واصلت قوات الاحتلال ارتكاب المجازر الدامية ضد العديد من مناطق قطاع غزة، وركزت بالأساس على النازحين، في وقت زادت فيه من حجم الاستهداف للمنظومة الصحية شمالي القطاع، حيث تعمدت تدمير وحدة العناية المركزة هناك.
مجازر شمال غزة وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن جيش الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 38 شهيد و203 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، لافتة إلى ارتفاع حصيلة العدوان إلى 45,097 شهيد و107,244 إصابة منذ السابع من أكتوبر من العام 2023.
وفي شمال القطاع استمرت المجازر الإسرائيلية، حيث استشهد ثمانية مواطنين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مشروع بيت لاهيا.
وفي هجوم آخر استشهد ستة مواطنين وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في منطقة عزبة بيت حانون، كما أدى القصف إلى إصابة آخرين بجراح مختلفة.
كما استشهد المسعف وسام ثابت في قصف للاحتلال محيط مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، وجاء ذلك في وقت صعدت فيه قوات الاحتلال من هجماتها على المنظومة الصحية الضعيفة شمال القطاع، وسقط عدد من الشهداء والمصابين، جراء شن طائرات الاحتلال 6 غارات على منازل سكنية محيط مستشفى كمال عدوان، فيما قامت طائرات الاحتلال بقصف منزلًا في منطقة جباليا البلد شمالي القطاع، إلى جانب إلقاء مسيرة القنابل على محيط مدرسة الرافعي والمسجد العمري في تلك المنطقة.
وأكدت مصادر طبية أن طائرات مسيرة قامت باستهداف الطواقم الطبية خلال محاولتها انتشال مصابين بعد قصف المنازل، وقد أدت الغارات إلى تدمير نوافذ المشفى، فيما اشتعل حريقا في وحدة العناية المكثفة في مشفى كمال عدوان، جراء الاستهداف الإسرائيلي العنيف.
استهداف المنظومة الصحية وفي هجوم آخر استخدم فيه جيش الاحتلال روبوتا مفخخا، وقعت عدة إصابات بين العاملين في مشفى العودة، وذكر المشفى الإندونيسي، أن عدة إصابات وقعت وجرى تضرر كبير لمبنى المستشفى، بعد عملية التفجير الأخيرة خلف المستشفى مباشرة، حيث تلا ذلك أن قامت طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر” بإطلاق النار على محيط المشفى ومحيط دوار زايد ومناطق متفرقة من مدينة بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا شمالي القطاع.
وقال الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كما عدوان، إنهم تفاجئوا بدخول الدبابات والجرافات من جديد لمحيط المشفى، بعد استهداف عنيف للمنازل، وقصف البيوت على ساكنيها، وقال وهو يصف الوضع الخطير “كنا نسمع أصوات استغاثة السكان”، لافتا إلى أنه جرى استهداف قسم العناية المركزة، حيث تمكنت الطواقم الطبية بأعجوبة من إخلاء المرضى من هناك، لافتا إلى أن القسم هو الوحيد للمرضى والمصابين شمال غزة، حيث خرج عن الخدمة بعد الاستهداف.
وأكد أنه تم إخماد النيران بطرق بدائية، واصفا الوضع هناك بـ”الخطير جدا”، واستهجن عدم قيام دول العالم بالاستجابة للمناشدات التي أطلقتها مشافي شمال غزة منذ بدء الهجوم البري قبل أكثر من شهرين.
أما في مدينة غزة، فقد تواصلت الهجمات العنيفة على أحياء المدينة، حيث استشهاد طفل في قصف الاحتلال استهدف شارع النفق بالمدينة، وانتشلت طواقم الإسعاف ثلاث إصابات جراء استهدف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة قويدر في شارع الصحابة بحي الدرج.
وفي السياق، استهدفت آليات الاحتلال بنيرانها الرشاشة الكثيفة منطقة السودانية شمال غربي المدينة، كما استهدفت أيضا بالقذائف المدفعية منطقة الصفطاوي القريبة من مناطق التوغل البري شمالي القطاع.
