خاص - عن مصير ايران وأذرعها..حرب يكشف عن خطة اسرائيلية مدعومة بتحرك داخلي - تقلا صليبا

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 21, 2024

حفرة بعمق عدّة أمتار، خلّفها الصاروخ الحوثي الذي أصاب "يافا" قرب تل أبيب، مساء الجمعة، لتكون الأعمق بين حفر الصراع الاسرائيلي-اليمني، وربما مقدّمة هجوم موسّع "مُبرّر"، من نتنياهو على الحوثي، على غرار حربه على حزب الله في لبنان، للقضاء عليه، أو أقلّه إضعافه بشكل كبير، بحجّة درء الخطر عن مواطنيه، ومنع وصول الصواريخ التي تَقتُل وتُصيب الاسرائيليين، كصاروخ الأمس الذي أدّى لجرح ما لا يقلّ عن 16 شخصًا.

ارتفعت حدّة التوتر بين اسرائيل واليمن، وتحديدًا الحوثي، المدعوم من إيران، والذي يُعتبر من أذرعها القوية، عندما كثّف هجماته على الأراضي الفلسطينية المُحتلة، بعد هجوم السابع من أكتوبر2023، ودخول المنطقة في حالة من الفوضى العسكرية، والهجمات المتواصلة والمُتبادلة بين اسرائيل من جهة، وجماعات محور الممانعة من جهة أخرى، حيث بدأت بدخول حماس وفصائل فلسطينية على مستوطنات غلاف غزّة، ليتبعها في الثامن من أكتوبر "إسناد" حزب الله للجبهة الفلسطينية من لبنان، ثمّ العمليات التي وسّعها الحوثي اليمني في البحر الأحمر، من اعتراض السفن وعمليات بحرية مُتعدّدة، وصولًا إلى بعض الهجمات المحدودة التي قامت بها جماعات عراقية موالية لإيران، ختامًا بإيران نفسها، التي نفّذت عمليتين على اسرائيل، "الوعد الصادق 1 و 2"، ردًّا على قصف اسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق في الهجوم الأول، وردا على مقتل قادة إيرانيين أو موالين لإيران بضربات اسرائيلية.

بعد المسيرة الحامية والدامية التي خاضها الاسرائيلي منذ تشرين 2023، يبدو جليًّا انه لن يسمح بتمرّدٍ حوثيٍّ يُظهره بموقع الضعف، وهو يعرف أيضا أن الولايات المتحدة الأميركية تسانده في هذا المجال، بالإضافة الى دعم بريطاني، وقصف مشترك على مواقع تابعة للحوثي في اليمن، كالذي طال "الحُديدة"، كما وصل إلى عدة مراكز عسكرية حوثية.

في قراءة لهذه التطوّرات، وتردّداتها على المنطقة، تواصلت "الكلمة أونلاين"، مع رئيس التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطيّة والعضو في الحزب الجمهوريّ، الأميركي اللبناني، توم حرب، وقد رأى فيما فعله الحوثي "خطأ استراتيجي"، سيبرّر للإسرائيلي ضربه للأراضي اليمنية، بمساندة أميركية-بريطانية، ودعم دولي، في وجه إيران، التي تحاول اليوم، استخدام كل ما تبقّى لها من أذرع، لتحصيل بعض المكتسبات في الميدان، لاسيما بعد خسارة لبنان وسوريا وغزة.

الهجوم الاسرائيلي على الحوثي لم يعد مسألة "هل يحدث"، بل صار "متى يحدث"، فهو أمر لا مفرّ منه، والعين بعده ستكون على الحشد الشعبي في العراق، لاستكمال قطع الأذرع الإيرانية، الا أن الوضع في العراق سيكون مختلفا عمّا هو في اليمن، حيث يستبعد حرب أن يشنّ نتنياهو هجوما موسّعا على غرار ما فعله في لبنان، بل ستكون ضربات محدودة، يقابلها تحركا داخليا، دبلوماسيا وشعبيا، يُضعف الحشد الشعبي ويحدّ من قوّته، لاسيما في ظلّ الانتقادات الواسعة التي تطاله، والخوف الداخلي من توسّعه وعمله على التغييرات الديموغرافية، التي تخلق صراعا شيعيا-شيعيا، بالإضافة للصراعات الشيعية مع السُنة والأقليات.

أما عن إيران، يقول حرب، أنها ستكون في مواجهة ثقيلة مع الإدارة الجديدة التي يترأسها ترامب، الذي ينوي إعادة العقوبات التي خفّف بايدن من وطأتها على الجمهورية الإسلامية، ويضيف، ان شهر اذار سيحمل حزمة جديدة من العقوبات على إيران، وستكون أمام مهلة 6 أشهر كحدّ أقصى، لتتّخذ قرارها بشأن النووي والباليستي، فإذا قبلت بتفكيك منشاتها النووية ومنصاتها الباليستسة، تنجو من ضربة اسرائيلية، بينما سيمنح ترامب ضوءا أخضرا لنتنياهو بضربها في حال عدم القبول، هذا إذا صمد النظام حتى انتهاء مدة الأشهُر الستة، لأن العقوبات ستنهكها أكثر مما هي أصلا، وسيكون الركود الاقتصادي والمشاكل الداخلية، حافزا لتحركات شعبية، تدعمها الولايات المتحدة بالطرق القانونية التي تحفظ الحريّات، لكن دون أي تدخّل فعلي على الأرض.
وفيما يتعلّق بلبنان، اكتفى حرب بالتأكيد أن سيف العقوبات سيطال كل من يتعامل مع إيران، وان الإدارة الأميركية الجديدة، تريد ما يريده الشعب اللبناني، وستكون داعمة لكل ما فيه المصلحة اللبنانية.

بين اسرائيل وإيران، مجموعات من الداعمين والموالين والمحاربين بالوكالة، وقد نجح نتنياهو في مناسبات عدّة بكسر نظام الخامنئي، فيما تمكّنت إيران من تسجيل عدّة نقاط في المرمى الاسرائيلي، تبدأ في 7 تشرين 2023، ولا تنتهي في تل أبيب مساء الجمعة، ومع ما يشهده الشرق الأوسط من تغيّرات فائقة السرعة، يظلّ السؤال، ماذا ستحمل الأيام المُقبلة من أسس الشرق الأوسط الجديد؟