فايننشال تايمز- المواجهة بين بكين وواشنطن قد تتجاوز الحرب الباردة

  • شارك هذا الخبر
Monday, January 6, 2025

صرح إيفان ميديروس أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة جورج تاون في واشنطن بأن التوترات بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة رئاسة دونالد ترامب قد تتجاوز في حدتها مستوى الحرب الباردة.

وكتب ميديروس الذي شغل منصب المستشار للشؤون الآسيوية بمجلس الأمن القومي الأميركي سابقا، في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: "الكثير من الأمور قد تسير على نحو خاطئ.. فبكين واثقة من نفسها تماما كما فريق ترامب.. كلا الطرفين يعتقد أنه يتمتع بأفضلية ويمكنه إلحاق ضرر أكبر بمنافسه وتحمل مزيد من الضربات المضادة".

وأضاف: "كل شيء مهيأ لأن تكون الديناميكيات الناشئة للعلاقات بين الجانبين معقدة ومزعزعة للاستقرار على المستوى العالمي، وفي أفضل الأحوال قد تنتهي بهدنة.. وأتحدث هنا فقط عن القضايا الاقتصادية، دون التطرق إلى تايوان، أو بحر الصين الجنوبي، أو المنافسة التكنولوجية، أو تحديث الترسانات النووية.. ومقارنة بذلك، تبدو الحرب الباردة وكأنها ذكرى لطيفة".

ووفقا لميدروس، "تعتقد بكين أنها أفضل استعدادا لجولة جديدة من المواجهة مع إدارة ترامب مقارنة بما كانت عليه في عام 2017، ويعود ذلك جزئيا إلى أن نفوذ واشنطن العالمي في الجنوب العالمي آخذ في التراجع بينما يتزايد دور بكين".

كما يشير كاتب المقال إلى أن "الصين تعتبر أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيحافظون على موقف عدائي تجاه بكين".

وتابع ميديروس: "لقد أوضح الرئيس الصيني شي جين بينغ بالفعل أن علاقته مع ترامب ستكون علاقة تجارية بحتة، وإن كانت على غرار (رجل المافيا في فيلم العراب) دون كورليوني.. فهو لن يرتمي في أحضان ترامب بل سيستجيب لخطواته بسرعة وصرامة من أجل خلق ميزة لنفسه، وفي الواقع، رفضت بكين الدعوة الموجهة إلى شي جين بينغ لحضور تنصيب ترامب".

واختتم مقاله بالقول: "إن الاستراتيجية الحالية التي تتبعها الصين تجاه الولايات المتحدة في ظل ولاية ترامب ستعتمد على ثلاثة محاور: اتخاذ تدابير مضادة حازمة ضد الخطوات العدائية، والتكيف مع الواقع السياسي والاقتصادي الجديد، وتنويع الأسواق".

وقد سبق أن انتقد ترامب مرارا وتكرارا السياسة الاقتصادية للصين، واتسمت الفترة الرئاسية السابقة للرئيس الجمهوري بـ"حرب تجارية" مع بكين،

وتعهد ترامب قبل ولايته الثانية بفرض رسوم تجارية بنسبة 100% على جميع دول البريكس إذا لم تتخلَّ عن خططها لإنشاء عملة بديلة للدولار.

وردت الصين على تعهد ترامب بالقول إنه "لا يوجد رابح في حرب الرسوم أو الحرب التجارية كما أن العالم لن يستفيد من ذلك".

وأكد الرئيس الصيني استعداد بكين للحفاظ على الحوار مع الحكومة الأمريكية وتوسيع نطاق التعاون وإدارة الخلافات ودفع تنمية العلاقات الصينية الأمريكية في اتجاه ثابت ومستقر وصحي.


روسيا اليوم