واستمر الهجمات العنيفة على مناطق جنوب شرق المدينة، حيث استهدفت أطراف حي الزيتون، وسقطت عدة قذائف على محيط منطقة المصلّبة، وعلى محيط دوار الكويت، وحسب مصادر محلية فإن الهجمات الأخيرة تخللها تنفيذ عمليات نسف مباني جديدة استهدفت أطراف الحي.
وطالت هجمات جديدة المناطق الجنوبية لحيي الصبرة وتل الهوا، حيث سمع دوي انفجارات في المناطق القريبة من الكلية الجامعية.
قصف النازحين في الموازاة، سقط شهيدين جراء استهداف جيش الاحتلال خيمة نازحين محيط مخبز البنا غرب مدينة دير البلح، كما سقط شهيدين وعدد من المصابين جراء قصف استهدف محيط منتزه “كراميش” شمال مخيم النصيرات.
وجاء ذلك في وقت استمرت فيه هجمات جيش الاحتلال العنيفة على المناطق الشمالية للمخيم، حيث سقطت عدة قذائف على أحياء المفتي والدعوة.
وذكرت مصادر محلية أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف أيضا المناطق الغربية للمخيم، كما تعرضت تلك المناطق لعمليات إطلاق نار كثيف على المكان.
هذا وقد هدد جيش الاحتلال سكان مخيم البريج المتواجدين في بلوكات 2220, 2221, 2222, 2223 بالنزوح القسري، وقال إن مناطق سكنهم أصبحت مناطق عمليات عسكرية، وهو ما من شأنه أن يزيد الأوضاع الإنسانية صعوبة.
وجاء ذلك في وقت تعرضت فيه المناطق الشمالية والشرقية لمخيم البريج، وقامت أيضا آليات الاحتلال بإطلاق النار صوب منازل المواطنين شرقي بلدة المصدر.
وقامت الزوارق الحربية الإسرائيلية بمهاجمة صيادين خلال عملهم قبالة سواحل مدينة دير البلح، حيث اعتقلت تلك القوات اثنين من الصيادين من تلك المنطقة.
ومع تواصل الهجمات على وسط القطاع، أكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران، أن الأوضاع الطبية تزداد سواء، لافتا إلى نفاد الأكفان.
أما في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، سقط ثلاثة شهداء بينهم سيدتان، قطعوا لأشلاء، إلى جانب عدد من الإصابات، جراء قصف استهدف منزل لعائلة “أبو يوسف” في بلدة خزاعة شرق المدينة، وقبل ذلك استشهدت امرأة وأصيب آخرون، في قصف للاحتلال على خيم النازحين في المواصي غرب المدينة.
وتعرضت بلدة الفخاري الواقعة شرق المدينة، لقضف مدفعي عنيف، إلى جانب المناطق المجاورة لها، من قبل الآليات العسكرية.
وعلى وقع استمرار الهجوم البري على مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، سقط شهيد في المناطق الغربية للمدينة، حيث جرى نقله إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس المجاورة.
وترافق ذلك مع استمرار الهجوم البري الذي وسعته قوات الاحتلال على المناطق الغربية للمدينة، وتحديدا على منطقة المواصي، حيث لا تزال تحاصر السكان وخيام النازحين، في تلك المنطقة.
وأكد المدير الطبي في منظمة أطباء بلا حدود في غزة فادي المدهون، عن تمكنهم من إجلاء الفريق الطبي بسلام بعد محاصرتهم الثلاثاء في مواصي خان يونس، وطالب بتحييد أعضاء المنظمات الطبية والدولية من الاستهدافات.
إلى ذلك فقد هاجمت قوات الاحتلال أحياء السعودي وتل السلطان غربي المدينة، وأطلقت صوب تلك الأحياء العديد من القذائف المدفعية. وتعرضت المناطق الشرقية للمدينة لقصف مدفعي عنيف، كما قام الطيران الحربي بشن عدة غارات جوية على تلك المناطق القريبة من الحدود.