قيومجيان: يجب أيضاً إعادة بناء مؤسّسات الدولة وتحييد عملها عن التسييس

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 2, 2024

أكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق د. ريشار قيومجيان "وجوب وضع خطة طوارئ تواجه أي حالة طارئة في البلد، سواء كانت حرباً، أو زلزالاً، أو فيضاناً، أو حريقاً كبيراً، أو كارثة طبيعية، أو غيرها من الأمور غير المُنتَظَرَة، وتوفير أماكن الإيواء، والملاجىء وخزانات المياه وكافة الحاجات، مضيفاً: "لكن مع الأسف، لا تخطيط على هذا المستوى في البلد أصلاً، فيما عمل المؤسّسات القائمة والتي تتعاطى مع الأوضاع الراهنة ليس بقدر المسؤولية المُلقاة على عاتقها. فالوزارات والإدارات المحليّة بالكاد تكفي للعمل على ما نحن فيه من دون حالة طارئة. فكيف إذا أردنا أن نتحدث عن حالة حرب مثلاً أو عن كارثة؟".

قيومجيان دعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "العمل على الأمور العاجِلَة الآن، وهي إيجاد الحلول اللازمة للناس الذين هُجِّروا من منازلهم، ولأولئك الذين هُدِمَت بيوتهم في الحرب. هذا الى جانب ضرورة الإسراع في الإصلاح العاجل للبنية التحتية التي شهدت تخريباً كاملاً في بعض المناطق، بشكل يُعيد الخدمات التي توفّرها للناس".



اللامركزية...

وشدّد قيومجيان على أن "المسألة لا تقتصر على خطط طوارىء آنية فقط، بل يجب إعادة بناء مؤسّسات الدولة أيضاً، وتوفير الحلول للمؤسّسات الخدماتية وتحييد عملها عن التسييس. فعمل تلك المؤسّسات يجب أن يكون هو نفسه بمعزل عمّن يكون وزيراً أو مديراً عاماً في هذا الوقت أو ذاك. وهنا تبرز أهمية اعتماد اللامركزية أيضاً، وتمكين السلطات المحلية التي تعرف هي أن تحدّد الحاجات المناطقية المتعلّقة بها، من التخطيط للمستقبل على أساسها بالتنسيق مع السلطة المركزية".



تجنُّب الحروب...

وردّاً على سؤال حول ما إذا كان تحييد لبنان عن الحروب هو أفضل خطة طوارىء يمكن للسلطة في لبنان أن تضعها، أجاب قيومجيان: "نعم طبعاً. ولكن هنا أيضاً يجب النّظر الى ماهية أي حرب. فحروب الدفاع عن الأرض مثلاً، أو الدفاع عن الذات في أوان التعرّض لاعتداء خارجي، هي حروب مُسلَّم بها. وأما الحروب العبثية، فيجب الابتعاد عنها طبعاً. ولكن في كل الأحوال، يتوجب وضع خطط طوارىء لجميع الحالات، وتوفير الحاجات اللازمة".

ختم قيومجيان: "الدولة في لبنان مُفلِسَة الآن. ومن هنا أهمية إعادة بناء المؤسّسات السياسية والمالية والإدارية كلّها. فمن أحد أساسيات أي خطط طوارىء أصلاً هو أن تكون الدولة مُحصَّنَة، وليس بحالة إفلاس بالشكل الذي نحن فيه الآن، بعدما فرّطت هي (الدولة) بأموال الناس وبودائعهم، خصوصاً بتلك التي هي بالعملة الصّعبة. فما جرى على هذا المستوى في لبنان كان جريمة. وبالتالي، يجب أن تشمل خطط الطوارىء كل تلك الأمور".