وول ستريت جورنال- في ذروة ضعفها.. إيران تواجه ترامب مجدداً
شارك هذا الخبر
Monday, January 6, 2025
تواجه إيران عاماً صعباً من المواجهة مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وضعفاً استثنائياً بعد 2024 التي ترافقت مع أزمة اقتصادية حادة في الداخل، وانتكاسات في الشرق الأوسط.
تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الإدارة الأمريكية الجديدة تخطط لزيادة العقوبات على إيران في جزء من جهد عدواني لاحتواء دعمها للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
ولا تزال استراتيجية طهران، رغم أنها أقل مما كانت عليه، تهدد حلفاء واشنطن وشركاءها، خاصة إسرائيل، كما أنها غير شعبية بين العديد من الإيرانيين العاديين. كما يدرس فريق ترامب خيارات، بينها الضربات الجوية، لمنع إيران من بناء سلاح نووي. وتلفت الصحيفة إلى أن الاقتصاد الإيراني أصيب بالشلل بالفعل بسبب مزيج من سوء الإدارة والفساد والعقوبات القائمة. وأدى نقص الطاقة إلى إغلاق المكاتب الحكومية، والمدارس، والجامعات، وتعطيل الإنتاج في عشرات المصانع. وفي الوقت نفسه، خف التهديد العسكري الإيراني بسبب الضربات الإسرائيلية لحلفائها، حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والنظام السوري المنهار، ومعظم الدفاعات الجوية الإيرانية.
تمثل الصعوبات التي تواجهها طهران التحدي الأكبر لزعمائها الدينيين منذ 2022، عندما هزت البلاد اضطرابات واسعة النطاق أشعلتها وفاة شابة في حجز الشرطة، بعد أن زُعم أنها وضعت حجاباً غير لائق. وسحقت السلطات الانتفاضة بالقوة الغاشمة، التي قالت منظمات حقوق الإنسان إنها قتلت المئات. في حين تظل الاحتجاجات على الصورة الاقتصادية المتدهورة محدودة، يبدو النظام أكثر عرضة للاضطرابات الآن. وقالت سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس في لندن، إن القيادة الإيرانية "تواجه على الأرجح أعمق التحديات من صنعها" منذ سنوات، الأمر الذي يدفع طهران أيضاً إلى التفاوض على تسوية مع الغرب في سعيها إلى إيجاد مخرج من الأزمة. وانتخب الرئيس مسعود بزشكيان في يوليو (تموز)على أساس برنامج الإصلاحات الاجتماعية والإحياء الاقتصادي والانفتاح السياسي على الغرب.
ولكن بعد ستة أشهر، تتلاشى آمال الإيرانيين في تحسين حياتهم اليومية بسرعة. وأثارت الأزمة الاقتصادية خطر الاضطرابات الاجتماعية، وهو مصدر قلق السلطات الإيرانية. وتظاهر التجار بسبب التضخم المتصاعد، بينما احتج المتقاعدون وعمال النفط على التأخير أو خفض المدفوعات. وأغلقت العملة الإيرانية التي تعد مؤشر المعنويات الاقتصادية في 2024 عند أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 821500 ريال للدولار، بانخفاض 40% عن مستواها في بداية العام. وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 45% منذ 2012، عندما تصاعدت العقوبات بسبب برنامجها النووي، إلى 4465.60 دولاراً العام الماضي، وفق البنك الدولي. وأصبحت الاحتجاجات بسبب القضايا الاقتصادية أكثر تواتراً في جميع أنحاء البلاد وفي مختلف الصناعات. واحتج الممرضون والعاملون في الاتصالات على تأخر المدفوعات. وتظاهر المعلمون المتقاعدون في الأسابيع الماضية أمام البرلمان بسبب التأخير في دفعات الرعاية الاجتماعية، وفقاً لاتحاد المعلمين. وامتد السخط إلى قطاع النفط، الصناعة الأكثر استراتيجية في البلاد وأكبر مصدر للعملة الأجنبية. واحتج العمال في مصنع عبادان للبتروكيماويات، أحد أكبر المصانع في البلاد، على تأخر الأجور 3 أشهر، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية والنقابات العمالية الإيرانية.
أصبحت المظاهرات مسيسة بشكل متزايد، حيث ينتقد بعض الناس النظام لتركيزه الشديد على أجندته الأيديولوجية وعدم التركيز بشكل كافٍ على الاقتصاد. وكتب على لافتة حملها المتقاعدون المحتجون في مدينة الأهواز "كفى من إثارة الحرب، طاولتنا فارغة". وفي لافتة أخرى "اتركوا الحجاب وشأنه وفكروا فينا".
الجهود النووية على مدى أشهر، ناقش المسؤولون الإيرانيون علناً إذا كان يجب زيادة الجهود النووية وإعادة النظر في تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي دام عقدين تجنب شراء أسلحة الدمار الشامل. وتقول الصحيفة إن إيران عانت لإظهار قدرتها على صد محاولات تدمير برنامجها النووي في 2024، شنت إسرائيل جولتي غارات جوية ضد إيران استهدفت منشآت عسكرية وأخرجت أنظمة دفاع جوي قدمتها روسيا، رداً على الهجمات الإيرانية المباشرة غير المسبوقة على أراضيها. وفي الوقت نفسه، بحث ترامب سبل منع إيران من بناء سلاح نووي، بما في ذلك الضربات الجوية الوقائية المحتملة التي من شأنها أن تكسر السياسة الأمريكية القديمة المتمثلة في احتواء طهران بالدبلوماسية والعقوبات.