إيطالية سجنت بإيران: سألني المحقق هل أفضل بيتزا روما أم نابولي
شارك هذا الخبر
Sunday, January 19, 2025
في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، كشفت الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا، التي احتجزت في سجن إيفين بإيران وأُفرج عنها مؤخراً مقابل إطلاق سراح الإيراني محمد عابديني الذي كان مسجوناً في إيطاليا بطلب من الولايات المتحدة بتهمة تهريب قطع استخدمت في مسيرات قتلت ثلاثة جنود أميركيين، بعض تفاصيل أيام حبسها في طهران.
وكانت سالا تغطي الأخبار المتعلقة بإيران، وزارت البلاد عام 2021 أي قبل احتجاجات 2022، ورغم ذلك، رُفضت طلباتها للحصول على تأشيرة دخول إلى إيران خلال العامين السابقين لتغطية الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها مسعود بزشكيان. وقالت: "كنت أريد أن أرى بعيني ما الذي تغير". وأضافت أنها لن تعود إلى إيران "على الأقل طالما أن النظام الحالي على رأس السلطة"، حسب تعبيرها.
وعقب وصول بزشكيان إلى الحكم، والذي يُعرف بأنه شخصية إصلاحية وأقل تشدداً من الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، أبلغها زملاؤها بأن الحكومة الجديدة قد تكون أكثر انفتاحاً على الصحافيين الأجانب بسبب رغبتها في إعادة بناء العلاقات مع أوروبا.
على ضوء ذلك، تقدمت سالا بطلب جديد للحصول على تأشيرة، ونجحت هذه المرة، مما بدا أنه تأكيد لوجهة نظر زملائها، ومع ذلك، أكدت الصحافية البالغة من العمر 29 عاماً سريعاً "أن شيئاً لم يتغير"، حسب تعبيرها.
وتقول سالا إنه بينما كانت في 19 ديسمبر الماضي في غرفتها بالفندق في طهران تعد "بودكاستها" اليومي، "اقتحم عناصر من استخبارات الحرس الثوري الغرفة"، وعندما حاولت التقاط هاتفها المحمول، قام أحد العناصر بإلقاء الهاتف إلى الجانب الآخر من الغرفة، حسب تأكيدها.
سالا: تم نقلي معصوبة العينين إلى سجن إيفين وأوضحت تشيتشيليا سالا أن عناصر الأمن نقلوها معصوبة العينين إلى سجن إيفين، وعندما سألت عن التهم الموجهة إليها، أخبروها بأنها قامت بأنشطة غير قانونية في أماكن مختلفة.
وواصلت تقول: "كنت أخشى منذ لحظة اعتقالي أن يتم احتجازي كرهينة بهدف إجراء صفقة تبادل"، حسب تعبيرها.
سالا: كنت عالقة في لعبة أكبر مني بكثير وذكرت سالا أنها قرأت في الأخبار قبل ثلاثة أيام من اعتقالها أن إيطاليا قامت باحتجاز محمد عابديني نجب آبادي، وهو مهندس إيراني سويسري، بناءً على طلب من الولايات المتحدة، وهو متهم بتهريب قطع طائرات مسيّرة إلى إيران، في انتهاك للعقوبات الأميركية، ويُقال إن هذه القطع استُخدمت في هجوم شنته فصائل تدعمها إيران على قاعدة أميركية في الأردن في يناير العام الماضي، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وأوضحت أنها كانت قلقة من أن يؤدي إصرار الولايات المتحدة على تسليم عابديني إلى بقائها في السجن لسنوات، وربما تصبح حريتها مرهونة بقرار الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، الذي انتقد مراراً تبادل السجناء مع إيران.
وأضافت سالا أن الحراس في سجن إيفين أعطوها ملابس السجن المكونة من سروال وقميص رياضي رمادي، ووشاح أزرق، وعباءة، كما أخذوا نظارتها، مما جعلها تقريباً شبه عمياء، لأنها تعاني ضعفاً شديداً في النظر.
وذكرت أن زنزانتها كانت تحتوي على بطانيتين فقط دون وسادة أو فراش، وكان الضوء في الزنزانة مشتعلاً دائماً، مما أعاق نومها.
قضت سالا أياماً تتفحص جدران زنزانتها الصفراء بتمعن، حيث وجدت بقعة دم، وعلامات عدّ الأيام التي قالت إنها تعود على الأرجح لسجين سابق، وكلمة "حرية" مكتوبة على الحائط.
وقالت إنها أثناء الاستجواب، كانت تُجبر على ارتداء عصابة على عينيها وتجلس ووجهها نحو الجدار، وكان المحقق يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ولديه معرفة جيدة بإيطاليا، حيث سألها عما إذا كانت تفضل عجينة البيتزا الرومانية أو النابولية.
وبالرغم من ظروف السجن قالت إنه سمح لها أحياناً بالتحدث مع والديها وصديقها في إيطاليا، ولكن بعد أن تحدثت والدتها لوسائل الإعلام عن وضعها، قال المحقق لها إن هذه التصريحات ستؤدي إلى إطالة فترة احتجازها في إيران.
وأوضحت أنها كانت تسمع أصواتاً من خلال شق ضيق في باب زنزانتها، تضمنت بكاءً، واستفراغاً، وخطوات، وارتطاماً بدا وكأن أحدهم يضرب رأسه بالباب.
وتابعت تقول: "كنت أعتقد أنه إذا لم يخرجوني، سأصل إلى نفس الحالة." وأعربت سالا عن خوفها الشديد من استمرار احتجازها لفترة طويلة، وقالت: "دخلت السجن كإنسانة، لكنني سأخرج كحيوان".
ومع ذلك، لم يستمر احتجازها طويلاً مقارنةً بالسجناء الفرنسيين الذين لا يزالون محتجزين في السجون الإيرانية منذ أكثر من عامين، ففي 8 يناير، كانت سالا على متن طائرة عائدة إلى وطنها، وبعد فترة قصيرة تم إطلاق سراح محمد عابديني في إيطاليا.
وبحسب مسؤول إيراني، لعب إيلون ماسك دوراً في إطلاق سراح سالا، وأكد ماسك ذلك في منشور على منصة "إكس" بتاريخ 16 يناير قائلاً: "لقد لعبت دوراً صغيراً".
ويتهم الإعلام الغربي إيران باستخدام ما يُعرف بـ"دبلوماسية احتجاز الرهائن" مقابل إطلاق سراح سجناء إيرانيين في سجون غربية أو تحرير أموال إيرانية مجمدة، ويشيرون إلى احتجاز مواطنين أجانب ومزدوجي الجنسية، ويعتبرونها وسيلة للمساومة في تفاعلات إيران مع الغرب.