رئيس مجلس النواب نبيه بري أكثر المتحمسين لانتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني المقبل. هو يتحدث يوميا امام ضيوفه وفي الاعلام والصحف، مؤكدا تفاؤله بالجلسة العتيدة.
الاثنين وامام عدسات الكاميرا، قال في تصريح مقتضب "الجو جيّد، وإن شاء الله هناك رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني". اما امس وردا على سؤال حول مّا إذا كان متفائلاً بإمكان حصول انتخاب أجاب في تصريح صحافي "وما الذي حصل حتى أغيّر رأيي ولا أكون متفائلاً. لقد دعوت إلى الجلسة الانتخابية قبل اكثر من شهر من موعدها، بما يتيح امام الجميع اسابيع عدة لإجراء نقاشات وصياغة توافقات وتفاهمات. وفي يوم الجلسة سننزل إلى مجلس النواب وستكون الجلسة كما سبق وقلت مثمرة". ورداً على سؤال، رفض بري التعليق على حديث بعض نواب المعارضة عن وجود كمين منصوب في الجلسة، واكتفى بالقول "هذا كلام مستغرب". ومرة جديدة، أشار بري إلى أنّه سيوجّه الدعوات لحضور هذه الجلسة لكل البعثات الديبلوماسية في لبنان، وذلك للتأكيد على عزمه انجاز الانتخاب في 9 كانون المقبل.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، الاجواء التي يشيعها بري قد تكون في مكانها وقد لا تكون. والحال ان ثمة اعتبارات محلية ودولية متشابكة ستحدد مآل هذه الجلسة وما اذا كانت ستنتج او لا رئيسا للجمهورية، و لا شيء محسوما حتى اللحظة. المصادر تكشف عن ان في الداخل، الاتصالات على قدم وساق بين الاطراف السياسية كلها، غير ان ايا من الافرقاء لم يتمكن بعد من الاتفاق على اسم مرشح ولا من تأمين العدد الكافي من الاصوات له لجعله رئيسا للجمهورية اكان في الدورة الاولى او الدورات التي تلي: في اتصالات الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، لا خرق، في اتصالات بري والمعارضة ايضا، الامر الذي يجعل نتائج جلسة 9 كانون ضبابية.
هذا محليا. أما خارجيا، فدول الخماسي ليست على قلب واحد، وفق المصادر. فرنسا وقطر تطرحان اسماء كثيرة. وبينما مصر لا تدخل في لعبة الاسماء والرياض ايضا مع ميلها لشخصية نظيفة سيادية اصلاحية، الولايات المتحدة يبدو أنها لا تحبّذ الخيارات المطروحة اعلاه، وتفضّل "بروفايلات" مختلفة كقائد الجيش العماد جوزيف عون. وهي ايضا تخشى انتخاب رئيس لا يشبه المرحلة ولا تطورات المنطقة والتبدلات الجذرية التي شهدتها في الاشهر القليلة الماضية لناحية انهاك المحور الايراني وسقوط النظام السوري الأسدي.
هذه المعطيات الدولية اذا أضيفت الى الاخفاق المحلي في تأمين 86 او 65 صوتا لاي مرشح، قد تبدد كل ايجابيات بري الذي يستعجل انتخاب رئيس قبل وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض لإدراكه بأن شروط ترامب ستكون اكثر تشددا تجاه حزب الله، تختم المصادر.