف سياسة نقدية صارمة تُعرف بـ Currency Vote، حيث يمتنع عن طباعة الأموال، أو إقراض الحكومة، أو دفع الرواتب.

إضافة إلى ذلك، يعاني المصرف المركزي من ضعف في احتياطيات العملات الأجنبية، مما يجعل انخفاض الدولار أمرًا غير واقعي على المدى الطويل. وإذا انخفض سعر الدولار مؤقتًا، فسيكون ذلك لفترة قصيرة فقط، لأنه لن يكون مدعومًا بتحسن حقيقي في المؤشرات الاقتصادية.

وختمت، "في المحصلة، المصلحة الحقيقية للبنان تكمن في تعزيز تدفق الدولار إلى الاقتصاد بشكل مباشر، بما يدعم المواطن ويحسن من الوضع الاقتصادي العام".