تطور خطير: غارة على البقاع ومخاوف من تصعيد إسرائيلي جديد
شارك هذا الخبر
Wednesday, December 25, 2024
أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن الطيران الحربي الإسرائيلي، وفي أول خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، شن غارة فجر اليوم على منزل في سهل بلدة طاريا مجاور لضفاف مجرى نهر الليطاني غرب بعلبك، دون وقوع إصابات.
بدورها، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف منطقة البقاع في لبنان الليلة الماضية لأول مرة منذ إعلان وقف النار.
الغارة هذه تزامنت مع استمرار أعمال جرف الأراضي وتدمير المنازل في عدد من القرى الحدودية في جنوبي لبنان.
هذا بالإضافة إلى استمرار تحليق الطيران المسير المعادي فوق عدد من المناطق، فيما سجل صباح اليوم تحليق على علو منخفض جداً فوق بيروت والضاحية الجنوبية.
وفي السياق، توقّفت أوساط سياسية عند تمديد اسرائيل حال الطوارئ حتى كانون الثاني 2025، معربة عن اعتقادها أن هذا التطور «ثلاثي البُعد» ويتّصل بإصرار تل أبيب على «اجتثاث» الخطر الحوثي وضمان إبعاد ضرر حزب الله وربما ضرب «رأس الأخطبوط» نفسه، إيران.
وهنا مكمن القلق اللبناني في ضوء الاقتناع بأن حزب الله لم يسلّم بعد بالمعادلات الجديدة في الداخل والإقليم والخشية من أن يَمْضي في «سوء الحساب» بعد انتهاء فترة الستين يوماً من وقْف النار (منذ 27 تشرين الثاني)، ما قد يقدّم فرصةً لبنيامين نتنياهو لإنهاءٍ جذري، ضمن حربِ «الجبهات السبع»، لـ «ملف الحزب» مستفيداً من «جدار العزل» الذي بات قائماً (بحُكْم خروج سوريا من «المحور») بينه وبين إيران التي وجدتْ نفسها بعد 20 عاماً أمام «الكابوس» نفسه الذي كان ماثلاً وشكّل «المسرح السياسي» لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ويتمثّل بانهيار «نظام الأسديْن» وانفلاش «حُكْم الأكثريات» في المنطقة انطلاقاً من العراق.
والواقع أن إسرائيل تبدو كمَن يَستدعي «تكملة الحرب»، بخروقها المتكرّرة لوقف النار متذرّعة بأن الستين يوماً الانتقالية لم تنتهِ وبأنّ «ملحق الضمانات السرية» بينها وبين واشنطن يتيح لها، في كل حين، أن تأخذ بيدها التصدي لِما تَعتبره تهديداً وشيكاً، جنوب الليطاني وشماله، في الوقت الذي تزداد المخاوف من أن يكون انسحابها السلحفاتي من قرى الحافة الأمامية (مازال 62 منها محظور الدخول اليه) مقدّمة لربْط خروجِها بشروطٍ أمنية وعسكرية أكثر تشدُّداً وربما تطلّ على السياسة من باب «الحل المستدام».