نيويورك تايمز- حماسٌ بين قادة المستوطنين بالضفة لترامب ودعم الضم
شارك هذا الخبر
Tuesday, January 7, 2025
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته إيزابيل كيرشنر، قالت فيه إن المستوطنين الإسرائيليين يعولون كثيرا على إدارة دونالد ترامب المقبلة، لتحقيق أحلامهم بضم الضفة.
وقالت الصحيفة إن قادة المستوطنين واثقون أن الدولة الفلسطينية لم تعد على الطاولة، لكن توقعاتهم مشوبة بتجربتهم السابقة مع ترامب.
وتقول إن إيلينا باستنين التي تعيش في مستوطنة شيلو المقامة على ارتفاع 3,000 قدم فوق سطح البحر وتطل على نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، تعتقد أن حياتها ستكون أفضل لو جرى ضم المستوطنة إلى إسرائيل.
وقد أثارت بعض اختيارات ترامب آمال المستوطنين في إمكانية حدوث ذلك. فقد زار بيت هيغسيث، الذي اختاره ترامب لمنصب وزير الدفاع، ومايك هاكابي، الذي اختاره ترامب لمنصب السفير القادم في إسرائيل، مستوطنة شيلو عدة مرات على مر السنين. وزعما أن الضفة الغربية بأكملها تابعة لإسرائيل.
ويعيش في الضفة الغربية حوالي نصف مليون مستوطن وسط 3 ملايين فلسطيني. وطالما تصور الفلسطينيون أن تكون دولتهم على الضفة الغربية إلى جانب إسرائيل، ويعتبرون الاستيطان اليهودي غير شرعي.
وبعد الهجوم الذي قادته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل، وبمنظور وصول إدارة أمريكية جديدة متعاطفة جدا، يشعر قادة المستوطنين بالثقة بأن الدولة الفلسطينية لم تعد موضوعا للتفاوض. ويأملون بأن توسع إسرائيل سيطرتها على أجزاء من المناطق أو كلها من خلال الضم، وهي خطوة تجنبتها إسرائيل منذ احتلالها للضفة الغربية في عام 1967. وتقول باسنتين: “نريد أن نعيش حياتنا في إسرائيل”، و”أعتقد أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستدعم أي شيء تقرره إسرائيل”.
وتعيش الضفة الغربية حالة من الغليان بسبب زيادة هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، في الوقت الذي شنت فيه القوات الإسرائيلية سلسلة من المداهمات والغارات بالمسيرات التي استهدفت المسلحين الفلسطينيين. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن حوالي ألف فلسطيني قُتلوا منذ بداية عام 2023. وتزعم إسرائيل أن معظمهم من المسلحين، لكن عددا منهم كانوا من المدنيين.
وقُتل حوالي 50 إسرائيليا في نفس الفترة منهم 18 من قوات الأمن والجيش. وتقول وحدة الأمن الداخلي الإسرائيلية “شين بيت”، إنها أحبطت 1000 من الهجمات في 2024، منها مئات الخطط لإطلاق النار. وكانت آخر العمليات، إطلاق مسلح فلسطيني النار على حافلة إسرائيلية كانت تمر عبر قرية الفندق، شمال الضفة الغربية، حيث قُتل ثلاثة إسرائيليين على الأقل.
ويشعر بعض المستوطنين بالقلق بسبب تجربتهم السابقة مع ترامب الذي لم يقدم خطة واضحة للمنطقة سوى هدف غامض وهو تحقيق السلام.
ومع ذلك، فإنهم يعتقدون أن الإدارة الجديدة ستمضي مع أماني حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال يسرائيل غانز، رئيس مجلس منطقة بنيامين: “جاء فريق ترامب إلى هنا واطّلعوا على الواقع، وبالنسبة لي فقد كان هذا راحة”. وقاد غانز في الفترة الأخيرة دوغ بيرغام، مرشح ترامب لوزارة الأمن الداخلي، في جولة بالمنطقة، مضيفا: “لقد رأيت الأشخاص الذين اختارهم” أي الرئيس المنتخب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدعم لحل الدولتين كان في تراجع بين اليهود بإسرائيل، وأدت الهجمات على إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر لإثارة المخاوف من أن دولة فلسطينية ستكون خطرا على البلد.
ووجدت دراسة مسحية أن ثلثي اليهود في إسرائيل يعتقد أن الفلسطينيين لا حق لهم بدولة خاصة بهم.
وفي التصريحات العامة، يتجنب غانز استخدام تعبيرات مستفزة، وكأنه يملي على ترامب وفريقه ما يجب عليهم عمله. وبدلا من الحديث عن بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة، يستخدم تعبيرات غامضة مثل “تغيير الواقع” في الضفة الغربية أو “يهودا والسامرة”، والتي تعتبرها إسرائيل منطقة متنازعا عليها وليست محتلة.
وفي ولايته الأولى، أغدق ترامب الهدايا على إسرائيل، من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل.
وقرر مايك بومبيو، وزير الخارجية في حينه، التخلي عن موقف تبنته الولايات المتحدة لعقود بشأن عدم شرعية المستوطنات بناء على القانون الدولي. ولكن أنطوني بلينكن وزير الخارجية الحالي، عاد للموقف التقليدي، حيث أكد أن الموقف الأمريكي من المستوطنات قائم على أنها لا تتوافق مع القانون الدولي.
وتبنى ترامب خطة سلام متحيزة لإسرائيل، وتجاهل منح الفلسطينيين دولة قابلة للحياة. ويضاف إلى حذر المستوطنين، تخلي ترامب وقادة إسرائيل فجأة عن فكرة الضم الإسرائيلي لصالح إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب، وهي العملية المعروفة باسم اتفاقيات إبراهيم.
ومن المتوقع أن تحاول إدارة ترامب توسيع الاتفاقيات لتشمل المملكة العربية السعودية، وهو ما يتطلب على الأرجح نوعا من القبول الإسرائيلي لمسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وترى الصحيفة أن المستوطنين في المناطق المحتلة ليسوا مجموعة منسجمة، فهم علمانيون وأبناء الطبقة المتوسطة الذين يعيشون في المستوطنات بسبب رخص أسعار البيوت، إلى المتدينين المتشددين الذين يرون في الاستيطان بالضفة جزءا من خطة الرب.
وتبدو الخطة هذه واضحة في مستوطنات مثل إيلي بوسط الضفة، حيث أقرت الحكومة الإسرائيلية بؤرا استيطانية بنيت بدون موافقة رسمية. وأشارت الصحيفة إلى مطالب أخرى للرموز من إدارة ترامب المقبلة، والذين زاروا المستوطنات، وهي إلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على أكثر من 30 مستوطنا ومنظمة متهمة بممارسة العنف ضد الفلسطينيين وتدمير والاستيلاء على ممتلكاتهم.
ورغم كل الحماس في دوائر المستوطنين بعودة ترامب، إلا أن التوقعات ليست عالية. ومع ذلك، فلم يخفت حماس المستوطنين، وقالت مستوطنة في شيلو إن الفكرة هي قيام مجموعة قليلة من المستوطنين بالسيطرة على ما يستطيعون من أراضي الفلسطينيين، و”إن لم أكن هناك فسيكون عدوي هناك”.
ولكنها لا تفكر بالسياسة أو التحولات في إسرائيل وأمريكا: “لا أستيقظ كل صباح وأنا أفكر ببايدن أو ترامب، لكن أين سأرعى غنمي”.