ثلث سكان لبنان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 22, 2025

أعلنت وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – "الفاو" و"برنامج الأغذية العالمي"، في بيان مشترك، أن "نحو ثلث سكان لبنان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، نتيجة تصاعد الصراع في أواخر عام 2024، إذ أثرت الأعمال العدائية على القطاعين الزراعي والاقتصاد، مما يجعل التعافي بطيئا، وفقاً لتقييم جديد للأمن الغذائي".

وأشار البيان إلى أن "تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC يظهر أن نحو 1.65 مليون شخص في لبنان يعانون حاليا من مستويات الأزمة أو الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي - المرحلة 3 من التصنيف أو أعلى - مقارنة بـ1.26 مليون شخص قبل التصعيد".

ولفت إلى أن "201,000 شخص يواجهون مستويات الطوارئ - المرحلة 4 من التصنيف- أي ضعف العدد قبل التصعيد"، متوقعا "استمرار حال انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، من دون عودة قصيرة الأمد إلى الظروف التي كانت قبل الأزمة".

وأوضح أن "اللاجئين في لبنان معرضون بشكل خاص للخطر، حيث يصنف حوالى 594,000 لاجئ سوري - 40 % من اللاجئين السوريين و89,000 لاجئ فلسطيني - 40 % من اللاجئين الفلسطينيين، على أنهم في المرحلة 3 أو أعلى"، وقال: "كما أن نحو 970,000 مواطن لبناني، 25 في المئة من السكان، يقعون في الفئة نفسها".

وأكد أن "الصراع أدى إلى تعطيل النشاط الاقتصادي وسبل العيش في كل القطاعات"، مشيرا إلى أن "الأسواق لا تزال تكافح للتعافي، رغم وقف إطلاق النار في تشرين الثاني"، معتبرا أن "هذا التراجع الحاد يعمق الأزمة الاقتصادية التي طال أمدها، حيث انكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة 34 % من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي منذ عام 2019 مع ركود الاستثمارات".

ولفت إلى أن "سوء التغذية لا يزال يشكل خطرا كبيرا في لبنان، خصوصا بين الأطفال والمراهقين والنساء"، مشيرا إلى أن "دراسة حديثة أظهرت أن ثلاثة من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة يتبعون أنظمة غذائية تفتقر إلى التنوع، مما يجعلهم عرضة للتقزم والهزال".

وأعلن أن "برنامج الأغذية العالمي قدم عام 2024 مساعدات غذائية إلى 750,000 شخص نزحوا بسبب القتال، حيث وفر وجبات ساخنة وإمدادات غذائية ومساعدات نقدية للأشخاص في الملاجئ والمجتمعات في كل أنحاء لبنان، وهو يخطط هذا العام لمساعدة 2.5 مليون شخص، بما في ذلك حوالى 900,000 لاجئ سوري في لبنان".

هولينغورث

ولفت ممثل "برنامج الأغذية العالمي" في لبنان ماثيو هولينغورث، إلى أن "تفاقم انعدام الأمن الغذائي في لبنان ليس مفاجئا"، موضحا أن "66 يوما من الحرب، سبقتها أشهر من الصراع، أدت إلى تدمير الأرواح وسبل العيش"، وقال: "بينما يمكن للبعض العودة إلى منازلهم بعد وقف إطلاق النار، يواجه آخرون حقيقة قاسية بعدم وجود منزل يعودون إليه".

واعتبر أن "مهمة البرنامج في هذا الوقت الحرج دعم الحكومة والشعب لإعادة بناء حياتهم وأنظمتهم الغذائية".

كواترولا

وأشارت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة في لبنان بالإنابة فيرونيكا كواترولا، إلى أن "الأعمال العدائية أثرت بشكل كبير على سبل عيش المزارعين، وكذلك على الأصول الزراعية والبنية التحتية، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وتهديد استدامة الأنشطة الزراعية".

وأكدت "التزام المنظمة مساعدة المزارعين على استئناف الإنتاج ودعم المجتمعات لإعادة البناء وتعزيز قدرتهم على الصمود".

وزير الزراعة

من جهته، أكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن "أهمية عملية مسح الأضرار الزراعية الناتجة من العدوان الإسرائيلي"، لافتا إلى أن "الهدف الاستراتيجي للمشروع هو تقديم تعويضات إلى المزارعين المتضررين".

وأكد "التزام الوزارة الثابت تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي والعمل بشكل متواصل مع جميع الشركاء المحليين والدوليين لتجاوز التحديات التي يواجهها لبنان".

وختم: "قبل تصعيد الصراع، كان 23 % من السكان من لبنانيين وسوريين ولاجئين فلسطينيين مصنفين على أنهم في المرحلة 3 أو أعلى من التصنيف المرحلي المتكامل، نيسان – أيلول 2024، بإجمالي 1.26 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد".