خلف الحبتور : نهضة لبنان متعثرة بسبب سرطان فتاك... ولكن!
شارك هذا الخبر
Tuesday, December 17, 2024
كتب رجل الاعمال الإماراتي خلف الحبتور عبر منصة اكس :
لا يمكن لأي دولة أن تنهض ولا تستقيم أمورها في ظلّ وجود أزلام ترفض الانصياع للقانون واحترام سيادة الدولة. هؤلاء كالأجسام الغريبة التي تفتك بجسد الوطن، تمنعه من النمو وتضعفه من الداخل. وكما قال المتنبي: « إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ … فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ »، فالكرامة الوطنية تُبنى بالوحدة والقرار الحر.
لقد فاجأ الشعب السوري العالم بثورة كانت درساً في التحدي والكبرياء الوطني. خلال فترة وجيزة، اتحد السوريون، ونظموا حركتهم، وبدأوا فوراً في بناء مستقبل بلادهم ضمن خارطة طريق واضحة، رافضين حكم الطغاة والولاءات الخارجية. الإرادة الحرة كانت السلاح الأقوى في تحرير #سوريا.
في المقابل، #لبنان الذي تحرر من الاحتلال في ما اعتبره البعض معجزة تاريخية أو حلماً بعيد المنال، لا يزال عالقاً في الوهم. تحرر جغرافياً لكنه لم يتحرر فعلياً، إذ يعيش تحت قبضة خارجية خفية ويتخبط بين انقساماته وصراعاته الداخلية. كالسجين الذي عاش عمره في زنزانة، وحين فُتح له الباب، خاف من الحرية وأوهم نفسه بوجود وحش في الخارج.
وبمقارنة بسيطة، يظهر أن نهضة لبنان متعثرة بسبب سرطان فتاك سكن في جسده لعقود طويلة، سرطان جُرّد من معظم نفوذه وتم تحجيمه، وبات استئصاله نهائياً اليوم أقرب من أي وقت مضى. لكن ذلك لن يحدث إلا بفرض هيبة الدولة الوطنية على كامل مؤسساتها، والتمسك بقراراتها دون مساومة أو خضوع للغوغاء ولغة الاستقواء.
النهضة لا تتحقق إلا بإرادة حقيقية، تجمع القلوب والعقول حول هدف واحد: استعادة السيادة وتحرير الوطن من الأجسام الغريبة التي تحاول استنزافه. لبنان بحاجة إلى قائد شجاع ووطني، قائد يحمل رؤية، يلتف الجميع حوله لإنقاذ البلاد من القيود المفروضة، وإعادة الوحدة والقوة إلى الدولة.
حين يقرر شعب ما التحرر وبناء دولته بإرادته الحرة بعيدًا عن التبعية والفتن، لا شيء يمنعه من التقدم. المستحيل يتحول إلى واقع، والوطن ينهض مجدداً، سيداً، حراً، قوياً ومستقلاً.