تمديد وجودها 90 يوماً: إسرائيل تسرّب معلومات متناقضة!
شارك هذا الخبر
Saturday, January 4, 2025
أعلنت إسرائيل عن نيتها تمديد بقاء قواتها في جنوب لبنان من 60 يومًا إلى 90 يومًا، وذلك في ظل استمرار التوترات العسكرية مع حزب الله. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الحكومة الإسرائيلية ستبلغ واشنطن بأنها لن تنسحب من لبنان بعد انتهاء المهلة الحالية. وأشارت إلى أن إسرائيل ستنقل أيضًا رسالة إلى الولايات المتحدة بعدم السماح لسكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود بالعودة إلى منازلهم، مما يزيد من حدّة التوترات على الخطوط الأماميّة.
كما ونقلت هيئة البثّ أن إسرائيل ستبلغ واشنطن بعدم الانسحاب لأن الجيش اللبناني لا يلتزم بالاتفاق وحزب الله ينظم صفوفه، مضيفةً أنّ "الجنرال الأمريكي غاسبر جيفرز سيبلغ قادة الجيش اللبناني بأن إسرائيل تعتزم البقاء في جنوب لبنان حتى نيسان المقبل وأنها تأخذ وقتها في ضمان إنهاء قدرات حزب الله على المبادرة والهجوم". لاحقًا، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر رسمية إسرائيلية، تأكيدها انه "حتى الآن لم يتخذ قرار بشأن تمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان".
استمرار الخروقات ويتزامن هذا التهديد الإسرائيليّ، مع الخروقات الإسرائيليّة المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، حيثتوغلت مساءً دورية مشاة إسرائيلية مؤلفة من عدد من الجنود في منطقة ما بين عيتا الشعب ورميش الحدوديتين وعملت على تفتيشها ومن ثم انسحبت إلى الداخل المحتل.
كما كثف الطيران المسير والاستطلاعي من تحليقه مساء اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وصولا حتى مشارف غرب مجرى نهر الليطاني.
وذكرت تقارير ميدانية صباح اليوم السبت أن "الجيش الإسرائيلي يقوم بأعمال حفر وجرف بالقرب من جبانة بلدة مركبا". وأفادت أن دوريات الجيش الإسرائيليّ تتقدم من العديسة باتجاه الطيبة وتنفذ تمشيطًا مكثفًا بالأسلحة الرشاشة، في ظل تحليق المسيّرات على ارتفاع منخفض. كما قامت القوات الإسرائيلية بتمشيط منطقة مارون الراس باتجاه مدينة بنت جبيل باستخدام الأسلحة الرشاشة المتوسطة.
وتزايدت الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في الأجواء الجنوبية، حيث حلت طائرات استطلاعية ومسيّرات عسكريّة في قرى العباسيّة وطورا وبرج رحال وديرقانون النهر، على ارتفاع منخفض في القطاع الغربي بقضاء صور، وتمددت حتى السهل الممتد بين صور والقاسمية شمالًا والقليلة جنوبًا. كذلك سُجّل تحليق مكثّف على علوٍ منخفض للمسيّرات الإسرائيليّة في أجواء بلدات الدوير وجبشيت وحاروف وعبا وذلك للمرة الأولى منذ إتفاق وقف إطلاق النار.
كما نفذت القوات الإسرائيليّة عملية نسف بين الطيبة ورب ثلاثين في قضاء مرجعيون. وأشارت تقارير لكون قوّة إسرائيلية مؤلفة من 5 دبابات وجرافة تقدمت من بلدة مارون الراس باتجاه بنت جبيل حي عقبة مارون، واستهدفت منزلاً بقذيفة من دبابة الميركافا لتكمل طريقها نحو المنزل المستهدف. كما وتمّ استهداف محيط مجمع الامام الصدر الرياضي في منطقة دوبيه غرب بلدة ميس الجبل بقذيفة مدفعية.
احتياجات إنسانيّة هائلة أشارت رئيسة اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، خلال زيارتها الى لبنان اليوم إلى أنه "لا تزال الإحتياجات الإنسانية هائلة في أعقاب التصعيد الأخير في الأعمال العدائية". وأكدت سبولياريتش أنّه "لا يمكن للمدنيين تحمّل انهيار وقف إطلاق النار الذي قد يُعيدهم إلى القتال العنيف وما يجلبه من موت ودمار. إن الحفاظ على وقف إطلاق النار أمر ضروري لتتمكن العائلات من العودة إلى ديارها وإعادة بناء حياتها، ولوصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها". وأضافت: "كان من الممكن الحد من نطاق الدمار والاحتياجات الإنسانية الضخمة في لبنان إلى حد كبير لو التزم أطراف النزاع بقواعد الحرب تمامًا. لا يزال القانون الدولي الإنساني ساريًا وقاطعًا في هذا الصدد: يجب حماية المدنيين وضمان وصولهم إلى المساعدات الإنسانية".
الوضع العسكريّ للحزب في تطورٍ آخر، أصدرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرًا تناول الوضع العسكري لحزب الله في لبنان، مستشهدًا بتصريحات اللواء المتقاعد يعقوب عميدرور. وفقًا للتقرير، أكد عميدرور على ضرورة مواصلة إسرائيل حملتها لسحق حزب الله حتى تفقد القدرة على السيطرة في لبنان. وأوضح أن الاتفاق الأخير مع حزب الله قد ألحق به ضربة قوية، حيث تم قطع ساحته الخلفية وتعزيزاته القادمة من سوريا، مما أثر بشكل كبير على قدراته العسكرية.
وأضاف عميدرور أن الوضع الحالي لحزب الله أسوأ بعشر مرات مما كان عليه وقت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الحزب لا يستطيع التعافي من هذه الضربة القاسية. وعندما سُئل عميدرور عما إذا كان حزب الله يتعافى، أجاب بحزم قائلاً: "لا. لقد تلقى ضربة لا يستطيع التعافي منها". وأوضح أن حزب الله يحاول تعيين أفراد جدد لتحل محل القدامى، إلا أن الجيش الإسرائيلي يظل يقظًا للغاية ويتصرف بسرعة وفقًا للاتفاق عند ملاحظة أي محاولات لإعادة بناء قدرات الحزب.
ويشير التقرير إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية تهدف إلى تقييد قدرات حزب الله بشكل مستدام، مما يجعله غير قادر على تنفيذ عمليات واسعة النطاق أو السيطرة على مناطق استراتيجية في لبنان.
ومع استمرار التوترات العسكرية وتكثيف الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، يظل مستقبل الاستقرار في لبنان غير مؤكد، في ظل تصاعد التحديات الأمنية والسياسية .