نيويورك تايمز- السوريون في المناطق الحدودية يخشون احتلالاً إسرائيلياً طويلاً
شارك هذا الخبر
Monday, January 13, 2025
اقتحم جنود إسرائيليون قرى حدودية سورية، واستولوا على أعلى قمة في البلاد، وأقاموا حواجز على الطرق بين المدن السورية، ويطلون الآن على قرى من المواقع العسكرية السورية السابقة.
وكتب مراسل "نيويورك تايمز" الأمريكية في القدس آرون بوكسرمان، أن السقوط المفاجئ للرئيس السوري بشار الأسد أغلق فصلاً من الحرب الأهلية التي استمرت عقداً، لكنه مثل أيضاً بداية توغل إسرائيلي في المنطقة الحدودية، وهو ما وصفته إسرائيل بتحرك دفاعي مؤقت لضمان أمنها.
ويعيش آلاف السوريين الآن في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية جزئياً على الأقل، ما يترك الكثيرين قلقين في المدة التي ستستغرقها الحملة. واعتقلت القوات الإسرائيلية بعض السكان وأطلقت النار خلال احتجاجين على الأقل ضد الغارات، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويقول بعض السوريين على الأقل الآن، إنهم يخشون أن يتحول الوجود الإسرائيلي إلى احتلال عسكري طويل الأمد. وقال شاهر النعيمي، من قرية خان أرنبا الحدودية التي اقتحمتها القوات الإسرائيلية، متأسفاً: "نحن الجزء الوحيد من البلاد الذي لم يتمكن حقاً من الاحتفال بسقوط نظام الأسد، لأنه مع سقوط الطاغية، جاء الجيش الإسرائيلي".
الحدود هادئة خاضت إسرائيل وسوريا صراعات متعددة، ولكن على مدى عقود، كانت الحدود بين البلدين هادئة إلى حد كبير. وكانت آخر مرة خاضتا فيها الحرب في 1973، عندما هاجمت سوريا ومصر، إسرائيل في يوم الغفران. وبعد ذلك، اتفق الجانبان على إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحرسها قوات حفظ السلام للأمم المتحدة والتي كانت بمثابة حدود أمر واقع. ولكن عندما أطاحت الفصائل المسلحة الأسد من السلطة في8 ديسمبر (كانون الأول)، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قوات بلاده بـ "السيطرة" على المنطقة العازلة، التي تضم عدداً من القرى السورية. ووصف ذلك بخطوة مؤقتة "لضمان منع ترسيخ أي قوة معادية بجوار الحدود مع إسرائيل" وسط الاضطرابات الداخلية في سوريا، وبعد الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس من غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وسرعان ما سيطرت القوات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ، أعلى جبل في سوريا، وتقدمت على طول المنطقة العازلة وما وراءها. وفي الوقت نفسه تقريباً، قالت إسرائيل إنها شنت مئات الغارات الجوية في أنحاء البلاد مستهدفة الطائرات المقاتلة، والدبابات، والصواريخ وغيرها من أسلحة حكومة الأسد. وأثارت الحملة العسكرية المستمرة، والعملية البرية في المنطقة الحدودية الفعلية، اتهامات دولية لإسرائيل بانتهاك وقف النار المستمر منذ عقود.
على غرار الضفة وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في مقابلة هاتفية، إن الجيش الإسرائيلي يعمل في المنطقة الحدودية "الآن على غرار الضفة الغربية، حيث يمكنه الدخول والخروج إلى أي مكان يريد واعتقال من يريد". وقال بعض السوريين إنهم يأملون في علاقات جيدة مع إسرائيل، مشيرين إلى عدائهم المشترك لإيران، التي دعمت نظام الأسد. كما قدمت إسرائيل الرعاية الطبية لبعض السوريين داخل الأراضي التي تسيطر عليها إبان الحرب الأهلية السورية، بما في ذلك لسكان المنطقة الحدودية. وقال ضرار البشير، وهو زعيم محلي في منطقة القنيطرة الحدودية: "لقد تجاوز العلاج الطبي بعض العداء الذي كان يشعر به الناس"، لكن البشير وآخرين قالوا أيضاً، إنه إذا تحولت العملية الإسرائيلية إلى احتلال طويل الأمد، فإن ذلك من شأنه أن يشعل المزيد من العنف في بلد أنهكته سنوات الحرب الأهلية. وتسيطر إسرائيل فعلاً على جزء كبير من مرتفعات الجولان، وهي الأراضي التي كانت تحت سيطرة سوريا والتي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ثم ضمتها بعد في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي. وقال عرسان عرسان، أحد سكان قرية سورية خارج المنطقة العازلة والذي ساعد في التنسيق بين مسؤولي الأمم المتحدة والسكان المحليين: "نريد السلام، لكن يبدو أن صناع القرار في إسرائيل يعتقدون أنهم سيحققون كل شيء بالقوة.إذا دفعوا الناس إلى الزاوية، فستنفجر الأمور، تماماً كما فعلوا في غزة".